الجيش السوري يُحطِّم حصار كويرس والإرهاب يضرب اللاذقية
تمكنت وحدات الجيش السوري أمس من فك الحصار عن قاعدة كويرس الجوية في ريف حلب الشرقي بعد ثلاث سنوات من حصارها من قبل تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش».
الجيش السوري فتح ثغرة باتجاه المطار بعد تمكن مجموعة من المشاة من الوصول إلى محيط المطار من قرية كويرس شرق حيث التقت قوات فك الطوق مع حامية المطار، كما سيطر الجيش على قرية رسم العبود شمال شرق المطار، في ظل قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة على أماكن تمركز المسلحين في الريف الشرقي والقرى المحيطة بالمطار.
وجاء تقدم الجيش بعد معارك عنيفة جداً، تمكنت خلالها القوات السورية المسلحة، من اختراق دفاعات تنظيم الجماعات المسلحة بفضل الكثافة النارية المدفعية والصاروخية، وبمساندة جوية عبر الطيران الحربي الذي نفذ عشرات الغارات على مواقع المسلحين الخلفية وخطوط الاشتباك الأمامية.
وكان الجيش السوري قد استعاد السيطرة على قرية مريودة التابعة لمدينة العيس جنوب مدينة الحاضر في ريف حلب الجنوبي وصد هجوماً لمسلحي «جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين» على مثلث التلال المحيط بقرية السابقية.
ومن شأن السيطرة على هذه التلال أن تبعد الخطر عن الجيش السوري المتقدم إلى تلة العيس والتي من خلالها يحكم السيطرة على ناريا عند الريف الجنوبي والغربي لحلب وصولاً إلى بعض قرى ريف إدلب الشمالي.
وفي السياق، أعلن مصدر عسكري سوري فرض السيطرة على منطقة المحالج والمزارع المحيطة بها جنوب قرية مرج السلطان في الغوطة الشرقية لدمشق.
جاء ذلك في وقت استشهد 22 شخصاً وأصيب قرابة 60 آخرين أغلبهم من الطلاب، إضافة إلى احتراق 12 سيارة في قصف بالصواريخ استهدف مدينة اللاذقية.
وأكدت مصادر أهلية أن انفجارين استهدفا حي الأوقاف وموقف سبيرو على أوتوستراد الجامعة في المدينة، مشيرة إلى أن الأول ناتج من سقوط قذيفة صاروخية، فيما لم يتم تحديد سبب الانفجار الثاني.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والكويت متفقتان على ضرورة تسوية الأزمة السورية عبر الحوار السياسي، وذلك في معرض تعليقه على نتائج القمة الروسية الكويتية في سوتشي.
وأوضح لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ركزا خلال لقائهما على مسائل الأجندة الدولية.
وصرح خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح أمس: «في ما يخص الأزمة السورية، لدينا مواقف متطابقة حيال ضرورة إيقاف العمليات القتالية وإراقة الدماء في أقرب وقت، والشروع فوراً في عملية سياسية بمشاركة ممثلي الحكومة وجميع أطياف المعارضة».
وفي ما يخص حلّ النزاع في سورية، دعا لافروف إلى ضرورة وضع قائمة بالمنظمات الإرهابية من أجل تبديد كل الشبهات حول توجه هذه الجماعة المسلحة أو تلك، مضيفاً أن الجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب ستبقى هدفاً مشروعاً للقائمين على محاربة الإرهاب حتى بعد وقف إطلاق النار، وقال: «النداءات العامة بتنحية النظام في سورية بدلاً من التركيز على وضع قائمة بمنظمات إرهابية وأخرى معارضة، ستقود إلى إفشال اللقاء في فيينا بشأن التسوية السورية».
وأكد الوزير الروسي أن مكافحة تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية من أولويات كل من روسيا والكويت، مضيفاً أن الإرهاب يهدد سائر دول المنطقة، بما فيها الكويت، وأضاف: «نحن على يقين بأن التغلب على الشر ممكن فقط بجهود مشتركة على أساس القانون الدولي وبعيداً من ازدواجية المعايير، لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على الحكم في بلد من بلدان المنطقة».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الصباح، بأن بلاده تعول على دور روسيا في ما يتعلق برسم صورة عامة لكيفية البحث عن حل الأزمة السورية حلاً سلمياً وإعمار البلاد بعد دمارها، مضيفاً أن البلدين اتفقا على تنسيق جهودهما في مواجهة الإرهاب.
وفي السياق، اعتبر ممثل روسيا في الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن مؤتمر «فيينا 2» حقق اختراقاً في طريق حلّ الأزمة السورية، مؤكداً أن المحادثات الدولية التي جرت بشأن حل الأزمة السورية سجلت نجاحاً دبلوماسياً كبيراً.
وقال السفير تشيجوف إن جلوس ممثلي إيران والمملكة العربية السعودية على الطاولة الواحدة إلى جانب ممثلي روسيا والولايات المتحدة الأميركية لمناقشة الشأن السوري يمثل «النجاح الدبلوماسي الكبير الحقيقي». ومن ثم فإن مؤتمر «فيينا 2» الذي جرت في إطاره المحادثات بشأن الأزمة السورية حقق «اختراقاً حقيقياً» على مسار تسوية الأزمة في سورية.
الى ذلك، أعلن رئيس الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف أمس أن مدة العملية العسكرية الروسية في سورية مرتبطة بنجاح الجيش السوري على الأرض، وقال: «في ما يخص سورية، فأعتقد أن العملية ستستغرق فترة ما… ويتوقف موعد انتهائها على نجاح الجيش السوري على الأرض». كما نفى إيفانوف وجود أي صلة بين العملية العسكرية الروسية في سورية ومأساة طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، قائلاً: «لا أرى أي صلة… ولم يحدد سبب نهائي لتحطم الطائرة».
ورداً على سؤال الصحافيين عن إمكانية التعاون الروسي الأميركي في مجال محاربة الإرهاب على خلفية التطورات الأخيرة، أعلن إيفانوف أن هذا الأمر مرتبط بإرادة سياسية للطرفين، وقال: «نعم، هو ممكن. ولم تقطع الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب أبداً، لكنها أقل كثافة الآن»، مضيفاً أن «أفق تنشيط تلك الاتصالات وتطويرها لا يتوقف علينا فحسب، وإنما على إرادة سياسية متبادلة ووضع معين».