«البناء» تنشر صورة تناقلتها الجهات المعنية لعمر مناور الساطم قبل القبض عليه
باريس ـ نضال حمادة
سباق بين المعلومات ومخابرات الجيش للقبض على الساطم انتهى عند حاجز الجيش على مفرق حربتا في البقاع الشمالي…
ننشر هذه الصورة التي تناقلتها الجهات اللبنانية المختصة ووزعتها على نطاق داخلي في رحلة ملاحقتها للمدعو عمر مناور الساطم، منذ لحظة انطلاقه من وادي خالد في شمال لبنان، حتى وصوله إلى موقف الكولا في بيروت ومن ثم صعوده بحافلة نقل ركاب صغيرة فان متوجهة إلى بلدة عرسال في البقاع الشمالي.
وقد أوقف حاجز الجيش اللبناني المتواجد على طريق بعلبك الهرمل عند مفرق بلدة حربتا المدعو عمر مناور الساطم مواليد عام 1993، متوجهاً إلى عرسال برفقة ثلاثة سوريين على الأقلّ، وقد اعترف أنه كان متوجهاً للقتال في سورية، غير أنّ للأجهزة اللبنانية والمحلية في البقاع الشمالي قناعة مغايرة تفيد بنية الساطم القيام بعملية انتحارية على غرار تلك التي نفذها ابن عمه قتيبة الساطم في الضاحية الجنوبية لبيروت في كانون الأول الماضي.
المعلومات لدى الجهات المعنية الرسمية وغيرها تذهب هذه الفترة باتجاه العاصمة اللبنانية بيروت ومحيطها خصوصاً كمركز عمليات مستحدث لتحرك الخلايا التكفيرية النائمة التي تعمل على العودة الميدانية بعد فترة انكفاء تكتيكي بسبب هزائم القلمون والقبض على رؤوس الشبكات، وبخاصة الفلسطيني نعيم عباس.
وتشير المعلومات من البقاع الشمالي إلى أنّ الجماعات التكفيرية بدأت تجد صعوبة في إخراج السيارات من عرسال وإرسالها إلى بيروت أو الهرمل، بسبب المراقبة الكثيفة والدقيقة، وبسبب خسارتها البنية التحتية والملجأ الأمن في يبرود، وتركيز الأنظار على عرسال ومداخلها خلال الفترة السابقة والحالية، فضلاً عن قرار سياسي انعكس عملاً جدياً لدى فرع المعلومات تحديداً، لمكافحة ظاهرة السيارات المفخخة ومعها ظاهرة الانتحاريين التكفيريين، وهذا القرار السياسي صعــب على الجماعات التكفيرية المهمة في عرسال والانطــلاق منها، نظراً لما يمتلكه الفرع في المدينة من بيئة حاضنــة تؤمّن له المعلومات بأدقّ تفاصيلها عن أي تحــرك في عرسال ومحيطها.
وفي وقت تعود عرسال لواجهة الحدث، تراقب الأجهزة المعنية في البقاع الشمالي تحركات لبعض الخلايا النائمة في منطقة مشاريع سهل القاع على مقربة من الحدود السورية عند معبر جوسيه بين لبنان وسورية، وكانت «البناء» أول من تحدث عن تحرّكات لأشخاص من القلمون باتجاه مشاريع القاع في تقرير في شهر آذار الماضي.
وتشير المعلومات الحالية إلى أنّ هناك عشرات الأشخاص الذين خاضوا معارك القلمون، دخلوا مشاريع القاع بحجة العمل في قطاف المواسم الصيفية، ولا تستبعد مصادر عليمة في المنطقة القيام بعمل عسكري محدود عند أطراف مشاريع القاع الواصلة إلى جبال النعيمات للقضاء على تواجد الخلايا ومنع تفاقم وجودها وخطرها.