الحاج: شهداؤنا منارات تضيء لنا الدرب لمتابعة المسيرة حتى النصر على الإرهاب والتطرف
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي في مأتمين حزبيّين وشعبيّين حاشدين الشهيدين البطلين الرفيقين عمّار الحسن وأنس الأحمد في جامع بلدة مسكنة ـ حمص، والشهيد عز الدين مندو في حي «باب السباع» في حمص القديمة.
وشارك في التشييع، إلى جانب عائلات الشهداء، العميد محمد الحاج ممثلاً مركز الحزب، منفذ عام حمص العميد نهاد سمعان، أعضاء هيئة المنفذية، ومدراء وأعضاء هيئات المديريات، عدد من رجال الدين، وحشد من القوميّين والأهالي.
وخلال تشييع الشهيدين الحسن والأحمد في جامع بلدة مسكنة، ألقى ممثل مدير أوقاف حمص الشيخ زكريا كلمة أبّن فيها الشهيدين، كما ألقى الأب ميشال نعمان كلمة عزاء وجدانية ووطنية.
كلمة مركز الحزب
وألقى العميد محمد الحاج كلمة مركز الحزب وجاء فيها: نؤبّن اليوم شهيدينا البطلين عمّار الحسن وأنس الأحمد ليلتحقا بكوكبة من النسور والأبطال الذين فرضوا حقيقتهم، آمنوا بوطنهم وحقّ أمتهم في الحياة الحرة الكريمة. ردّوا وديعة الأمة في موقف الدفاع بوجه عصابات الغدر والإجرام الإرهابية، آمنوا بأنّ الدماء التي تجري في عروقهم هي وديعة الأمة، وقد طلبتها فكانوا البررة وارتقوا مشاعل تنير درب الانتصار.
نحن أبناء الحياة، نحب الحياة ونعمل لها، لكننا نحب الموت متى كان طريقاً لحياة الأمة، موت الفرد قمة العطاء والإخلاص لتحقيق حياة أمته وصون وطنه، نحن لا نحب الحرب، بل نعمل للسلام وسلامنا هو اعتراف العدو بحقنا في الحرية في الكرامة، ما عدا ذلك هو استسلام وهذا ما نرفضه، لن نرفع الراية البيضاء ولن نقف مع الحياد، إذ لا حياد عندما يكون الوطن مهدّداً والمجتمع مستهدفاً.
أضاف: نحن نحارب الإرهابيين المتطرِّفين الذين جاؤوا من كلّ أصقاع الأرض، مرتزقة مأجورين يستهدفون وجودنا، ويريدون طمس هويتنا الحضارية المتجذّرة الراسخة منذ ما قبل التاريخ الجلي، ويعملون على تفتيت وحدة مجتمعنا على أُسس غاية في التخلف، مبنية على الكراهية والإجرام.
وأردف الحاج: إنّ الذين باعوا أنفسهم بالدولار أو الدينار أو الدرهم أو الريال، ويعملون في خدمة مشروع يُمزّق الوطن ويدمّر ثروات الأمة هم خونة يخدمون المشروع المعادي الذي تسير في ركبه تركيا و إسرائيل والقوى الغربية وأتباعهم من العرب.
وقال الحاج: نحن السوريون ومن منطلق الاعتزاز بحريتنا وكرامتنا رفضنا الخضوع والخنوع، ومارسنا البطولة فحافظنا على كينونتنا وتراثنا وحضارتنا، ونعتز بأنّ مجتمعنا الواحد يضمّ من كلّ الأطياف والألوان ولن نتخلى عن هذه الميزة التي شكلت على الدوام قدوة حسنة لكلّ شعوب الأرض.
عهدنا للشهداء الأبرار أننا على دربهم سائرون، وأننا لمنصورون، وسنهزم الإرهاب ونصون الأرض والعرض والكرامة والإرث والتراث الحضاري ونحافظ على وحدة المجتمع الواحد الموحد.
وختم الحاج كلمته بتوجيه العزاء باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان والقيادة الحزبية إلى أهالي الشهيدين، معلناً افتخار الحزب واعتزازه بشهدائه الأبطال الذي يمثلون منارات تضيء لنا الدرب لمتابعة المسيرة حتى النصر.
وفي تشييع الشهيد عزالدين مندو في حي باب السباع في حمص القديمة حضر، إلى جانب عائلة الشهيد والوفد الحزبي، معاون رئيس فرع الأمن العسكري في حمص العميد محمد، عدد من الكهنة وعلى رأسهم عضو المصالحة الوطنية الأب ميشال نعمان، لفيف من المشايخ، وحشد من القوميين والأهالي وفصائل من نسور الزوبعة.
وجرت مراسم التشييع في جامع عوف بحي باب السباع، حيث لُفّ الجثمان بعلم الزوبعة، وحُمل على أكفّ القوميين ووُري الثرى في جبانة طلّ النصر. وتمّ تقبّل التعازي أمام منزل الشهيد في حيّ الورشة بحمص القديمة.
وأثناء التشييع، ألقى العميد محمد الحاج كلمة مركز الحزب، فنوّه ببطولات الشهيد، ومشاركته بالمعارك في مواقع العز القومي، ثم تحدّث عن شراسة العدوان الذي تتعرّض له أمتنا. وقال: إنّ الاستعمار التركي ساهم في تجهيل أمتنا على مدى أربعة قرون، واقتطع مساحات من أرض الأمة بالتواطؤ مع الاستعمار الغربي، وكان آخرها لواء الإسكندرون، لافتاً إلى أنّ تركيا تستهدف من خلال دعمها الإرهاب وحدة بلادنا ومجتمعنا الحضاري.
وأضاف: سنستمرّ في مقاومة هؤلاء وسنقضي على الإرهاب والتطرف، وسنواجه كلّ من تجرّد من وطنيته، وتنازل عن حقيقته، سنقاتلهم حتى آخر قطرة من دمائنا، لتحقيق النصر للأمة والعزة لأهلنا، وهذا عهدنا لجميع الشهداء.
وختم الحاج كلمته بتوجيه التحية إلى روح الشهيد البطل، وبتقديم العزاء إلى عائلته باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان والقيادة الحزبية.