واشنطن تهدّد بعودة الحرب الباردة… وموسكو تتلقّى بهدوء!

كلّما ضاق الخناق على الإدارة الأميركية، وتشعر أنّ البساط يُسحَب من تحتها، تلجأ إلى التلويح بإعادة الحرب الباردة. واليوم، وإزاء التعرية التي تتعرّض لها أميركا، وإخفاقاتها في ملفات عدّة لا سيما ملف الشرق الأوسط وسورية تحديداً، عادت «حليمة إلى نغمتها القديمة»، وبدأت على لسان وزير دفاعها آشتون كارتر، تتحدّث عن عودة الحرب الباردة، فيما تلقّف المسؤولون في موسكو هذه التصريحات بكلّ هدوء.

تصريحات كارتر تطرّقت إليها صحيفة «كوميرسانت» الروسية، مشيرة إلى أنّ إدارة الرئيس أوباما ترى في روسيا التهديد الرئيس للأمن العالمي، وتنوي تعزيز القدرات العسكرية الأميركية لحماية أميركا وحلفائها. واعتبرت الصحيقة أنّه على رغم تعهّد كارتر بألا يدور الحديث حول عودة إلى الحرب الباردة، إلا أن تصريحاته الأخيرة هي الأعنف منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وحتى الآن. وهذه التصريحات تؤكد أن احتمال تحسين العلاقات الثنائية قريباً أمر مستبعد. ومن جانبهم، استقبل المسؤولون في روسيا هذه التصريحات بهدوء، مشيرين إلى أن هذا الأمر يتكرّر بين فترة وأخرى، كلما تقاربت مواقف الدبلوماسيين في البلدين في شأن هذه المسألة أو تلك، خصوصاً في شأن سورية.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لبيل ترو يقول فيه إن المسؤولين البريطانيين في قسم الاستخبارات يبحثون عن الزعيم الغامض لتنظيم «داعش» في سيناء أبو أسامة المصري، الذي أعلن مؤخراً في تسجيل صوتيّ مسؤولية التنظيم عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء.

من ناحيتها، سلّطت صحيفة «غارديان» البريطانية الضوء على أزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا، معتبرةً أن الكلمات النبيلة من المسؤولين السياسيين لم تترجم عملياً، وأنّ صوتاً أوروبياً واحداً ظل يؤكد إمكانية احتضان اللاجئيين، ألا وهو صوت ميركل، إذ قالت: سنقدر على استيعابهم.

«كوميرسانت»: صنبور الحربين الباردة والساخنة

تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في شأن خطط البنتاغون الجديدة الهادفة إلى ردع موسكو.

وجاء في المقال: ترى إدارة الرئيس أوباما في روسيا التهديد الرئيس للأمن العالمي، وتنوي تعزيز القدرات العسكرية الأميركية لحماية أميركا وحلفاءها. جاء هذا من ضمن سلسلة التصريحات التي يطلقها والمعادية لموسكو خلال جولته الآسيوية. كما انتقد كارتر الصين أيضاً، ولكن تصريحاته المعادية لموسكو كانت أكثر حدة وصرامة، مؤكداً في ذلك عدم إمكان تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين قريباً.

وكشف كارتر خطط البنتاغون الجديدة لردع موسكو خلال المؤتمر المنعقد في مكتبة «رونالد ريغان» في ولاية كاليفورنيا، كما لو انه لم يرغب بالتخلف عن الرئيس ريغان الذي سمّى الاتحاد السوفياتي «امبراطورية الشرّ». فحمّل موسكو المسؤولية الرئيسية عن أزمة النظام العالمي إذ قال: في أوروبا تنتهك روسيا سيادة أوكرانيا وجورجيا وتحاول الضغط على دول البلطيق. وإضافة إلى هذا، تصب الزيت على النار في سورية، مسبّبة إطالة الحرب وتأجيج التطرف الذي تدعو إلى مكافحته.

