الطائرات الروسية تقصف 448 هدفاً للإرهابيين خلال ثلاثة أيام
قال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الإشاعات حول زيادة عدد العسكريين الروس في سورية وتنقلاتهم بعيداً من قاعدة حميميم الجوية لا تستحق التعليق عليها.
وأوضح رداً على طلب الصحافيين التعليق على ما نشره بعض المدونين على شبكة الإنترنت حول تحركات العسكريين الروس في مختلف أنحاء سورية بعيداً من قاعدة حميميم «لا نعتبر أن المعلومات التي ينشرها مدونون أو تطلقها مصادر مجهولة، تشكل أساساً لأي تعليقات».
الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافورف أن لقاءات فيينا أصبحت آلية رئيسية للتسوية السورية، مشدداً على أنه لا يجوز أن تقتصر هذه المناقشات على بحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «يحاول بعض شركائنا قصر جميع المناقشات على المطالبة برحيل الأسد، لكن ذلك يؤدي فقط إلى تحريف المناقشات عن مسألة التسوية».
وذكر لافروف أن هؤلاء الشركاء يحاولون التهرب من العمل الحقيقي ومن المفاوضات الواقعية، «ويقتصرون على دعوات عامة إلى رحيل الأسد، باعتبار أن ذلك في حد ذاته سيؤدي إلى حل جميع مشاكل سورية تلقائيا».
وأضاف الوزير الروسي: «أصبحت صيغة فيينا اليوم رئيسية، ولو لم تكن الوحيدة لمفاوضات التسوية بين الأطراف الخارجية. لكن تلك اللقاءات ليست إلا بداية عملية طويلة وشاقة»، وأعرب عن قناعته بأن الأطراف الخارجية يجب أن تقوم بدور رئيسي في توفير الظروف الملائمة لوقف إراقة الدماء وحمل جميع السوريين، بمن فيهم الحكومة وأطياف المعارضة كافة، على الجلوس إلى الطاولة للتوصل إلى اتفاق.
وشدد لافروف على أن أطراف النزاع السوري يجب أن تنطلق ليس من الاهتمام بمصيرهم الشخصي، بل من مستقبل دولتهم، وقال إنه من الصعب التعويل على نتائج إيجابية للقاء الذي سيعقد يوم السبت المقبل في فيينا إلا في حال توصل الأطراف إلى توافق حول قوائم التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سورية، وما هي المعارضة السورية المعتدلة.
واعتبر أن مهام لقاء فيينا المقبل تحمل طابعاً براغماتيا إلى درجة كبيرة، معرباً عن أمله في أن يبدأ المشاركون خلال اللقاء جهوداً عملية لتنسيق قوائم موحدة للتنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة السورية.
كما قرر الوزير الروسي الاقتراح الروسي الخاص بإشراك جامعة الدول العربية ومنظومة التعاون الإسلامي في مفاوضات فيينا حول سورية، وأعاد إلى الأذهان أن الصيغة الموسعة للمفاوضات تشمل حالياً نحو 20 دولة ومنظمة.
وذكَر في هذا السياق بأن منظمة التعاون الإسلامي تضم جميع الدول الإسلامية، مشدداً على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم المنظمة به في التسوية السورية، نظراً إلى تزايد المحاولات لتصوير الأحداث في سورية وحولها على أنها نزاع بين الشيعة والسنة.
وأردف قائلاً: «إنه استفزاز فاضح للغاية، يستهدف تحقيق أهداف سيئة النية، لكن كثيرين، للأسف، ينجرون وراء هذا الاستفزاز، كما يدعمه العديد من الزعماء الدوليين ولا سيما في الغرب».
وأضاف لافروف: «إننا قلقون كثيراً من مصير المسيحيين الذي يتعرضون في ظروف الأزمة وانفلات الإرهاب، وبالدرجة الأولى انفلات ما يسمى «الدولة الإسلامية»، للاضطهاد والتمييز، إذ بات هذا التنظيم الإرهابي وأنصاره يهدد حياة المسيحيين فعلاً».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين ستشارك في الاجتماع الوزاري الموسع حول الأزمة السورية الذي سيجري في فيينا في 14 تشرين الثاني.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية هونغ لي: «الاجتماع الموسع الثاني لوزراء الخارجية حول سورية سيجرى في فيينا في 14 تشرين الثاني. والجانب الصيني سيشارك في هذا الاجتماع من أجل تحريك الحل السياسي للقضية السورية».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس إن «بعض دول الجوار لا تزال تنظر للتطرف والإرهاب كأنه ورقة لعب وليس خطراً»، مضيفاً أنه «في ظل عدم إيمان الجيران بعدم إمكانية الاستثمار في التطرف، فإنه سيتواصل دعم المجموعات التكفيرية»، وأكد أن «عدم الاستقرار في سورية والعراق واليمن هو بسبب الدعم المباشر وغير المباشر لبعض الدول الأجنبية للإرهاب».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مقاتلاتها نفذت 137 طلعة في سورية خلال الـ3 الأيام الماضية، ودمرت 448 موقعاً للإرهابيين. واستهدفت مواقع في محافظات حلب ودمشق واللاذقية والرقة وحماه وحمص.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن كثافة الغارات في الأيام الأخيرة كانت أدنى من مستواها العادي، وذلك بسبب انشغال بعض الطائرات الحربية في اختبار المعلومات عن مواقع المسلحين الواردة من قبل ممثلين عن المعارضة السورية والمركز المعلوماتي في بغداد وكذلك قيادة الجيش السوري.
وأشار كوناشينكوف إلى أن الإرهابيين يغيرون تكتيكاتهم ويتصرفون «بوقاحة أقل»، مقارنة مع تكتيكاتهم الماضية. وذكر أنهم يقومون بنقل الأسلحة في أوقات الليل مستخدمين وسائل التمويه، ويختبئون من غارات الجيش الحكومي والطيران الحربي الروسي.
وأضاف كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية دمرت ورشة لترميم المعدات المدرعة التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في بلدة كفر نبودة التابعة لمحافظة حماه، كما دمرت مخزن ميداني للذخائر وأربع قذائف هاون تابعة للتنظيم ذاته في ريف اللاذقية.
وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن تدمير مخزني «جبهة النصرة» مع ما كان فيهما من الأسلحة النارية والرشاشات من عيار كبير وراجمات القنابل والذخائر في منطقة بلدة مهين في ريف حمص، جاء نتيجة المعلومات التي تلقتها وزارة الدفاع الروسية من ممثلي المعارضة السورية.
وفي السياق، أعلن مصدر عسكري سوري فرض السيطرة الكاملة على قرية الشيخ أحمد في منطقة كويرس بريف حلب الشرقي، وقال: «أحكمت سيطرتها الكاملة على قرية الشيخ أحمد الواقعة على بعد 12 كم جنوب غرب مطار كويرس بعد القضاء على آخر بؤر إرهابيي داعش فيها».