الجيش السوري.. الأسطورة
نظام مارديني
ثمَّة أسئلة ستراود صُنّاع القرار في الدول الداعمة للإرهاب التي أُصيبت بذهول وصدمة كبيرين، بعدما حطّم الجيش السوري حصار مطار كويرس، كما حرّر سجن حلب المركزي في أيار 2014.
انتصارات الجيش السوري حشرت داعمي «داعش» و«النصرة» في زاوية ميتة… ولكن هذا الانتصار ـ التحوّل ليس مُراده تعزيز مفهوم السلطة فقط بعد استعادة كامل الأرض السورية، بقدر ما هو تكريس لمفهوم الدولة الوطنية المركزية في وجه قوى الطغيان ومرتزقتهم من «داعش» و«النصرة» التي صرفت عليهم المليارات من البترودولار، من قبل قبائل البدو في مملكة الشر وإمارته السعودية وقطر ، في حرب نفسية سخّروا لها أضخم أجهزة الإعلام، وآخر ما توصل إليه علم النفس لتدمير معنويات شعبنا وجيشه الباسل، وتفتيت سورية إلى دويلات متحاربة، وإجهاض عملية البناء، وتبديد الطاقات في الاقتتال الطائفي والعرقي، بدلاً من توظيف تلك الأموال للنهضة والبناء والإعمار والازدهار الاقتصادي.
لقد بيّنت الانتصارات التي حققها الجيش السوري في استعادة مناطق واسعة من أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا وحمص وحلب، أن المعادلة القائمة في جبهات القتال هي التي تفرض معطياتها على خارطة الحرب التي لن تنتصر فيها المجموعات الإرهابية، حتى لو توسّعت في مناطق سورية عديدة، لسبب بسيط يتعلق بافتقادها للقضية التي تخوض من أجلها الحرب العدوانية عدا قضية حوريات الجنة … في حين يمتلك الجيش السوري روح القضية بالعنفوان المطلوب لتحقيق النصر المتكامل… وإذا كانت تركيا والسعودية وقطر تبحث عن انتصار وهمي عبر ملف الإعلام.. فإن السوريين يصنعون انتصارهم الحقيقي في ساحة النزال بدمائهم وأرواحهم المبذولة دفاعاً عن وطن وأرض وكرامة وسيادة، وليس من اجل المال، كما هو حال عملاء أميركا ومموليهم الإقليميين. فالنصر لا يمكن شراؤه بالمال، وهنا تكمن المفارقة وبديهيات المقارنة ووجوهها لمن يبحث عما خفي من تفاصيل انتصارات الجيش السوري وتقهقر قوى العدوان.
فالغرض من الأسئلة التي ستطرحها أروقة قوى العدوان في أميركا وتركيا والسعودية وقطر، ستحاول وباستماتة ويأس إنقاذ مجرمي «داعش» من الفناء المحتوم، ولن يكون غريباً أن القادة العسكريين الأميركيين سيقرأون جيداً استراتيجية الجيش السوري غداً ولن يخفوا قلقهم من انتصاراته، وهم لذلك أوعزوا إلى إنشاء ما يُسمّى بالجيش السوري الجديد من بعض القوى والميليشيات، وهي بمجموع تكوينها أقرب إلى لوح الفسيفساء الذي تتقارب قطعه لكنها لا تتحد لاعتبارات عرقية ومذهبية.. وربما هذه مهمته!!