قالت له

قالت له: رأيت عينيك وأنت تتحدّث عنها، ورأيتها وأنت تنظر إليها خلسة بين الجموع، والعيون لا تقيم حساباً عندما تقول ما لديها. وأحسست بما يتخطّى الغيرة إلى الحزن، كمن يكتشف سرّاً غربته، ولا يجرؤ على الرحيل.

فقال لها: أنا لا أنكر اهتمامي بها ولا أخفيه عنك. لكنه مختلف عن مكانتك عندي في كل شيء. وأنا لا أجامل قولاً، فكلّما وضعتكما أمام عينيّ وقارنت، كانت لك الغلبة في كل شيء. فهي عنوان لمسألة عملية لا بدّ من النجاح فيها. وأنت عنوان لعقلي وقلبي، وأنت الأعمق في نفسي ووجداني.

فقالت: أنا لا أحاسبك ولا أعاتب. إنما أسجّل أنني رأيت لغة العيون. وأعلم مكانتي عندك. وكهرباء العيون ليست مكانة، إنها انفعال خارج السيطرة. ومن يظنّ أننا نمنح الأفضل للأفضل، يظنّ النساء كلّهن سيحببنَ رجلاً واحداً كما سيحبّ كلّ الرجال امرأة واحدة. والعيون لا تتكلم في الانفراد، إنما تخشع أو تدمع أو تشتهي. أما في الجمع، فتتسلل إلى حيث لا نملك القرار ولا الفرار. وعندما نتحدّث عن الناس، وحدها تبرد أو تهدأ أو تحلم أو تطلق الشرار. فالأمر ليس مفاضلة ولا مجاملة… لقد أطلقت سراح قلبك وعيونك وسأبقيك تحت عينيّ، فإن عاد إلى عينيك البريق فأنت معي، وإن لم يعد فأنت أصلاً لم تكن معي يوماً، مهما توهّمنا معاً بصدق، فما كان ملء الفراغ بالكلمة المناسبة حتى جاءت الكلمة الأنسب… ومضت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى