تقرير إخباري هل تعود «النهضة» إلى حكم تونس؟
بعد أسابيع من احتدام الخلافات بين قيادات حزب نداء تونس، الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس، أصبح الحزب على وشك التشتت والانقسام إلى حزبين، ومهدداً بفقدان الغالبية البرلمانية لمصلحة خصمه حركة النهضة الإسلامية. وقال الناطق باسم المنشقين عن «نداء تونس» النائب حسونة الناصفي في مؤتمر صحافي أول من أمس، إن 32 نائباً قرروا الانسحاب من كتلة الحزب في البرلمان احتجاجاً على عدم انعقاد الهيئة التنفيذية التي تُعد الهيكل الشرعي الوحيد للحزب.
وأتت الاستقالات الجماعية من الحزب بعد خلافات ظهرت إلى العلن وتجسدت بعراك وعنف متبادل بين قيادات الحزب المنقسمة إلى جناحين، الأول يقوده نجل الرئيس التونسي، نائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي، فيما يقود الثاني الأمين العام للحزب محسن مرزوق.
وقال النائب الناصفي إن «الاستقالة تأتي احتجاجاً على محاولات فرض مسار غير ديموقراطي على الحزب»، إذ يُتهَم نجل السبسي بالسعي إلى الهيمنة على «نداء تونس» الذي أسسه والده قبل ثلاث سنوات، وسط اتهامات من المعارضين للرئيس بالتواطؤ في مخطط لتوريث نجله الحزب والسلطة.
وبهذا الانشقاق فقد «نداء تونس» عملياً، مركزه الأول في الانتخابات البرلمانية التي أجريت منذ سنة، بحيث يصبح حزب النهضة الإسلامي أكبر قوة برلمانية، إذ يشغل 67 مقعداً في البرلمان، بينما ستتقلص مقاعد نداء تونس من 86 مقعداً الى 54 مقعداً.
ويرى عبادة الكافي، القيادي بنداء تونس، أن حركة النهضة قد تنقض على الغالبية النيابية في البرلمان مستفيدة من الانقسامات التي تعصف بنداء تونس. وقال في تصريحات لصحيفة «الصباح» المحلية، إن «الانقسام يعني ألا يكون النداء حزب الغالبية في البرلمان بل حركة النهضة هي حزب الغالبية الكتلة النيابية انقسمت واليوم هي على وشك انقسام عضوي سيفرز نداء1 ونداء2».
وذهب منذر بلحاج علي، القيادي في حزب نداء تونس، إلى حدّ اتهام حركة النهضة بالعمل، في الكواليس، على تأجيج الانقسام والمشاكل صلب النداء. ولم ينفع في إقناع المنشقين، نفي الرئاسة تدخلها في الصراع بين الجناحين واستنكارها الزج بها في خلافات حزبية داخلية، إذ رفض المنشقون لقاء الرئيس.
وعلى رغم الغالبية التي باتت تؤهلها استعادة السلطة، فإن مصادر «النهضة» حرصت على تأكيد أنها لن تطالب حالياً بتغيير رئيس الحكومة، خصوصاً بعد لقاء جمع أخيراً بين السبسي وزعيم الحركة راشد الغنوشي الذي نقل عنه تجديد دعم «النهضة» للرئيس ورئيس الوزراء الحبيب الصيد.