ويذكرنا خطاب كارتر بالأسلوب الذي تميزت به تصريحات رونالد ريغان وخطاباته، الذي كان يتهم روسيا بمحاولة عرقلة التوازن الاستراتيجي في مجال أسلحة الدمار الشامل. فيقول كارتر: إن أكثر ما يقلق، قعقعة السلاح النووي التي تثيرها موسكو، ما يثير تساؤلات في شأن التزام قادة روسيا بالتوازن الاستراتيجي واحترامها قواعد عدم استخدام السلاح النووي.

وبحسب قوله، أميركا لا تسعى لا إلى الحرب الباردة ولا إلى الحرب الساخنة مع روسيا ولا تحاول أن تجعل من روسيا عدوّاً. ولكنه أوضح أن في ترسانة البنتاغون مجموعة إجراءات لردع روسيا تبدأ من تحديث القدرة النووية وصنع منظومات جديدة من الأسلحة من ضمنها قاذفات القنابل الاستراتيجية وأسلحة اللايزر وتنتهي بزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وقال كارتر: حالياً، نحن نكيّف خططنا لنتمكن من ردع عدوان روسيا وتقليص نقاط الضعف لدى حلفائنا. وعلى رغم تحميل الصين مسؤولية زعزعة الاستقرار في العالم، إلا انه هاجم روسيا بكثير من الشدة والصرامة. إضافة إلى هذا، أشار السيد كارتر خلال جولته الآسيوية إلى نيّة ضمّ الصين إلى منظومة الأمن المشتركة في آسيا، ووعد بمناقشة هذا الموضوع خلال زيارته الصين.

ليست هذه هي المرة الأولى يهاجم فيها كارتر روسيا ، فقد سبق له أن أطلق تصريحات معادية لروسيا خلال زيارته إلى القاعدة الجوية الأميركية في جزر هاواي.

وقد اتّهم كارتر خلال هذه الزيارة موسكو باستخدام تكتيك «الحرب الهجينة» أي باستخدام «الرجال الخضر» في أوكرانيا، مشيراً إلى أن ردّ الولايات المتحدة يجب أن يكون «إعادة تشكيل» القدرات العسكرية في أوروبا، «وسنجري بعض التعديلات على القوات في أوروبا، آخذين بالاعتبار أن روسيا اختارت طريقاً غير الذي توقعناه»، وأضاف: هذا ما يطلبه الأوروبيون والناتو. ونحن ننوي تحقيق ذلك».

وعلى رغم أن كارتر تعهد بألا يدور الحديث حول عودة إلى الحرب الباردة، إلا أن تصريحاته الأخيرة هي الأعنف منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وحتى الآن. وهذه التصريحات تؤكد أن احتمال تحسين العلاقات الثنائية قريباً أمر مستبعد.

من جانبهم، استقبل المسؤولون في روسيا هذه التصريحات بهدوء، مشيرين إلى أن هذا الأمر يتكرّر بين فترة وأخرى، كلما تقاربت مواقف الدبلوماسيين في البلدين في شأن هذه المسألة أو تلك، خصوصاً في شأن سورية. ويقول مصدر روسيّ: عادة، بعد كل تعاون إيجابي، يطلق البنتاغون أو الخارجية الأميركية تصريحات شديدة اللهجة. وهدف إدارة أوباما من ذلك موازنة سياستها حيال روسيا تجنّباً لأيّ اتهامات محتملة بتهاونها مع موسكو.

«تايمز»: الجواسيس البريطانيون يبحثون عن زعيم «ولاية سيناء» الغامض

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية في عددها الصادر أمس الاثنين، مقالاً لبيل ترو يقول فيه إن المسؤولين البريطانيين في قسم الاستخبارات يبحثون عن الزعيم الغامض لتنظيم «داعش» في سيناء، في وقت تؤكد تسريبات عن قيام هذا التنظيم بزرع قنبلة في الطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت في سيناء. وأضاف كاتب المقال أن البحث جارٍ عن أبي أسامة المصري، الزعيم المفترض للتنظيم في مصر والناطق بِاسم التنظيم الذي أعلن مؤخراً في تسجيل صوتيّ مسؤولية التنظيم عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء. وأوضح كاتب المقال أن أبا أسامة المصري الذي لمع نجمه عام 2013، عندما ألقى بياناً مسجّلاً لـ«أنصار بيت المقدس»، أضحى اليوم، الناطق بِاسم «ولاية سيناء»، وهو فرع تنظيم «داعش» في مصر.

وفي مقابلة أجراها كاتب المقال مع مختار عوض، المتخصّص في الحركات الجهادية في مصر، أكد الأخير أن التنظيم يحرص على عدم الكشف عن وجه أبي أسامة المصري ويعمد إلى إخفائه، كما أنه يظهر دوماً مرتدياً قفازات بيديه.

«غارديان»: ميركل تقف وحيدة ضدّ الكارثة

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً لألبيرتو نارديللي يقول فيه إنه خلال أقل من عشرة أسابيع، وبعدما تصدّرت صورة الطفل السوري الغريق الذي قضى خلال محاولة عائلته الوصول إلى أوروبا، جميع الصحف الأوروبية وأعلنت تعاطفها مع اللاجئين السوريين، فإنه بعدما جفّت هذه الدموع، فإن مجموعة من هذه الصحف عادت إلى مواقفها السابقة الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأضاف أن الكلمات النبيلة من المسؤولين السياسيين لم تترجم عملياً ، مشيراً إلى أن الموقف اليوم من قبل عدد من المسؤولين الأوروبين يتلخص بالقول إن من واجب أوروبا مساعدة اللاجئين، إنما ليس في بلدنا.

وأردف كاتب المقال أنّ صوتاً أوروبياً واحداً ظل يؤكد إمكانية احتضان اللاجئيين، ألا وهو صوت ميركل، إذ قالت: سنقدر على استيعابهم.

«فايننشال تايمز»: لا خطط لخفض إنتاج النفط بحسب رئيس «آرامكو» السعودية

نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن خالد الفالح، رئيس مجلس إدارة «آرامكو» السعودية، قوله إن الشركة المملوكة من الدولة لا تنوي خفض إنتاج النفط، وإنه يتوقع عودة التوازن إلى السوق في 2016.

وقال الفالح للصحيفة: الأمر الوحيد الذي يمكن القيام به الآن، ترك السوق تؤدّي وظيفتها. لا مناقشات هنا تقول إنه ينبغي أن نخفض الإنتاج بعد الألم الذي رأيناه. وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي قد أبدى وجهة نظر مماثلة الشهر الماضي عندما قال إنه يلاحظ بوادر لتحسّن الطلب العالمي على النفط، على رغم التباطؤ الاقتصادي في الصين، وإن ميزان العرض والطلب في السوق سيتماشى مع ذلك بدرجة أكبر. ووصف رئيس «آرامكو» السعودية سعر مئة دولار لبرميل النفط بوثيقة التأمين المجانية التي قدّمتها السعودية وسمحت بازدهار منتجي النفط الصخري ونفط المياه العميقة، لأنه كان ضماناً بانعدام مخاطر الاستثمار، حسبما أبلغ الصحيفة. لكنه أضاف أن ذلك لم يعد قائماً.

وقال الفالح إن المسؤولين في الرياض كانوا يدركون أن تراجع أسعار النفط سيكون مؤلماً، ولكن مدى الألم فاق توقّعاتهم. وقال للصحيفة: بالغت السوق في ردّ الفعل كما تفعل عادة في مثل تلك الدورات النزولية. الآن يهرع الجميع إلى بوابة الخروج وتُلغى المشاريع. هذا ضروريّ، لكن ماذا سيحدث بعد خمس إلى عشر سنوات من الآن؟ الاستثمار ضروري. لكن من المأمول أن تكفي الاستثمارات لتلبية المتطلبات بعد 2017.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى