الأهداف التي يسعى إليها نتنياهو في واشنطن

حميدي العبدالله

تندرج زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ولقاءاته مع كبار المسؤولين في إدارة أوباما، في إطار السعي إلى تحقيق هدفين رئيسيين: الهدف الأول، الحصول على معونات عسكرية تقدّر سنوياً بحوالى 5 مليار دولار. يعتقد نتنياهو أنّ الوقت مناسب الآن لتقديم هذا الطلب إلى إدارة أوباما، لأنّ توقيت هذا الطلب يأتي بعد أن بدأ العدّ العكسي للحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، وفي موسم الانتخابات يسعى المرشحون للرئاسة والكونغرس إلى الكيان الصهيوني، وبالتالي لا تستطيع الإدارة الأميركية رفض طلبات تل أبيب، خشية أن يثير ذلك غضب هذه الجماعات على الحزب الديمقراطي وتقليص فرص نجاحه في الانتخابات.

كما أنّ نتنياهو يعتقد أنّ إمكانية عرقلة التصديق على الاتفاق النووي مع إيران أصبحت من الماضي، ولم يعد ممكناً نقض الاتفاق، ولذلك الأفضل أن تدفع الولايات المتحدة الثمن، وهذا الثمن هو التزام أميركي بتقديم دعم سنوي للكيان الصهيوني بقيمة 5 مليار دولار بذريعة رفع قدرات الجيش «الإسرائيلي» ليكون قادراً على صدّ التحدّيات الناجمة عن تداعيات الاتفاق النووي مع إيران، وتقدير نتنياهو أنّ الولايات المتحدة لديها الاستعداد لتقديم هذا الثمن كالتزام بأمن الكيان الصهيوني، وهذا ما أشار إليه الرئيس أوباما على هامش لقائه مع نتنياهو. الهدف الثاني، احتواء وجهة النظر الأميركية حول سياسة نتنياهو في القدس والضفة الغربية، إذ تشير التحليلات إلى أنّ إدارة أوباما تخشى أن تؤدّي ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين إلى اندلاع انتفاضة جديدة، وحتى إلى انهيار السلطة، وانهيار ترتيبات وقف إطلاق النار على جبهة قطاع غزة، ومن شأن تطور من هذا القبيل أن يحمل معه مخاطر وتحدّيات في ظلّ الأوضاع المضطربة في المنطقة، قد تخرج عن نطاق السيطرة، وتحرج الولايات المتحدة وحتى ترغمها على تغيير أولوياتها.

لكن نتنياهو غير مكترث لكلّ ذلك، وهو يريد احتواء انتقادات الإدارة الأميركية له، ولومها والسعي إلى ثنيها عن مواصلة هذه السياسة.

الأرجح أنّ زيارة نتنياهو إلى واشنطن سوف تحقق الأهداف التي يسعى إليها كاملةً، أولاً، لأنّ إدارة أوباما هي أكثر الإدارات الأميركية تسامحاً مع حكومة نتنياهو برغم استفزازاته، بل إهاناته المتكرّرة لكبار المسؤولين في هذه الإدارة، بمن فيهم الرئيس نفسه ووزير خارجيته جون كيري، وثانياً لأنّ توقيت الزيارة يأتي في موسم الانتخابات، حيث لا يستطيع أيّ مسؤول أميركي ردّ طلبات تل أبيب خوفاً من التأثير السلبي على فرص فوز حزبه ومرشحه للرئاسة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى