صحافة عبريّة

ترجمة: غسان محمد

وعدونا بفيلم رعب في لقاء أوباما ـ نتنياهو وحصلنا على نهاية سعيدة!

كتب بوعز بسموت في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:

لم يتعاركا ولم يتجادلا. واتفقا على أنهما غير متفقين في عدة مواضيع. لكن اللقاء بين أوباما ونتنياهو كان جوهرياً.

هذا ليس كل شيء: نتنياهو قال إن هذا من أفضل اللقاءات مع الرئيس أوباما، وقالت مصادر سياسية بعد ذلك إن المساعدات الأميركية لـ«إسرائيل» قد تصل إلى 50 مليار دولار في العقد، تماماً كما أرادت «إسرائيل».

وسائل الإعلام الأميركية تعاملت مع اللقاء بمرونة. وبيرتس؟ كان يفترض أن يكون محور اللقاء، إلا أنه لم يتم الحديث عنه مطلقاً. هذا محرج قليلاً. أليس كذلك يا د. بيرتس؟

قالوا لنا إن نتنياهو ذاهب إلى واشنطن كي يتلقى اللكمات. ومحللون كثر قالوا لنا إن صراع نتنياهو ضدّ الاتفاق النووي مع إيران ألحق ضرراً كبيراً بالعلاقة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة. وتنبأوا أيضاً بأن إعادة إصلاحها ستحتاج إلى سنوات.

ما الذي حدث أمس في الغرفة البيضوية؟ اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة «إسرائيل» استمر أكثر مما كان متوقعاً بـ 45 دقيقة. هناك احتمالان لتفسير ذلك: إما أن الحديث عن شخصين من المازوشيين الذين يتلذذون من وجود الطرف الثاني، وإما أن الحديث، وهذا احتمال أكبر، عن زعيمين مسؤولين يفهمان خطورة الموقف والمشكلات الكبيرة التي يمر بها الشرق الأوسط اليوم «داعش»، سورية، العراق والكثير الكثير من الإرهاب والرغبة المشتركة والمصالح المشتركة من أجل استقرار الشرق الأوسط.

بالضبط مثلما توقعنا أمس، فإن أوباما ونتنياهو يفهمان جيداً أن الموضوع ليس شخصياً. قد لا يكونان صديقين لكنهما يفهمان جيداً أن على القائد أن يقدّم الحساب لمواطنيه، ولكتب التاريخ أيضاً. لا أحد من الاثنين يريد نقطة سوداء في العلاقة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة. صحيح أن ادارة أوباما تفضل رؤية «إسرائيل» تعود إلى حدود 1967، وأوباما يريد أن يفتتح الدولة الفلسطينية. لكن هذا لن يحدث وهو يفهم ذلك ويواصل إلى الأمام.

صحيح أن «إسرائيل» تفضل رؤية سياسة أميركية أكثر جدّية إزاء إيران، ولا تريد الاتفاق السيئ كما وُقّع. لكن الاتفاق وُقّع عليه ونتنياهو يفهم ذلك جيداً ويستمر إلى الأمام.

في نهاية المطاف، قال أوباما إن «أمن إسرائيل على رأس أولوياتي»، واستنكر الإرهاب الفلسطيني وقال إن لـ«إسرائيل» الحق في الدفاع عن نفسها. فما الذي يمكن المطالبة به أكثر؟ يمكن طلب زيادة الدعم لـ«إسرائيل» من ثلاثة إلى خمسة مليارات دولار. ويبدو أنه سيوافق على هذا أيضاً.

نحن لا نعرف كل ما قيل في الغرفة البيضوية، لكن مما خرج يمكن تخيل الموسيقى. لم تكن سيئة. تنبأوا بفيلم رعب لكن في النهاية كان فيلما بنفسجيا مع نهاية سعيدة.

القناة الثانية بثّت أمس تقريراً يتحدّث عن علاقة «إسرائيل» بالولايات المتحدة، إذ عُرض تصوير لمقال كتبه كاتب هذه السطور الذي زعم قبل أسبوعين أن علاقة «إسرائيل» والولايات المتحدة لن تتضرّر على رغم التوتر بين أوباما ونتنياهو. وقد تبين من التقرير أنني أضع رأسي في الرمل. وعلى خلفية اللقاء، يبدو أن العلاقات لم تتضرّر بالفعل. نقطة. نقطة. رأس من إذا التي في الرمل؟

لن يمرّ كل شيء يا حبيبي!

كتب شمعون شيفر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:

كان أمراً يثقل القلب، وإن شئتم يحرج، في المدائح الشاملة التي أغدقها رئيس الوزراء على مسامع الرئيس الأميركي أوباما في مستهل لقائهما في البيت الأبيض منذ أيام. وقد كان هذا محرجاً على خلفية الواقع الذي انكشفنا أمامه في السنوات الأخيرة، حين اختار نتنياهو الصدام مع أوباما بدلاً من محاولة إيجاد السبل للتعاون المناسب مع زعيم القوى العظمى التي تتعلق «إسرائيل» بها في وجودها.

في هذه السنوات، خرجت من محيط نتنياهو القريب تشهيرات شخصية واتهامات بضعف أوباما وفكره الساذج في كلّ ما يتعلق بمواجهة الأزمات في العالم. وها هو، كما شهد نتنياهو، كان اللقاء بينهما «من أفضل اللقاءات التي كانت لي مع الرئيس». ولتأكيد أقواله، توجّه إلى السفير «الإسرائيلي» في واشنطن، رون ديرمر، الذي لشدّة المفارقة كان شريكاً كاملاً في تشجيع نتنياهو على «مهاجمة» أوباما وتفضيل الجانب الجمهور في الكونغرس وسأله: «صحيح، يا رون، ماذا تقول؟»، فأكد السفير المنحرج أقوال الزعيم.

وعلى رغم ذلك، لا يمكن إجمال اللقاء بالقول إن الرجلين فتحا صفحة جديدة. فليس كلّ شيء يمر، يا حبيبي. سبع سنوات من المواجهة لا تشطب بتكرار نصوص أملاها على نتنياهو مستشارو الرئيس الأميركي. فهم لن ينسوا في السنة التي تبقت لأوباما في البيت الأبيض مع من يتعاملون، وأساساً، من حاول أن يحرف بقدم فظة الكونغرس ضدّ الإدارة.

بعدما تعهّد نتنياهو بأنه يبقى ملتزماً برؤية الدولتين للشعبين، مع دولة فلسطينية مجرّدة تعترف بالدولة اليهودية، بدأت فترة الاختبار لرئيس الوزراء، التي توقع أن يخرج من البيت الابيض بينما في جيبه مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي والأمني لتلقي مساعدة أمنية بمبلغ يقترب من خمسة مليارات دولار.

خلف الكلمات الأساس من استعراضات مستشاري الرئيس، الذين أعلنوا عن تشكيل فرق عمل تبحث في السنة القريبة المقبلة في مسائل المذكرة والمساعدة الأمنية الخاصة، يقبع الافتراض بأن نتنياهو سيتصرف بشكل مختلف عن الطريقة التي تصرّف بها حتى الآن. والولايات المتحدة ستتابع عن كثب وبشكّ كي تتأكد من أنه لا يخرق إعلاناته ـ وعوده المتجددة بالنسبة إلى تحقيق رؤية الدولتين، تجميد البناء في المستوطنات، تحسين وضع الفلسطينيين في المناطق وضمان حقوق عرب «إسرائيل».

نتنياهو أثبت بعد اللقاء مع أوباما أنه لا يزال يحتفظ بالميزة التي يتميز بها في اتصالاته مع الغير: فهو يكثر من المغفرة والعشق المتجدّد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى