الصفاء والأنصار والعهد يضربون بقوّة والنجمة في العناية المركّزة

احتفظ الصفاء بالصدارة، بعد الجولة الرابعة من الدوري اللبناني لكرة القدم، بفوزه على النجمة 2 – 1 في أبرز مباريات هذه الجولة، التي شهدت أيضاً فوزين بارزين للأنصار والعهد على الشباب الغازية والراسينغ بنتيجتي 3 صفر و 2 صفر توالياً.

أما الخاسر الأكبر في هذه المرحلة، فهو بلا شكّ النجمة الذي دخل غرفة العناية الفائقة، بحيث بات يحتاج إعادة تأهيل شاملة وعلى مختلف المستويات، وذلك إذا ما أراد العودة إلى سكة المنافسة، خصوصاً أن هوة واضحة في المستوى برزت بينه وبين الثلاثي المؤلف من الصفاء والعهد والأنصار، فضلاً عن حالة الضعف المثيرة للتساؤلات، التي بدا عليها حال لاعبيه أمام الصفاء.

وواصل مدرب الصفاء إميل رستم بنجاح استراتيجية الاعتماد على اللاعب المحلي، مستنداً في ذلك إلى ترسانة من اللاعبين البارزين، في حين تتجه الفرق اللبنانية إلى اللاعب الأجنبي بوصفه عاملاً قادراً على صنع الفارق في الدوري.

وبدأ رستم مباراة القمة مع النجمة بتشكيلة محلية صرفة، قبل أن يشرك أجنبييه النيجيري أدييل بريشيوس والسنغالي سامبا ديوك أواخر الشوط الثاني، لغاية تكتيكية، بعد أن كان فريقه قد اطمأن لتقدمه في المباراة.

ولم يتعاقد سوى مع لاعبين أجنبيين هما النيجيري أدييل بريشيوس والسنغالي سامبا ديوك، في حين تعاقدت جميع الفرق الأخرى في الدوري مع ثلاثة لاعبين، وهو العدد الأقصى الذي يسمح به الاتحاد.

وأكد الصفاء فعالية هجومه، الذي ضرب بقوة مسجلاً 11 هدفاً، في 4 مباريات خاضها الفريق، وهي أعلى نسبة تسجيل بين فرق الدوري، حتى الآن، كما أظهر فريق الصفاء صلابة في التعامل مع الأزمة الإدارية التي يشهدها منذ أكثر من سنة، بفعل قلة الموارد المالية في النادي، وتأخر انتخاب لجنة إدارية.

وبعد تخطيه حاجز النبي شيت الصعب، حوّل الأنصار مباراته مع الشباب الغازية نزهة كروية، قطف خلالها 3 أهداف، مبرهناً مجدداً عن قدرته على المنافسة بقوة ولا سيما أنه يملك جميع المقومات اللازمة، وأبرزها الاستقرار الإداري وامتلاك المدرب جمال طه البدائل الجيدة في مختلف المراكز بحيث لا يؤثر غياب أي من العناصر على أداء الفريق.

ومن المؤشرات التي تؤكد جدية الأنصار وقوته هذا الموسم ثبات نجمه ربيع عطايا وتخلصه من مركب النقص على مستوى الجدية والانضباط داخل الفريق، ما أفقده الكثير من قدراته في المواسم الماضية، بفعل إشكالات متكررة، تسببت في توقيفه أكثر من مرة، ويرى المراقبون أن محافظة عطايا على إيقاعه العالي، والمسؤولية التي يظهرها في الملعب، سيساهم كثيراً في تحقيق الأنصار لهدفه باستعادة لقب الدوري الضائع منذ موسم 2006 – 2007.

ويبدو الأنصار على السكة الصحيحة نحو معالجة الخلل الهجومي الذي عانى منه الموسم الماضي، فالفريق هزّ شباك الغازية ثلاث مرات، رافعاً رصيده إلى ستة أهداف في ثلاث مباريات، منذ انطلاق الدوري.

وتأهب «الأخضر» بشكل مثالي لمواجهة النجمة في لقاء القمة الأحد المقبل حيث سيتعادل «الأخضر» في حال فوزه رصيداً بالنقاط مع الصفاء المتصدر، ما يكسبه دفعة معنوية كبيرة في مشوار المنافسة على اللقب.

في المقابل، أثبتت المباراة المعاناة الهجومية لفريق الشباب الغازية الذي لم يسجل سوى هدفين في 4 مباريات، ما يؤكد تباين أداء الفريق ما بين الموسم الماضي حين كان «الحصان الأسود» للدوري والموسم الحالي.

ومن جهة ثانية، أجهض الدولي حسن شعيتو بخبرته جهداً لافتاً للراسينغ في مباراته مع العهد، حيث عرف «موني» من أين تؤكل الكتف، فاقتنص إصابتين، في حين أخفق الراسينغ في الوصول إلى مرمى حسن بيطار، على رغم تحركات لاعبيه السخية على مدار شوطين اللقاء، الذي بدا فيه فريق «القلعة البيضاء» من دون أنياب هجومية.

وستكون فترة توقف الدوري في غاية الأهمية بالنسبة لمدرب «الأصفر» محمود حمود، من أجل وضع اللمسات الهادفة لتفعيل أداء خط الوسط المطالب بفرض وجوده بشكل أكبر في الفريق، علماً أن المهاجمين محمدو درام وحسن شعيتو ارتفعا بأدائهما تدريجياً منذ بداية الدوري، وهما مؤهلان لتقديم المزيد في المراحل المقبلة.

بدوره، طرح النجمة مجدداً علامات استفهام حول أدائه المتواضع ولا سيما أنه بدا أمام الصفاء بعيداً جداً عن مستوى المنافسة، بصفوف مفككة ومتباعدة وروح غائبة عن اللاعبين، الذين بدوا وكأنهم يؤدون المباراة من باب القيام بالواجب ليس أكثر، بعيداً عن الروح القتالية والحماسة المطلوبة لمواجهة خصم بحجم الصفاء.

وأعادت المباراة مع الصفاء إلى الواجهة مجدداً مسألة تعاقدات الفريق واختيارات اللاعبين الجدد وقدرتهم على إضافة جديد للفريق الذي بدا أيضاً بحاجة إلى أن يسدّ أكثر من ثغرة في أكثر من مركز.

ويبدو مدرب الفريق تيتا فاليرو في وضع لا يحسد عليه إطلاقاً، فمسلسل تفريغ الفريق الذي بدأ الموسم الماضي برحيل الظهيرين علي حمام ووليد اسماعيل، فضلاً عن لاعبين آخرين مؤثرين، ما زال يلقي بثقله على أداء النجمة، من دون أن يجد بطل لبنان 8 مرات حتى الآن البدائل القادرة على ملء فراغات «الطيور المهاجرة»، وآخرها سي الشيخ الذي يغرد هذا الموسم مع الأنصار، بعدما سطر موسمين رائعين في «قلعة المنارة».

وارتفع عدد الأهداف المسجلة بعد الجولة الرابعة إلى 63 هدفاً في 23 مباراة، وذلك بعدما سجل في هذه الجولة 21 هدفاً وهي الأكثر تسجيلاً لهذا الموسم وبمعدل 3.5 أهداف في المباراة الواحدة.

واحتفظ الصفاء بصدارة الترتيب بـ10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل واحد، وظل العهد وصيفاً بفارق «النقطة» وله 9 نقاط من ثلاثة انتصارات وخسارة واحدة، وصعد الأنصار من المركز السادس إلى الرابع وله 7 نقاط، وتراجع الراسينغ من المركز الثالث إلى السادس بست نقاط، وظلّ النجمة تاسعاً بنقطتين، وخطف الحكمة أولى نقاطه هذا الموسم وترك القاع للغازية بنقطة أيضاً.

وكان لاعب العهد حسن شعيتو اللاعب الوحيد الذي سجل هدفين في مباراة واحدة في الجولة الرابعة، وظل الصفاء الأفضل تسجيلاً بـ11هدفاً، والغازية والنجمة الأضعف بهدفين لكل منهما.

ولا يزال دفاع العهد الأفضل إذ اهتزت شباكه مرتين فقط في الجولة الأولى وهو لا يزال يحافظ على نظافة شباكه لمدة 307 دقائق، علماً أن دفاع الأنصار اهتز مرتين أيضاً لكن في ثلاث مباريات، وظل الحكمة الأسوأ دفاعاً إذ اهتزت شباكه 11 مرة يليه الغازية بـ9 مرات.

وتساوى في ترتيب الهدافين اللاعبون التالية أسماؤهم ولكل منهم ثلاثة أهداف: حسن هزيمة وعلاء البابا الصفاء ومحمدو درام العهد .

هدفان: اوكتافيان دراغيتشي الراسينغ وحسن شعيتو العهد ولوكاس غالان الانصار وموسى كبيرو الساحل وابو بكر المل وعزيز عبدول طرابلس ومحمد حيدر الصفاء وخالد الصالح النبي شيت واوبوكو دايفيد اوسي الاجتماعي .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى