ثلاثة مطالب أميركية أبلغها كيري للمالكي كشروط لمواجهة داعش… وتحذير من انتشار الصراع بعد سيطرته على الحدود مع الأردن
حسن حردان
في وقت عبرت غالبية الأميركيين عن عدم تأييدها لطريقة إدارة الرئيس باراك أوباما للسياسة الخارجية وأسلوب تعامله مع العنف الحالي في العراق، كشف النقاب عن ثلاثة أهداف أميركية كامنة وراء زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للعراق، وهي:
أولاً: ممارسة الضغط المباشر على رئيس الوزراء نوري المالكي للقبول بتشكيل حكومة عراقية «مقبولة»، حكومة ترضي واشنطن من خلال إشراك القوى الموالية لها فيها، وبدا واضحاً أن كيري عمد إلى بذل الجهد لتأمين موافقة الأحزاب الكردية الحليفة لأميركا على الاشتراك بالحكومة في سياق خطة تستهدف إيجاد بيئة سياسية عراقية تتلاءم مع التوجه الأميركي تعيد إنتاج نفوذ الولايات المتحدة في السلطة، وتبرير ذلك من خلال القول إن هذا هو السبيل لمواجهة تقدم داعش.
ثانياً: توظيف الدعم الكردي للضغط أيضاً على المالكي للموافقة على تقليص دور الدولة المركزية لصالح تكريس نظام تعددي، طائفياً ومذهبياً وعرقياً يقوم على تعميق الانقسام بين فئات الشعب العراقي تحت عنوان إعطاء الأقليات المزيد من السلطة للحد مما سمي بموجة الغضب ضد الحكومة في بغداد.
وثالثاً: مطالبة المالكي بتوفير الحصانة للمستشارين الأميركيين الثلاثمئة الذين سيأتون لمساعدة الجيش العراقي على مواجهة داعش، ومعروف أن الهدف من هذه الحصانة هو حماية الضباط والجنود الأميركيين من التعرض لأي محاكمة عراقية في حال ارتكابهم جرائم في العراق، وهو ما شكل سابقاً أحد نقاط الخلاف بين بغداد وواشنطن حالت دون بقاء جنود أميركيين في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية المحتلة عام 2011.
في هذا الوقت أدت سيطرة تنظيم داعش على نقاط حدودية مع الأردن إلى إطلاق التحذيرات من خطر انتشار دائرة الصراع في كل المنطقة وصولاً إلى الدول الغربية خصوصاً أن لدى داعش رغبة بتصدير إيديولوجيته إلى أرجاء المنطقة. وهو ما دفع المحللين البريطانيين إلى الدعوة للحفاظ على موازنة الدفاع وقوة الجيش للدفاع عن المصالح البريطانية في مواجهة ما سمي «الجهاد المسلح».
وبدأ يتكشف حجم الخلاف بين القاهرة وواشنطن، بعد أن أعلنت الحكومة المصرية رفضها أي تدخل في شؤون مصر الداخلية إثر الانتقادات الغربية للأحكام التي صدرت بحق صحافيي الجزيرة وفشل محاولات الضغط التي مارسها كيري خلال زيارته الأخيرة لمصر في الإفراج عنهم، وقد أشر ذلك إلى إخفاق محاولة كيري مقايضة المساعدات الأميركية المفرج عنها لمصر بالحصول على تنازلات من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حصل على المساعدات ولم يفعل شيئاً للصحافيين، كما قالت الصحافة الأميركية، الأمر الذي أحرج الإدارة الأميركية وأصاب كيري بحالة من الذهول.
«نيويورك تايمز»: غالبية الأميركيين لا تؤيد إدارة أوباما للسياسة الخارجية
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» استطلاعاً للرأي أظهرت فيه أن سلوك الرئيس أوباما في العراق غير مقبول من قبل الجمهوريين والديمقراطيين. ووجد الاستطلاع أن 58 في المئة من الأميركيين لا يوافقون على طريقة أوباما في التعامل مع السياسة الخارجية، فيما 52 في المئة منهم قاولوا إنهم لا يوافقون على أداء الرئيس في التعامل مع العنف الحالي في العراق بما في ذلك ما يقرب من ثلث الديمقراطيين 37 في المئة يوافقون.
ونقلت الصحيفة عن المستطلعين قولهم: «لقد صوتنا لمصلحته لأنه قال أعطني أربع سنوات أخرى وأنا سأثبت كل شيء، ولكنه لم يثبت شيئاً»،
لكن على رغم عدم الرضا عن قيادة أوباما للبلاد، أيد 51 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع، بما في ذلك الجمهوريين الديمقراطيين والمستقلين، قرار أوباما الأخير بإرسال 300 مستشار عسكري إلى العراق. وقال 56 في المئة إنهم يؤيدون استخدام طائرات من دون طيار في العراق، وهو الخيار العسكري الأنسب.
وقد أيد نصف الأميركيين بحسب الاستطلاع فكرة العمل مع إيران بشكل محدود لحل الوضع في العراق.
«تايم»: كيري يسعى إلى الحصول على دعم الأكراد لإصلاح الحكومة العراقية
قالت مجلة «تايم» الأميركية: «إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يسعى إلى الحصول على دعم الأكراد لإصلاح الحكومة العراقية باعتبارها أفضل وسيلة لمواجهة تقدم المسلحين داعش المتطرفين الذي يهدد بحرب أهلية في البلاد».
وأضافت المجلة: «إن كيري وصل إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لإجراء محادثات مع القادة المحليين الذين ظلوا لسنوات في عداء مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي». وتابعت: «إن كيري يأمل أن يجبر دعم رئيس إقليم كرستان مسعود بزراني المالكى، على السماح بمزيد من السلطة للأقليتين الكردية والسنية مقابل تهدئة الغضب الموجه إلى بغداد، والذي أدى إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وأوضحت تايم: «أن دعم برزاني مهم لأن الأكراد يمثلون 20 في المئة من سكان العراق، وعادة ما يصوتون ككتلة موحدة، وهو ما يجعلهم صناع الحكام وأصحاب صوت مؤثر في العملية السياسية بالعراق». وأشارت إلى أن التوتر «استمر لسنوات بين برزاني والمالكي، وزاد أخيراً بعدما بدأت حكومة أربيل في تصدير النفط لتركيا من دون أن تمنح حكومة بغداد حصتها من الأرباح».
«واشنطن تايمز»: العراق قدم ضمانات مقبولة بعدم محاكمة الجنود الأميركيين
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أنها تلقت تطمينات مقبولة من الحكومة العراقية بأن القوات الأميركية لن تواجه خطر المحاكمة في المحاكم العراقية.
وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية على موقعها الإلكتروني: أنه «في ضوء عودة 300 فرد من القوات الأميركية إلى العراق لتقديم النصائح العسكرية، بينما تسعى البلاد لدرء مخاطر حرب أهلية شاملة، فإن هناك أسئلة بشأن ما إذا كان أفراد الجيش الأميركي قد يواجهون الاعتقال والمحاكمة وربما الإدانة بسبب أي من الجرائم المزعومة في المحاكم العراقية».
وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش إرنست في تصريحات للصحافيين: «القائد الأعلى للقوات الأميركية لن يتخذ قراراً يعرض رجالنا ونساءنا للضرر بدون الحصول على بعض الضمانات اللازمة»، ووصف تأكيدات الحكومة العراقية بشأن حماية أفراد الجيش الأميركي بـ»أنها كافية».
«نيويورك تايمز»: الحكم ضد صحافيي الجزيرة وضع البيت الأبيض في موقف محرج
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «إن الأحكام القضائية الصادرة في قضية «خلية ماريوت» قد وضعت البيت الأبيض في موقف محرج، حيث إنها جاءت بعد أقل من 24 ساعة من زيارة وزير الخارجية الأميركي لمصر وتأكيده أهمية الشراكة معها».
وأشارت إلى «أن كيري الذي كان في زيارة لبغداد أمس أول من أمس بدا مذهولاً من الحكم، وقال للصحافيين، إنه طلب فوراً وزير الخارجية المصري للتعبير عن عدم رضاه».
ورأت الصحيفة: أنه «على رغم الإدانات والانتقادات الدولية الواسعة للحكم، إلا أن الحكومة المصرية دافعت عنه، وأكدت الخارجية المصرية رفضها الكامل لأي تدخل خارجي في شؤون البلاد الداخلية». وأوضحت: «أن ما لفت الانتباه في هذه القضية هو أن صحافيي الجزيرة الثلاثة الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن 7 سنوات لكل منهم كانوا يعملون في مؤسسات دولية مرموقة مثل «بي بي سي» و»سي إن إن»، كما أن أحدهم أسترالي الجنسية وهو بيتر جريست وآخر يحمل الجنسية الكندية وهو محمد فهمي». وأضافت أنه «على رغم إمكان الاستئناف ضد الحكم، إلا أن العملية قد تستغرق سنوات»،
ووصفت «نيويورك تايمز» رد إدارة أوباما بأنه كان مرتبكاً ومقلقاً. وقالت: «إن كيري قام بزيارته للقاهرة التي أعرب فيها عن دعم واشنطن لها، وهو على علم بموعد صدور الحكم. بل إنه أعرب خلال الزيارة عن ثقته في التزام السيسي إعادة تطوير العملية القضائية»، وتابعت الصحيفة: «على رغم اللهجة الشديدة للبيانات الأميركية إزاء أحكام السجن الأخيرة إلا أنه لم يكن هناك حديث عن قطع المساعدات، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن السيسي سيقوم بإعادة تطوير العملية القضائية».
«ديلي تليغراف»: سيطرة داعش على الحدود مع الأردن يهدد بانتشار الصراع
حذرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية في افتتاحيتها تحت عنوان «القوات المسلحة القوية أمر حيوي»: من «إن استيلاء مسلحين إسلاميين على نقاط حدودية رئيسية في الاردن يشير إلى احتمال انتشار الصراع الذي كان مقتصراً على سورية والعراق إلى الشرق الأوسط بأسره». وقالت الصحيفة: «إن داعش تحاول الإطاحة بالنظام في دمشق وبغداد ولكن استيلاءها على عدد من نقاط التفتيش على الحدود الغربية للعراق مع الأردن يشير إلى رغبتها في تصدير إيديولوجيتها المتطرفة إلى أرجاء أخرى في المنطقة، وكل ما في ذلك من تداعيات على الغرب».
وأضافت: «إن خطر انتشار التطرف الإسلامي يجب أن ينبه القادة الغربيين إلى أن الأمر يتحول إلى قضية أمنية دولية وأن الوقوف مكتوفي الأيدي قد لا يكون خيارا». ورأت «إن الحفاظ على موازنة الدفاع والحفاظ على قوة الجيش أمران ضروريان للدفاع عن المصالح البريطانية في مواجهة خطر الجهاد المسلح».
«اندبندنت»: كيري طرح قضية الصحافيين والسيسي لم يفعل شيئاً
قال الكاتب روبرت فيسك في مقال نشره في صحيفة «اندبندنت» البريطانية بعنوان «حرب بالوكالة بين قطر والسعودية» : «كما لو كان خطر التعرض للقتل غير كاف، هل يجب على الصحافيين أيضاً تحمل تهديد تعرضهم للسجن إضافة إلى التهديد بالقتل أو الإصابة الخطيرة؟».
وأضاف: «إن الصادم في الاحكام الصادرة بحق صحافيي الجزيرة الذين حكم عليهم بالسجن في القاهرة هو أنه يجب النظر الآن للسجن على أنه أحد المخاطر العادية التي تواجه الصحافيين أثناء تأدية مهمات عملهم في واحدة من أعرق دول العالم». وتابع: «إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ناقش قضية الصحافيين محمد فهمي وباهر محمد وبيتر غريست مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل تسليمه مساعدات لمصر قيمتها نصف مليار دولار يوم الأحد، والسيسي أخذ المعونات ولم يفعل شيئاً للصحافيين». ورأى فيسك إنه «لا يجب إغفال الخليج في الاحكام الصادرة بحق الصحافيين، فالجزيرة أحد مشاريع السياسة الخارجية لقطر التي أيدت الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي اطاح به السيسي. واثر ذلك فقدت مصر 10 مليارات دولار من الدعم القطري».