تقرير
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنه وبينما تستعدّ الولايات المتحدة لتكثيف الضربات الجوّية ضد معاقل تنظيم «داعش» في سورية، انسحب حلفاؤها العرب والذين أرسلوا عدداً من الطائرات الحربية في البعثات الأولية وسط ضجة كبيرة السنة الماضية من الحملة.
وأضافت الصحيفة: في الأيام الأولى من الحملة، صرّحت إدارة الرئيس أوباما أن القوات الجوّية العربية تحلق جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة الأميركية، في مشهد يُظهر أهمية التضامن والحدة معاً في مواجهة تنظيم «داعش»، إذ لا يزال كبار القادة مثل الجنرال لويد أوستن الثالث الذي يشرف على العمليات في سورية والعراق يثمّن المساهمات التي تقدّمها الدول العربية في ساحة المعركة.
ولكن، مع دخول الولايات المتحدة مرحلة جديدة من الحرب في سورية، حيث أمرت قوات العمليات الخاصة بدعم «المعارضة» وإرسال عشرين طائرة مهاجمة إلى تركيا، تحوّلت الحملة الجوّية إلى الجهود الأميركية.
ودائماً ما كان يسعى المسؤولون في الإدارة الأميركية إلى تجنّب إظهار أن أميركا هي من تهيمن على الحرب الجوّية ضدّ «داعش». في وقت ينشغل قادة الخليج بدعم «المعارضة السورية» التي تقاتل حكومة الأسد، والآن اعترف هؤلاء المسؤولون وهم يقدّمون استقالاتهم أن الشركاء العرب تخلوا بهدوء عن الولايات المتحدة لتدير وحدها الحرب الجوّية في سورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات حوّلتا وجهة طائراتهما إلى اليمن لمحاربة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، وتضامن معهما الأردن في اليمن بعد حرق «داعش» الطيار معاذ الكساسبة. بينما ذكر مسؤولو التحالف إن الضربات الأخيرة من الطائرات البحرينية في سورية كانت في شباط الماضي، في وقت يتواصل التحليق القطري، إنما بدور متواضع جدّاً.
وأوضحت أن الضربات الأخيرة الإماراتية ضدّ تنظيم «داعش» كانت في آذار الماضي، والأردن في آب، والمملكة العربية السعودية في أيلول، وفقاً لمعلومات من قادة التحالف الأسبوع الماضي، في وقت تصرّ الدول العربية أنها لا تزال تلعب دوراً محورياً، وإن كان أقل نشاطاً في الحرب.
ونوّهت الصحيفة بأن مشاركة الدول الغربية مثل فرنسا وأستراليا محدودة جدّاً، فقد أجروا ضربات قليلة في سورية، بينما حشدوا معظم قواتهم في الضربات فوق العراق. بينما نجح رئيس الوزراء الكندي الجديد جستن ترودو بإنهاء الحملة الجوّية التي تقوم بها بلاده تماماً على سورية.
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن المسؤولين الأميركيين وحلفاءهم في المنطقة اتفقوا على زيادة شحنات الأسلحة وغيرها من الإمدادات لمساعدة «المعارضة المسلّحة» في سورية، مضيفة أن شحنات تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية من المملكة العربية السعودية، وأجهزة تجسّس من دول أخرى حليفة تعمّق القتال في سورية، على رغم تعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم السماح بأن يصبح الصراع حرباً بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين أوضحوا أن إدارة أوباما تسعى إلى استراتيجية المسار المزدوج، والتي تهدف إلى الحفاظ على الضغط العسكري ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وروسيا، في حين يتمكن الأميركيون من تخفيف سلطة الأسد خلال المفاوضات، مؤكدين أن واشنطن تضغط لاستكمال المسار الدبلوماسي والحصول على نفوذ أكبر بطاولة المفاوضات.
وتلفت الصحيفة الأميركية إلى أن مسؤولين سعوديين وأتراكاً لا يزالوا يرون أن الدعم الأميركي للجماعات المسلحة في سورية غير كاف، على رغم محاولة الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد في تقديم هذا الدعم، موضحة أن المسؤولين السعوديين يرغبون في أن يفتح البيت الأبيض خطّ أسلحة ثقيلة، محذّرين من تراجع دور الولايات المتحدة حيال الأزمة في سورية.
وتؤكد الصحيفة أنه مع بداية الضربات الجوّية الروسية، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وشركاؤها زيادة الإمدادات العسكرية للمسلحين في شمال سورية، بما في ذلك صواريخ «تاو» المضادة للدبابات، وستستمر هذه الإمدادات خلال الأسابيع المقبلة لتوسيع الهجوم العسكري ضدّ الدولة السورية.
وتوضح الصحيفة أنه إضافة إلى الإمدادات العسكرية التي تقدّمها الولايات المتحدة، يرغب المسؤولون السعوديون والأتراك في السماح بإدخال أنظمة دفاع جوّي محمولة على الكتف تساعد المسلحين في إطلاق النار، أو منظومات دفاع جوّي محمولة، ولكن أوباما منذ فترة طويلة يرفض مقترحات كهذه، لخطورتها على الطائرات المدنية، والمخاوف من وقوعها في أيدي الإرهابيين المتشدّدين.
وتابعت الصحيفة: لا يبدو أيّ من الحلفاء الغربيين حريصاً على الانضمام إلى الولايات المتحدة في دعم الطائرات الحربية في قاعدة إنجرليك في تركيا، وهي الخطوة التي تجعل من السهل زيادة الضربات الجوّية ضدّ المسلحين في سورية والعراق.
ولفتت إلى أنه حتى الآن، أجرى ثمانية حلفاء من الغرب والعرب حوالى 5 في المئة من الغارات الجوّية في سورية البالغ عددها 2700، مقارنة بـ30 في المئة من الضربات في العراق البالغ عددها 5100 ضربة، حيث تشارك بعض دول الناتو في الضربات الجوّية، بينما تقود الولايات المتحدة غالبية الضربات في سورية والعراق.