يا أمة إقرأ…

ربّما تدخل بعض الكلمات أعماقنا لنشعر معها بالحرقة التي ما بعدها حرقة، وربما يهدف الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استعادة التاريخ واستذكار الأمجاد التي لطالما عاشت عليها البلدان العربية. هذه البلدان التي عرفت بالثقافة والفن والحضارة، ها هي اليوم دمية بيد من أرادوها كذلك، فسحقت كل الأمجاد ونسي التاريخ، وتحوّلت إلى عالم مبني على الخراب على الدمار. ولعلّ هذه الصورة تدفعنا إلى استذكار كلمات محمد الماغوط التي قال فيها: «نحن الجائعون أمام حقولنا..

المرتبكين أمام أطفالنا…

المطأطئين أمام اعلامنا…

الوافدين أمام سفاراتنا…

نحن…الذين لا وزن لهم إلا في الطائرات

نحن وبر السجادة البشرية التي تفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقة…

ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج؟

لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن،

أعطونا الأحذية وأخذوا الطرقات،

أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية،

أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب،

أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،

أعطونا الحليب المجفف وأخذوا الطفولة،

أعطونا السماد الكيماوي وأخذوا الربيع،

أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان،

أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان،

أعطونا الثوار وأخذوا الثورة …».

واقع مؤسف…

يتداول الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي فيديو يظهر اختراعاًً لإسمنت طرقات يمتصّ المياه فور تلقّيها، الأمر الذي لا يحدث فوضى عارمة في حال هطول الأمطار، خاصة مع فورة الطوفان التي يصيب معظم الدول العربية مع بدء موسم الأمطار. ولعلّ هذه الفيضانات باتت تشكّل واقعاً للهزء لدى الناشطين الذين باتوا يبحثون عن أيّ طريقة يسخرون بها من الوضع الحالي أبرزها هذه الصورة التي تسخر من العربيّ أثناء هطول الأمطار، فبدلاً من أن يمسك مظلّة لاتّقاء المطر، ها هو يكتفي برفع سرواله خوفاً من الغرق. هذه الصورة تعكس حال الفساد العارمة التي تصيب معظم الوزارات التي لم تعد تهتمّ إلّا بتحصيل أكبر كميّة من النقود من الناس بدلاً من القيام بتحسينات على الأقلّ تحمي المواطن على الطرقات. فهل تصل هذه الصورة إلى المسؤولين؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى