الملحم: المعركة واحدة والبندقية واحدة وخيار المواجهة والمقاومة واحد في كلّ الميادين والمواقع

شهدت بلدة مجادل ـ السويداء تجمُّعاً شعبياً حاشداً شارك في تأبين الشهداء، الرفيقين البطلين الشقيقين شافع وكفاح صعب، والبطل أنس سامي شلغين، حيث أقيمت صلاة الغائب على أرواحهم وهم الذين ارتقوا في معركة تلّ غمام في الأول من شهر تشرين الثاني الحالي، حيث كانوا يقاتلون ضمن تشكيل صقور الصحراء ـ الجيش السوري.

تقدّم الحضور إلى جانب عوائل الشهداء، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ منفذ عام السويداء سمير الملحم وأعضاء هيئة المنفذية: زياد الزير، حمد حامد، ماجد الباروكي، ونجيب ا طرش، مديري مديريتي أم رواق والجنينة مهند أبو زيدان ومسعود دياب وأعضاء هيئتي المديريتين وجمع من القوميين.

كما حضر أمين فرع حزب البعث اسماعيل الحناوي وأعضاء قيادة الفرع، مسؤول صقور الصحراء محمد الجابر والشيخ عيسى بهلول، العميد عدنان بريك، ممثلاً قيادة الفرقة 15 في الجيش السوري، مشايخ وفاعليات اجتماعية، بينهم واثق عزام، عبد الله ا طرش، العميد جواد ا طرش والد الشهيد الرفيق فيصل ا طرش وحشد من القوميين المواطنين.

وألقى الشيخ عيسى بهلول كلمة صقور الصحراء، مؤكداً على مناقب الشهداء والدور النضالي لأهالي الجبل، مستشهداً بقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا ا طرش، كما أكد على الوحدة الوطنية وحتمية النصر وتوجه بالتحية إلى الجيش السوري البطل والقوى المقاومة الرديفة له.

وألقى كلمة الجيش السوري العميد عدنان بريك، وكلمة أسر الشهداء عبد الجليل عماشة، وشدّدت الكلمات على عظمة الشهادة، وأهمية الدفاع عن الأرض في مواجهة الإرهاب والتطرف.

الملحم

وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي، منفذ عام السويداء سمير الملحم حيث قال: في حضرة الشهداء تتقدّم حروف الأسماء على كلّ المعاني، فهي اختصرت البلاغة بأعظم الصفات، فشهداؤنا شافع صياح صعب وكفاح صياح صعب وأنس شلغين هم عنوان عزّنا، ومن أعطوا لكبريائنا طعم الحياة، فأحيّيهم بتحيا سورية تحية العز والإخاء القومي فهي التحية التي آمن رفقاؤنا بها لأنها تجمع أغمار الحب والعطاء لأهلهم وشعبهم وأمتهم.

أضاف: من هذه المحافظة الصامدة وبلدة مجادل الكريمة التي ترعرع فيها الشهداء وحملوا بين ثنايا قلوبهم الكبيرة وصمودها ذخراً في حياتهم، انطلقوا ممتشقين السلاح مدافعين عن طهر ترابها الطيب العبق بطهارة وجثامين الشهداء، هذا التراب الذي أحبّوه فأبوا إلا أن يسطّروا ملاحم عزّ ومجد ضدّ إرهاب مجرم، فتخلوا عن عائلاتهم وأهلهم ومضوا إلى ساحات الوغى.

وأكد اعتزاز الحزب السوري القومي الاجتماعي بالقوميين الذين يدافعون عن شعبنا وأمتنا، كما يحيّي الحزب شجاعة وإقدام كلّ من الرفيقين البطلين شافع وكفاح اللذين كانا مثالاً لرفقائهما بالتزامهما وأخلاقهما ومناقبيتهما القومية الاجتماعية، ولأنه لا خيار أمام القوميين سوى خيار المواجهة والمقاومة وبذل الدماء والتضحيات في كلّ الميادين والمواقع، تقدّم القوميون الصفوف في مواجهة الإرهاب والتطرف، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري البطل، وفي صفوفه فصيل صقور الصحراء، لأنّ البندقية واحدة والمعركة واحدة والخيار واحد، فارتقوا شهداء، كما الآلاف من الشهداء ممّن خبرتهم الأرض، فاستبسلوا إلى أن ارتقوا شهداء مجسِّدين قيم العطاء والبذل والتضحية، وحقيقة «أنّ الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها»، ولأنّ الأمة تواجه خطر الإرهاب والتطرف ومشاريع التفتيت والتقسيم فإنها تستردّ وديعة الدم الزكي حتى تنتصر في معركة المصير والوجود.

وقال الملحم: هذا ليس زمناً عادياً الذي نلتقي فيه، إنه زمن تمتحن فيه إرادة السوريين إرادات تجرّأت على أرضهم ومجتمعهم وبنيانهم، وليس مكاناً عادياً هذا الذي نلتقي اليوم فيه فهذا الجبل جبل الإباء والانتماء. من شموخه أطلت على سورية راية الثورة السورية الكبرى، بقيادة المجاهد المصارع من أجل سورية سلطان باشا الأطرش، ثورة حقيقية لاستعادة السيادة من المحتلّ، ثورة لتطهير الأرض وحرية الإنسان السوري، لا ارتهانه وتبعيته، ثورة جسّدت الحياة الواحدة للسوريين في وطنهم حين تواشجت السواعد والقلوب والعقول، وتمازجت الدماء تحت خفق هذه الراية من كلّ بقاع هذا الوطن، هذا المصهر الخلاق المبدع الذي تفاعل في حضنه الإنسان مع الإنسان والإنسان مع الأرض عبر آلاف السنين.

ولأنّ سورية هي مركز القرار القومي للانتصار في حرب الوجود والمصير، والمتمسكة بسيادتها واستقلاها ووحدة أرضها، ورفضها الإملاءات الأميركية الصهيونية، تتعرّض اليوم لحرب عالمية ولموجة إرهابية مغلَقة الفكر، جمعوا لها العدّة والعتاد من كلّ بقاع الأرض، وحشدوا لها المجموعات الإرهابية المسلحة من الداخل والخارج، مستهدفين سورية أرضاً وشعباً ومجتمعاً وثقافة ووعياً، لمصلحة وخدمة الكيان الصهيوني العنصري، فكانت هذه المعركة التي تخوضها الشام والمقاومة هي المعركة الأهمّ في معارك الدفاع عن الوجود القومي.

واعتبر الملحم أنّ المؤامرة كبيرة وحجم التحدّي يفرض علينا رصّ الصفوف، وعلينا أن نتمسك بوحدتنا الوطنية التي تجسِّدها حضارتنا السورية الواحدة.

كما تفرض علينا الوحدة في مشروع المواجهة تحت عنوان مصلحة سورية فوق كلّ مصلحة، فلنقف صفاً واحداً في وجه أعدائنا في معركة المصير الواحد للشعب الواحد والأمة الواحدة، ندافع عن وجودها وتاريخها الحضاري، معتمدين على أنفسنا في خوض معركة مصيرنا ومصير أمتنا، ومن أجل انتصار سورية البناء والنهوض سورية الإنسان المتجدِّد.

وأردف قائلاً: أيها السوريون افعلوا واجباتكم واذكروا أنّ الوطن في خطر، إنّ العمل عظيم ولكن اذكروا دائماً أنّ قوتنا عظيمة، هذا ما أوصانا به أنطون سعاده، الذي رسم لنا الطريق لنهضة أمتنا السورية، فمسيرتنا وعرة وشاقة، ما استسلمنا يوماً ولن نستسلم، صنعنا أقدارنا ومشينا، وكلّ محطة زادتنا قناعة بطريقنا، والشهادة كانت طريقنا ليكتمل النصر الذي سيتحقق بالصمود والإرادة والنجاح.

وختم كلمته بتوجيه التحية للشهداء، جميع الشهداء الذين يدافعون عن الأرض والكرامة، وحيا أبطال الجيش السوري ونسور الزوبعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والقوى الوطنية المقاومة من الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية، وتمنى الشفاء للجرحى. وقال: نحن على طريق شهدائنا سائرون، ولن نقبل بتدنيس أرض الوطن من قبل أيّ معتد، وإنّ النصر آتٍ لا محالة البقاء للأمة ولتحي سورية.

وقدّم المنفذ العام والوفد العزاء إلى عائلات الشهداء بِاسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان وبِاسم رئيس وأعضاء المكتب السياسي في الشام.

وكانت ثلة من نسور الزوبعة وضعت أكاليل زهر في مكان الاحتفال بِاسم عمدة الدفاع ومنفذية السويداء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى