تقرير إخباري

تقرير إخباري

قتال شوارع في مدن تركية بين الشرطة ومقاتلي «الكردستاني»

تشهد مدينة سيلوان الواقعة في جنوب شرقي تركيا حرب شوارع ضارية منذ ثمانية أيام من دون تغطية إعلامية واسعة، تتواجه فيها قوات الشرطة الخاصة مع مقاتلين من حزب العمال الكردستاني الأكراد للسيطرة على ثلاثة أحياء. ووسط دوي الأسلحة الرشاشة وأبواق سيارات الإسعاف، يخضع سكان أحياء تيكل وميسيت وكوناك لحظر تجول صارم، فرضه الحاكم المحلي من أجل «حمايتهم»، كما قال أثناء عمليات المداهمة التي تقوم بها الشرطة التركية.

وقالت النائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، سيبل ييجيتالب: «تتعرض مناطق يعيش فيها مدنيون لقصف بالدبابات»، مضيفة بقولها: «عندما يتم استخدام الدبابات في مناطق سكنية، فهذا يعني بأنك أعلنت الحرب على شعبك».

ومنذ سقوط وقف إطلاق النار بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني الصيف الماضي، تشهد مدينة سيلوان 90 ألف نسمة أعمال عنف متكررة.

واستؤنفت المواجهات بقوة داخل المدينة غداة الانتخابات التشريعية التي جرت في الأول من الشهر الجاري، وفاز فيها حزب العدالة والتنمية بغالبية مطلقة، إذ حفر مسلحون من حركة الشبيبة الوطنية الثورية خنادق، وأقاموا المتاريس لمنع قوات الشرطة من الدخول إلى بعض أحياء المدينة.

في المقابل، تمركز قناصة تابعون للشرطة على مقربة من هذه الأحياء، وباتت المواجهات شبه يومية بين الطرفين، في حين أن السكان يدفعون ثمن هذه المواجهات أكثر من طرفي النزاع.

وقال الصحافي إحسان بختيار المقيم في المدينة: «لا يوجد أي أمان في الأحياء المفروض عليها حظر التجول، ولا نعرف من أي جهة تطلق النيران، والناس في حالة خوف، ونادراً ما يخرجون من منازلهم، ومن يتجرأ على الخروج قد يتعرض لإطلاق النار حتى في الأحياء، حيث لا حظر للتجول».

وقال رئيس الفرع المحلي لحزب الشعوب الديموقراطي، عمر أونين، إن «شهودا أفادوا بأن الشرطة هي التي تطلق النار على الناس».

وكانت السلطات سمحت لوفد من هذا الحزب بزيارة المناطق الخاضعة لوقف إطلاق النار.

وكانت مدينة جيزرة شهدت في أيلول الماضي مواجهات مماثلة، وأخضعت لمنع تجول لأكثر من أسبوع. ولقي 21 مدنياً مصرعهم، بحسب منظمات غير حكومية في المدينة، في حين أكدت السلطات أن جميع القتلى من «الإرهابيين». وتقع جيزرة قرب الحدود السورية والعراقية.

وتكشف المعارك في سيلوان وجيزرة الوجه الجديد للحرب بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني التي أوقعت أكثر من 40 ألف قتيل منذ عام 1984.

ويبدو أن المقاتلين الأكراد يحاولون الدخول في حرب شوارع في بعض المدن ذات الغالبية الكردية، على أمل اندلاع انتفاضة ضد السلطات التركية. إلا أن المدنيين هم الذين يدفعون ثمن هذه السياسية بشكل أساسي.

ولا تبدي السلطات التركية أي مرونة تجاه حزب العمال الكردستاني. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي: «نواصل معركتنا حتى تلقي هذه المنظمة الإرهابية السلاح، ويستسلم عناصرها، أو يغادرون الأراضي التركية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى