عبد اللهيان من عين التينة: مؤتمر فيينا لا ينوب عن الشعب السوري في تقرير مصيره
أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ إيران «سوف تستمر بدعمها القوي والمتين لسورية»، معتبراً «أنّ الطريقة الوحيدة المتاحة لحلّ الأزمة السورية هي الآلية السياسية».
ورأى «أنّ مؤتمر فيينا لا ينبغي أن يكون منبراً ينوب عن الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله».
وكان عبد اللهيان بدأ أمس زيارة للبنان، والتقى في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة.
وقال بعد اللقاء: «تحدثنا عن آخر التطورات السياسية الإقليمية. كما قدمنا له تقريراً عن آخر ما آلت إليه الأمور خلال المؤتمر الذي عقد في فيينا من أجل معالجة الأزمة السورية. وكما تعرفون، فإنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بقوة إيجاد الحلّ السياسي للأزمة الجارية في سورية، وذلك استناداً إلى ما أكدناه في البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر فيينا، ونؤكد دوماً قضيتين مهمتين ومتلازمتين لا يمكن أن تُفككا عن بعضهما البعض: الأولى تتعلق بإيجاد الآلية السياسية لحلّ الأزمة السورية، والثانية ترتبط بكيفية مواجهة الإرهاب ومقارعته».
ورأى «أنّ مؤتمر فيينا لا ينبغي أن يكون منبراً ينوب عن الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله، بل على العكس من ذلك، ينبغي أن يعمل مؤتمر فيينا على إيجاد المناخ الإيجابي والملائم والمقدمات الضرورية التي تتيح للشعب السوري أن يُعبِّر بكلّ حرية عن رأيه ووجهة نظره في مستقبله وحاضره ومصيره».
وأضاف: «نحن نقدر ونثمن عالياً الجهود الدؤوبة والمهمّة والجدية التي بذلتها الجمهورية العربية السورية في مجال مواجهة ومكافحة الإرهاب، إن كان على مستوى الشعب السوري أو على مستوى الحكومة السورية أو على مستوى القيادة الرسمية والقانونية لسيادة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد. إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف تستمر بدعمها القوي والمتين لسورية، وتعتقد أنّ الطريقة الوحيدة المتاحة لحلّ الأزمة السورية هي الآلية السياسية».
وتابع: «من ناحية أخرى، نعتقد أنه لن يكون هناك رابح من الناحية العسكرية في اليمن. ومرة أخرى فإنّ الطريقة الوحيدة المتاحة لحلّ أزمة اليمن هي طريقة العمل السياسي التي تتيح الحوار الجدي والرصين والبناء بين مختلف أطياف الشعب اليمني».
وأكد عبد اللهيان «ضرورة استكمال آليات العمل السياسي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة والعمل بخطى حثيثة من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، مجدّداً دعوة بلاده المستمرة إلى «ضرورة المحافظة على الهدوء والأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق. ونحن مرة اخرى نود ان نؤكد ان الجمهورية الاسلامية تدعم بكل قوة استكمال العملية السياسية في لبنان والعمل على انتخاب رئيس جديد في أقصر فترة زمنية ممكنة، استناداً إلى الرأي اللبناني الحر في هذا الإطار».
وبالنسبة إلى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أنّ طهران تنظر إليها «على أنها مسألة جدية ومهمّة للغاية، وإذا لم يبادر الكيان الصهيوني إلى العدول عن طريقة تصرفه فإنّ هناك أسابيع صعبة ومريرة في انتظاره».
كما التقى بري السفير الفرنسي ايمانويل بون في حضور الدكتور محمود بري، وتناول الحديث الأوضاع الراهنة.
وبعد اللقاء قال بون: «تحدثنا عن السجال والمشاورات المتعلقة بالجلسة النيابية. ليس لدي أي تعليق على جدول الأعمال، ولكن لدي رسالة مهمّة إلى اللبنانيين بأنّ عليهم أن يساعدوا أصدقاءهم لكي يتمكنوا من مساعدتهم. وأقول هذا الأمر بكلّ شفافية لأنّ من المهم لنا كفرنسيين أن يقر العديد من المشاريع المفيدة للبنان. وما نراه مهماً جداً هو أن يتفاهم اللبنانيون على الإجراءات الواجب اتخاذها ليتمكن لبنان في هذه المرحلة الصعبة في العمل، وتستمر مؤسساته في اتخاذ الإجراءات الضرورية ويستمر لبنان أيضاً في الاستفادة من مساعدة المجتمع الدولي ومن دعم شركائه الأساسيين. وقد تكلمت مع الرئيس بري في هذا الخصوص بما يمكن عمله في إقرار عدد من مشاريع القوانين في إطار التعاون بين لبنان وشركائه الأساسيين».
من جهة أخرى، أبرق بري إلى رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان خالد بن هلال بن ناصر المعولي مهنئاً بانتخابه.