لافروف وظريف: لا يجوز للاعبين الخارجيين حسم نتائج المفاوضات السورية مسبقاً
نفت وزارة الخارجية الروسية أنباء تداولتها وسائل إعلام مختلفة عن أنها اقترحت وثيقة من ثماني نقاط لبدء عملية إصلاح دستوري في سورية تستغرق نحو 18 شهراً تليها انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي تعليقاً على ما تداولته بعض وسائل الإعلام في وقت سابق، إن موسكو لم تشكل وثيقة خاصة بشأن تسوية الأزمة السورية لطرحها خلال لقاءات فيينا المقبلة.
وأوضح أنه لا توجد وثيقة، لكن هناك أفكار متباينة، ولا تعد خطة خاصة أو مبادرة روسية، قائلاً: «تبادلنا مع المشاركين في ما يسمى بعملية فيينا عدداً من أفكارنا قد تكون مفيدة كونها مادة لمناقشات مقبلة حول كيفية بدء عملية سياسية، بالأخذ في عين الاعتبار أن العملية يجب أن يقودها السوريون أنفسهم، أما نحن فعلينا مساعدتهم».
كما شدد بوغدانوف على ضرورة أن يحدد قرار مصير الرئيس السوري بشار الأسد من قبل الشعب السوري، وأضاف: «ننتظر من شركائنا وستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية اقتراحاتهم بشأن قائمتي تصنيف الإرهابيين والمعارضة السورية قبل اللقاء الثاني في فيينا»، حول تسوية الأزمة السورية.
وأشار إلى أهمية توحيد الجهود بهدف المحاربة الفعالة للإرهاب في المنطقة، قائلاً «على المجتمع الدولي أيضاً مساعدة السوريين في دفع العملية السياسية إلى الأمام».
وفي ما يتعلق بمشاركة وفدي الحكومة والمعارضة السوريين في لقاء فيينا المقبل، ذكر بوغدانوف أن «ممثلي دمشق والمعارضة السورية لم يدعوا بعد للاجتماع».
جاء ذلك في وقت دعا وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف اللاعبين الخارجيين إلى دعم المفاوضات السورية – السورية من أجل التوصل إلى حل، بدلاً من محاولات حسم نتائجها مسبقاً.
وأوضحت الخارجية الروسية أن الوزيرين واصلا خلال مكالمة هاتفية جرت أمس بمبادرة من الجانب الروسي، تبادل الآراء حول سبل تسوية الوضع في سورية.
وأكد الوزيران قبيل الاجتماع المقبل لـ»مجموعة دعم سورية» في فيينا يوم 14 تشرين الثاني، ضرورة تبني مواقف بناءة والتنسيق الوثيق للجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب والمساهمة في إطلاق الحوار السوري – السوري السياسي في أقرب وقت.
وجاء في بيان الوزارة: «شدد الوزيران على أن هذا الحوار يجب أن يجري برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية ووفد ذي تمثيل واسع للمعارضة السورية، وذلك حسب ما جاء في بيان فيينا للدول التي شاركت في اجتماع يوم الـ30 من تشرين الأول الماضي، أما الأطراف الخارجية، بما فيها مشاركو «مجموعة دعم سورية»، فيجب أن تساعد طرفي النزاع في التوصل إلى اتفاق بدلاً من محاولة استبدال المفاوضات السورية-السورية بمفاوضات بينهم أو محاولة حسب نتائج تلك المفاوضات مسبقاً».
من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إن إيران لم تتخذ بعد قراراً بالمشاركة في لقاء فيينا بشأن سورية، وقال إن «مشاركة إيران مرهونة بإجابة واشنطن عن تصرفات أحادية من قبل بعض الأطراف المشاركة في المؤتمر».
وأضاف المسؤول الإيراني أنه «خلال الأسبوع المنصرم وبدون أخذ رأي المشاركين كافة في فيينا واحد في ما يتعلق بترتيب لجان بادرت الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدول الأخرى إلى إجراء تنسيق في هذا الشأن واتخذت قرارات في هذا الموضوع».
