المعارِضة السعودية مضاوي الرشيد لـ«البناء»: الوهّابية ستتلاشى مع زوال نظام آل سعود

يوسف الصّايغ

رأت المعارضة السعودية الدكتورة مضاوي الرشيد «أنّ الوضع في الدول العربية بلغ مرحلة غاية في الخطورة وهناك أخطار تقسيم وتفتيت، وهناك دول قسمت فعلاً، كالسودان».

ولفتت الرشيد في حديث لـ«البناء» على هامش مشاركتها في ندوة «مستقبل التغيير في الوطن العربي» التي ينظمها مركز دراسات الوحدة العربية في أوتيل «رمادا» في بيروت، إلى «أنّ التفكيك حاصل على الأرض والمسألة مسألة وقت». وقالت: «لننتظر ما ستؤول إليه الأحوال، ولكن بالوعي يمكن منع تمرير هذا المشروع، إضافة إلى خطر إعادة رسم حدود بعض الدول. هناك دول أخرى على طريق التقسيم، كما أنّ شبح التقسيم قد يطال السعودية ودولاً أخرى في الجزيرة العربية. نحن نحتاج إلى معجزة لننتشل العالم العربي من هذه المآسي التي تمتد أفقياً من دولة إلى أخرى».

من جهة ثانية، رأت الرشيد «أنّ إعدام الشيخ نمر النمر لن يتم تنفيذه، رغم المصادقة عليه من قبل نظام آل سعود لأنه سيكون بمثابة انتحار للنظام وإشعال جبهة يُفترض بنظام آل سعود أن يعمل على إخمادها بدل تأجيجها».

وفي ما يتعلق بالعدوان الذي تشنُّه السعودية على اليمن، رأت الرشيد «أن لا أحد سيتمكن من تحقيق أي نصر في هذه الحرب، لا السعودية ولا أي قوة أخرى»، لافتة إلى «أنّ هذه الحرب جائرة، وكان حري بالسعودية والدول المتحالفة معها أن تعمل على الدفع بعجلة الحوار والديبلوماسية بدل أن تحشد عسكرياً لشنّ هذه الحرب على اليمن. هذا الهجوم العدواني غير مبرّر».

أما على صعيد الأزمة السورية والدور السعودي الذي يؤجِّج الصراع من خلال دعم الجماعات الإرهابية المسلحة، رأت الرشيد «أنّ الأمور خرجت من يد الدول المساهمة في تسعير المعركة، والحلّ هو في يد النظام السوري والمعارضة. وعليهما أن يجلسا إلى طاولة الحوار من أجل وقف حمام الدم الذي يسيل، وبذلك يقطعان الطريق على كلّ الدول الإقليمية والعالمية التي تتدخل في سورية».

وأشارت إلى وجود «دور سعودي سلبي، وكذلك هناك دور إيراني وتركي وقطري، ما جعل الساحة السورية مفتوحة أمام هذه الدول والقوى لتصفية حساباتها، وأمام الصراعات الإقليمية، والشعب السوري هو الذي دفع الثمن على مرّ السنوات الخمس، ولا يزال».

وفي ما يتعلق بالخلافات التي يُحكى عنها داخل عائلة آل سعود الحاكمة، أكدت الرشيد أنه «لا يمكن البناء على ما يتمّ ترويجه عبر شبكة الانترنت، لأنّ هذه الأسرة تقوم على السرية، رغم أنّ البعض يسعى إلى تسريب معلومات عن خلافات داخلها. لا يمكن التعويل على الخلافات داخل أسرة آل سعود لأنّ ذلك قد يكون على حساب الشعب السعودي الذي يجب أن يحضِّر نفسه لمرحلة ما بعد الخلافات داخل الأسرة الحاكمة».

وردّاً على سؤال عن تأثير الوهابية على نظام الحكم في السعودية، أجابت الرشيد: «الوهابية كانت جزءاً من شرعية نظام آل سعود ومصيرها مرتبط بمصير النظام السعودي، فإن رحل هذا النظام ستتآكل الوهابية وتفقد زخمها لأنها مدعومة حالياً من البترودولار السعودي».

واعتبرت المعارضة السعودية أنّ «من مهازل العصر أنّ نرى أكثر الدول رجعية وتخلفاً، والتي تقوم بسحب الجنسية من المعارضين، تطالب بالحرية للشعوب الأخرى. لكننا ندرك أنّ السعودية تلعب هذا الدور من منطلق مصالحها وليس من منطلق التغيير الديمقراطي في سورية أو البحرين».

أما في ما يتعلق بالقمة العربية ـ اللاتينية التي تعقد في الرياض حيث تطالب السعودية بإعادة تصويب العلاقة مع «إسرائيل»، رأت الرشيد «أن لا دور سعودياً مؤثراً في هذا الشأن، ولا سيما بعد المبادرات التي أطلقها عدد من أمراء آل سعود في هذا الخصوص». وقالت: «هذه المبادرات ميتة، وغير موجودة على أجندة أحد، لأنّ المبادرات توضع على الرف في الوقت الراهن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى