موسكو: تشكيل لجان فرعية حول سورية تجربة أميركية فاشلة

نقلت مصادر عن دبلوماسي غربي أن لجنة تحضيرية من تسع دول بدأت أمس بإعداد لوائح بأسماء المعارضين السوريين الذين سيشاركون في لقاء فيينا وإعداد لوائح أخرى لتحديد المنظمات الإرهابية.

وذكر المصدر، أنه على كل بلد أن يقدّم لائحة أسماء ويتم بعد ذلك خفض عدد الأسماء إلى 20 أو 25 اسماً سيتوزّعون على لجنتين، الأولى للإصلاح السياسي والثانية للأمن، مضيفاً أن اللجنتين ستعملان بإشراف دي ميستورا، مضيفاً في هذا الصدد «الموضوع لن ينتهي السبت، سيستغرق الأمر وقتاً».

وبحسب المصدر نفسه، فإن فرق العمل الأربعة التي اقترحها المبعوث الأممي سيتخلى عنها لصالح هاتين اللجنتين، موضحاً أن فرق العمل الأربعة ستكلف بطرح الأفكار من دون أن تكون قادرة على اتخاذ القرار، في حين أن المفاوضات الحقيقية ستجرى ضمن هاتين اللجنتين، حيث من المرتقب أن يبحث اجتماع السبت المقبل في فيينا في انتقاء أسماء وفد موحد للمعارضة السورية.

من جهته، حدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أولويات مؤتمر فيينا المرتقب بضرورة محاربة الإرهاب وإعطاء الشعب السوري فرصة لحل مشاكله.

وقال إن «المهمة الأساس لمؤتمر فيينا هو التوصل لخلاصة حول كيفية مكافحة الإرهاب في الواقع السوري، فليس هناك مساومة على الإرهاب، وهذا يجب أن يدركه الجميع»، وعلى الجميع أن يتوقف حالاً، ما أعنيه هو أن من يريد تسوية سلمية في سورية عليه وقف دعم الجماعات المسلحة أياً تكن هذه الجماعات أي عليهم أولاً محاربة الارهاب، وثانياً عليهم إعطاء السوريين فرصة لحل مشاكلهم.

وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن سيرغي لافروف يعتزم المشاركة في اجتماع فيينا حول سورية في 14 تشرين الثاني.

أكدت موسكو أن واشنطن لم تنسق معها قبل بدء عمل اللجان الفرعية في فيينا، معتبرة الخطوة الأميركية «فاشلة»، معلنة رفضها تقسيم المشاركين في مفاوضات فيينا إلى أساسيين وفرعيين.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن روسيا لا تقبل فرض حلول للأزمة السورية وخطوات أحادية الجانب في عملية التسوية. ووصفت خطوات واشنطن الخاصة بتشكيل لجان العمل الفرعية حول سورية بأنها «تجربة فاشلة»، مشيرة إلى أن هذه اللجان لم تفترض مشاركة كل من إيران والعراق ولبنان وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

وأضافت زاخاروفا أن روسيا لا تدرك حتى الآن الصيغة التي تعمل بها هذه اللجان وأهدافها، ودعت إلى «العمل المنسق على أساس التفاهمات المتفق عليها دون مثل هذه الخطوات الأحادية الجانب والمتسرعة» التي تضر العملية، كما شددت على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية.

وذكرت المتحدثة الروسية أنه لم تجر حتى الآن أي مشاورات دولية حول هذه المسألة قبيل اجتماع فيينا المقبل، وذلك على الرغم من أن روسيا طرحت هذه المسألة بقوة خلال اجتماع فيينا السابق، باعتبار أنها تمثل أحد العناصر المحورية في سياق عملية فيينا.

وسبق لموسكو أن توقعت أن يقدم جميع المشاركين في «مجموعة دعم سورية»، بمن فيهم الولايات المتحدة، قوائم خاصة بهم بأسماء الفصائل المعارضة والتنظيمات الإرهابية التي تنشط في البلاد، بغية تنسيق تلك القوائم خلال اجتماع فيينا.

وجددت زاخاروفا نفي موسكو لما نقلته وكالة «رويترز» قبل يومين حول تقديم روسيا «ورقة» باقتراحاتها قبيل اجتماع فيينا المقبل.

وكشفت أن الوزارة أكدت في تعليقها لوكالة «رويترز» والذي لم تنشره الوكالة أن موسكو تجري مشاورات مع شركائها على أساس بيان جنيف الصادر في الـ30 من حزيران عام 2012، وتنطلق لدى التحضير للقاء فيينا من ضرورة التوصل إلى تفهم مشترك حول هوية الإرهابيين المقاتلين في سورية وقائمة المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في المفاوضات مع دمشق.

من جهة أخرى، أكدت الدبلوماسية الروسية أنه يجب عدم طرح قضية مصير الرئيس السوري بشار الأسد في فيينا، مشيرة إلى أن الشعب السوري وحده صاحب القرار في هذه القضية.

واعتبرت زاخاروفا أن عدم التطرق إلى مصير الأسد كان من الخطوات الحكيمة التي أقدم عليها المشاركون في لقاء فيينا السابق، نظراً لتباين شديد في مواقف الدول المشاركة حيال هذه المسألة، إذ اختاروا بدلاً من ذلك التركيز على المسائل التي يجب أن تشكل أساساً للتسوية السورية.

وقالت زاخاروفا إن روسيا لا تعتبر النظام السوري «نظاماً مثالياً» يقوم فقط بخطوات صائبة وإن موسكو بدورها انتقدت بعض خطوات دمشق، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ما يحدث اليوم يظهر أن أي خطوة نحو السلام من قبل الحكومة السورية تلقى مواجهة «القوى التي تسعى إلى توسيع نطاق الفوضى».

وأضافت الدبلوماسية الروسية أن مؤشرات كثيرة تدل على أن تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية حصل على تكنولوجيات صنع أسلحة كيميائية وبدأت استعمالها في سورية والعراق.

وتابعت أنه بعد أن كان الإرهابيون يستخدمون في السابق غاز الكلور، ظهرت في الوقت الراهن معلومات تؤكد لجوءهم إلى استخدام أسلحة كيميائية بالمعنى الحقيقي للكلمة، بما في ذلك غاز الخردل. وأوضحت أن الحديث يدور ليس عن استخدام تلك الأسلحة في العمليات القتالية فحسب، بل وفي عمليات إرهابية تستهدف السكان المسالمين، أو من أجل اتهام السلطات بالوقوف وراء تلك الهجمات وتشويه سمعتها. وأعربت زاخاروفا عن استياء موسكو بشأن عدم استجابة الغرب لمبادرة روسيا الخاصة بتوسيع مهمة الآلية الدولية المشتركة للتحقيق في استعمال الأسلحة الكيماوية لتشمل العراق إلى جانب سورية.

وأكد المتحدثة الروسية، أن واشنطن كانت متعاطفة مع «داعش» لفترة طويلة، وقالت: «واشنطن بقيت لفترة طويلة متعاطفة مع التنظيم الإرهابي «داعش»، يبدو أنها كانت تريد أن تستخدمه لإسقاط الحكومة الشرعية في سورية».

ميدانياً، أحكم الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على مدينة الحاضر بريف حلب الجنوبي، في حين اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري وتنظيم «داعش» في محيط منطقة المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي.

كما واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها وسيطرت على أجزاء من بلدة العيس وتلتها بعد ساعات من السيطرة على الحاضر، اضافة للسيطرة على قرى ومزارع تلة الأربعين وخربة المزارع وخربة نزهة وخربة المشوح في الريف الجنوبي الغربي.

السيطرة على الحاضر تعني الانطلاق لاستعادة بلدة الزربة التي تبعد أقل من 10 كم عن الحاضر، وكذلك إيكاردا، واللتان تلاصقان الطريق الدولية. وبذلك يكون الجيش قد سيطر حتى اليوم على ما يقرب من 263 كم2 في جبهة جنوب حلب.

وفي ريف دمشق، وصلت وحدات الجيش السوري إلى مشارف مطار مرج السلطان العسكري في الغوطة الشرقية من محورين، وأوضحت المصادر أن الجيش لم يدخل بلدة مرج السلطان حتى الآن ولا مطارها الرئيسي فيما يصف القادة الميدانيون جبهة مرج السلطان بالأعقد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى