ميرنا ملوحي: مشكلة الأغنية السورية في ضعف الإنتاج
محمد سمير طحّان
جاءت المغنية الشابة ميرنا ملوحي إلى عالم الغناء من كورال الكنيسة، ومن «جوقة الوادي الدينية» التي كانت تؤدي فيها تراتيل منفردة كمرتلة صولو. وعلى رغم دراستها الأدب الانكليزي وعملها في أحد البنوك، إلا أن شغفها بالغناء دفعها إلى دخول هذا العالم الذي بدأته بالتدرّب على أصول الغناء الشرقي تحت إشراف أستاذها باسل صالح، الأستاذ في المعهد العالي للموسيقى، لتضع قدمها على أولى درجات الاحتراف الفنّي.
وعن بدايتها الفنية وطموحها تقول ميرنا: أغنيتي الأولى كانت ديو بمشاركة الفنان إياد حنا، والتي جاءت موجهة لأمّ الشهيد في عيد الأم عام 2014. ثمّ اتصل بي المايسترو براق تناري الذي كان بصدد إنشاء فرقة «طرب دهب» المعنية بتقديم الغناء التراثي والطربي بتوزيع جديد، وتضمّ عدداً كبيراً من العازفين وثلاثة مغنّين. وطلب منّي الانضمام إلى الفرقة فوافقت لإعجابي بتوجّهاتها، وبدأنا بالتدريب والتحضير لتكون أولى حفلاتنا في دار الأوبرا في كانون الأول الماضي.
وتابعت: بعد النجاح الذي لاقته الحفلة، قمنا بجولة في عدد من المحافظات وأقمنا حفلات في المراكز الثقافية ضمن مهرجان «معاً إلى سورية»، ثمّ كانت هناك عدة حفلات كان آخرها «مهرجان الوادي» في تموز. مشيرة إلى أنها حالياً بصدد التحضير لأغنية ديو جديدة إضافة إلى مشاركتها في أوبريت غنائي مع مغنين عرب.
وعن اللون الغنائي الأقرب إلى صوتها تشير ميرنا إلى أنه النمط الغنائي الذي اشتهرت به الفنانة الكبيرة فيروز، إضافة إلى اللون الطربي الذي كانت تقدّمه الفنانة الراحلة وردة. مشيرة إلى أنها تحاول اليوم دراسة خطواتها الفنية وتحديد هدفها، وهذا ما أخّر انطلاقتها وجعل خطواتها تأخذ وقتاً.
وأكدت أنها تطمح لتقديم الأغنية التي ترضيها وتعبّر عن موهبتها، وفي الوقت ذاته ترضي الناس، خصوصاً الذين آمنوا بموهبتها وينتظرون منها الكثير. معتبرة أن هذا يحمّلها مسؤولية كبيرة تجاه الجمهور لتقدم الأغنية التي يستحقّها.
وحول العقبات والصعوبات التي تراها تعيق طريق أيّ فنان سوري، تقول ميرنا أنّ أهم المشاكل، تكمن في غياب شركات الإنتاج الفنّي في مجال الأغنية، إلى جانب ضعف الدعم الذي يقدّم للأغنية وللفنان السوري من قبل المؤسسات المعنية بالفنّ والثقافة، من دون أن تغفل دور الإعلام في ضرورة تبنّي المواهب السورية الشابة، ومساعدتها في بداية طريقها للوصول إلى الجمهور.
ولا تثق ميرنا في الوقت ذاته ببرامج المواهب الغنائية على الفضائيات العربية التي ترى فيها الكثير من عدم النزاهة والمحسوبيات لمصلحة مكاسب مادية للشركة المنتجة، وسياسة القنوات الفضائية الداعمة لهذه البرامج. لكنها على رغم ذلك، لا تمانع من حيث الفكرة في المشاركة ببرنامج مسابقات للمواهب إذا توفّر فيه شرط النزاهة والاحترافية، بعيداً عن المعايير السياسية والمادية البحتة.
وتوضح المغنية الشابة أن الحضور والشكل عاملان أساسيان في نجاح الفنان، ولكن لا يمكن أن يعتمد الفنان عليهما وحدهما، إذ يأتيان في المرتبة الثالثة في قائمة عوامل نجاح الفنان بعد الصوت الجميل والاختيار المناسب والذكي للأغنية كلمة ولحناً. لافتة إلى أنّ أيّ خلل في هذا الترتيب ستكون نتيجته الإخفاق والاختفاء عن الساحة الغنائية، حتى لو تحقق نجاح سريع في البداية، لكنه لا يدوم.
وتدعو ميرنا الجهات والمؤسسات المعنية بالفنّ والثقاقة والإعلام إلى دعم المواهب الفنية السورية الجادة، لتطوير الأغنية السورية بكل ألوانها. مشيرة إلى أن لون الغناء الشعبي ـ على أهميته ـ إلا أنه طغى في الفترة الأخيرة على باقي الألوان الغنائية السورية بسبب حاجة الناس إلى سماع أغنية مفرحة بسيطة تخرجهم من حالة الحزن بسبب ما نمرّ به من أزمة.
ولا تخفي المغنية الشابة في ختام حديثها خوفها على الأغنية السورية، متمنية في الوقت ذاته أن تستطيع هذه الأغنية ـ في ظلّ كل العقبات والصعاب ـ أن تتطوّر وتنافس في الساحة الغنائية العربية كما الدراما السورية تنافس وتحقّق المراتب الأولى عربياً.