وأردف قائلاً: «نحن لا نوافق على مثل هذه القرارات، أما إذا جرت مقاربة كل الأمور استناداً إلى قرارات فيينا واحد والمحافظ على دور الأمم المتحدة في هذا المجال، وأخذ آراء الشعب السوري بعين الاعتبار فإن الجمهورية الإسلامية ستدرس هذا الأمر».
وفي السياق، أعلن عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني أن لروسيا دوراً محورياً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مشيراً إلى أن وجود الروس على الأرض هو «واقع علينا جميعاً التعامل معه».
وقال في حديث تلفزيوني إن مسلحي «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية يمثلون خطراً على أوروبا وكذلك على روسيا، وحتى بشكل مضاعف، مشيراً إلى أن روسيا تواجه مشكلة كبيرة ترتبط بالمسلحين الأجانب، لافتاً إلى أن موسكو يمكن أن تقدم للنظام السوري ضمانات بشأن نصيب الأخير في المستقبل.
كما دعا العاهل الأردني إلى ضرورة توحيد الجهود في التعامل مع الأزمة السورية وضمن «نهج شامل»، مضيفاً: «قضية اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى شواطئ أوروبا هي نداء لنا جميعاً في المجتمع الدولي لنقوم بالعمل معاً بشكل أفضل».
ميدانياً، أكد متحدث عسكري باسم الجيش السوري أن وحدات الجيش تتابع عملياتها العسكرية وفق الخطة المقررة على كامل مسرح العمليات في مواجهة الإرهاب التكفيري.
وأضاف أن وحدات الجيش فرضت سيطرتها على التلال والنقاط الحاكمة في كمب الألمان وكتف حسون وكتف دليبة في ريف اللاذقية، كما نفذ سلاح الجو السوري 75 طلعة جوية على تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقراتها خلال اليومين الماضيين أسفرت عن تدمير 150 هدفاً إرهابياً في المنطقة الشمالية والوسطى.
وتصدت وحدات الجيش السوري لهجوم عنيف شنته الفصائل المسلحة على قرية غمام من ثلاثة محاور، هي الزويك والدغمشلية والمحطة، في محاوله منها للدخول إلى القرية، التي سيطر الجيش السوري ومجموعات «نسور الزوبعة» عليها، قبل أيام، كما أحبطت هجوماً آخر على ضاحية سلمى، في محاولة يائسة لإحراز أي تقدم بعد خسارتها عدد من المواقع الاستراتجية الحاكمة في ريف اللاذقية الشمالي.
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن غارات الطيران الحربي الروسي في سورية خلال اليومين الأخيرين أدت إلى إحباط خطط الإرهابيين لشن هجوم كبير على حماه.
وأشار المسؤول العسكري إلى أنه بفضل الضربات الدقيقة التي نفذها الطيران الروسي نجحت القوات الحكومية السورية في فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في محافظة حلب.
وفي مؤتمر صحافي عقده كوناشينكوف أمس في قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، ذكر أن المعلومات عن أماكن مواقع المسلحين ومراكزهم المحصنة حول المطار كشفها ممثلون من المعارضة السورية وتأكد منها المركز المعلوماتي في بغداد.
وقال إن الطائرات الحربية الروسية نفذت 85 طلعة ضد 277 موقعاً للإرهابيين في أرياف حلب ودمشق واللاذقية وحماة وحمص وإدلب.
وأعلن اللواء كوناشينكوف نجاح القوات الحكومية السورية في مواجهة الإرهابيين بفضل الدعم الجوي الروسي. وذكر أن الجيش نجح في إلحاق الهزيمة بسبع مجموعات إرهابية قوامها حوالى 900 مسلح إرهابي في منطقة العزيزية وكفر حداد وتل ممو، ما أفقد بقايا هذه المجموعات استعداداتها القتالية ودفعها إلى ترك مواقعها.