معرض في روما يسلّط الضوء على التخريب الذي تتعرّض له آثار سورية

دمشق ـ سامر الشغري

لم يجد القائمون على معرض «سورية الألق والمأساة» أفضل من هذا العنوان ليعبروا من خلاله عما تتعرض له الآثار السورية من إرهاب وتخريب ممنهجين طالا أوابد اعتبرت بحق درة ما أبدعه الإنسان منذ نشوئه على الأرض.

بمثابة صحوة ضمير لدى الأوروبيين، واعتراف ضمني بما ترتكبه المجموعات الإرهابية التي تتولى دولهم تسليحها وتمويلها، يقام المعرض الذي انطلقت فعالياته في روما في العشرين من حزيران الجاري ضمن إطار فعاليات الحملة الدولية الواسعة التي بدأت في إيطاليا منتصف شباط الفائت، لاطلاع الرأي العام الأوروبي والعالمي على الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي والحضاري في سورية من جراء الإرهاب.

يتضمن المعرض عرضاً للأضرار الحاصلة ولأهمية القيمة الاستثنائية للمواقع والمتاحف الأثرية السورية عبر مجموعة من الصور التي زوّد القائمون على المعرض بها من وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف والتي تبين حجم الضرر الذي استهدف تراث سورية ونسيجها المعماري المميز من مدن تاريخية وكنائس وأديرة، خاصة معلولا والمساجد والمواقع الأثرية.

يحظى المعرض باهتمام رسمي وأكاديمي أوروبي لافت، علماً أن وزيرة الثقافة الإيطالية حضرت المؤتمر الصحافي الذي رافق انطلاق فعالياته، وتشرف عليه لجنة علماء من جامعات روما والبندقية والسوربون وجامعة برلين الحرة والمعهد الألماني في دمشق وبيروت وعمان، بإشراف مباشر من البروفسور باولو ماتييه وفرانشيسكو روتيللي الذي شغل سابقاً منصبي نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الثقافة.

أهمية الفعالية لا تغيب عن بال مدير الآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم الذي يعتبر أن المعرض يوضح جليّاً جلي الاستهداف الممنهج للمواقع الأثرية من قبل عصابات الآثار المسلحة في ظل عدم وجودالمؤسسات الحكومية في تلك المناطق.

معرض1 ولا يكتفي الدكتور عبد الكريم بالإشارة إلى أعمال السرقة بل يؤكذ ضرورة تسليط الضوء على ما تتعرض له المواقع الأثرية السورية من أناس تلطوا بالدين عبر «الاستهداف الممنهج من قبل المجموعات المتطرفة التكفيرية التي تدمّر التماثيل في سورية لأهداف إيديولوجية». ويصف مدير الآثار والمتاحف المعرض بـ»الحدث الأبرز على الصعيد الدولي منذ بداية الأزمة في سورية والمنجز بتنسيق تام مع المديرية ووزارة الثقافة وباهتمام كبير من عالم الآثار ماتييه الذي نسّق مع الجهات الثقافية السورية الرسمية» منوها بالعالم ماتييه الحائز وسام الاستحقاق السوري والمرتبط اسمه كعلامة فارقة في التاريخ السوري عبر إنجازات علمية كبيرة لإبراز أهمية سورية الحضارية والتاريخية. ولأن الآثار السورية شأن لا يخص السوريين وحدهم بل شأن عالمي، يرى المهندس يعقوب أوصلو رئيس جمعية الصداقة السورية الإيطالية وعضو مجلس إدارة الجالية السورية في إيطاليا أن المعرض استثنائي بقيمته الفنية وموضوعيته وسويته العالية ويعتبر حقاً حدثاً مهماً على الساحة الثقافية الدولية.

المعرض مستمر إلى 21 آب المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى