هزيمة أردوغان

هل هي حقيقة؟ أو هي رغبات وأمنيات باءت بالفشل؟ هل هي حقيقة؟ أو أنها أحلام غاضبة همدت من دون أمل؟

أعتقد، ولست خاطئة في اعتقادي، أنها حقيقة فرضت نفسها بالمقاييس كافة. حقيقة اللعبة، وضرورة البقاء كي تصبح اللعبة مسلية أكثر. فاللاعب ذو الخبرة، أفضل بكثير من لاعب مبتدئ يحتاج إلى الكثير من الوقت ليفهم شروط اللعبة وقوانينها.

حقيقة فشل أردوغان في تحقيق رغبات أسياده وأمنياتهم وأحلامهز، في إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري، حقيقة فشله وعجزه في التدخل العسكري بشكل مباشر داخل الأراضي السورية.

حقيقة ما يجري على أرضه داخل مخيمات الموت والذلّ والعار. مخيمات الخسّة والنذالة بنكهة أردوغان. كل شيء أصبح مكشوفاً أمام شعبه. تصريحاته الواهمة التي بقيت جامدة ومجرّد تصريحات. فهو لم يحقق شيئاً مما وعد أو توعّد به. فبقاؤه في الحكم، لا هو شعبية ولا حنكة سياسية، وليس وجوداً فرض نفسه بنفسه. إنما هو حدث مفاجئ لأصحابه أكثر من غيرهم. حدث عكس التوقعات ولكنه ليس عكس المعطيات التي غيّرت المسار من منحى إلى آخر.

أبواب أغلقت وأخرى فُتحت. هي اللعبة ذاتها إنما مع اختلاف الشروط وتغيير المهمة الأردوغانية.

فهنيئاً لك يا أرد؟ وكان؟ بتلك الكرسي المليئة بأزرار التحكّم عن بعد. فحذار من الجلوس عليها طويلاً، قد يمسّك جنون من خسّتك التي تعوّدنا عليها لا من عظمتك.

لقد رحل كثيرون ممّن قالوا إن أيام الأسد معدودة، ولكنك ستبقى، لا لشيء، إنما لتشهد بقاء الأسد منتصراً مع شعبه العظيم الأبيّ. وتتمنى لو أنك رحلت من الحياة كلّها لا من الحكم فقط. هذا الحكم الذي رخصت بأعز ما لديك من أحباب للبقاء فيه، رخصت بـ«دواعشك»، رخصت بأخوانك المسلمين، رخصت بكلمتك المهزوزة وموقفك غير المشرّف دولياً وإقليمياً واستراتيجياً.

لا أعرف إن كانت المفاجأة الثانية ستكون لهم أكثر صدمة. عندما يعرفون حقيقة اللعبة. ويعرفون أن بقاءك في الحكم مجرّد حفظ ماء وجه بعد الهزائم المتوالية التي عصفت بكم صفعات غير متوقعة من قلب ساحة ميدان الحقّ والنضال داخل الأراضي السورية، والوجود الروسي الذي قلب موازين القوى.

لذلك، لا مشكلة لدينا ولا نختلف أبداً على الكيس الملآن بالعظام لمن يوزّع. فالهزيمة هزيمة. مهما تعدّدت الأغطية السياسية والدبلوماسية لتكسوها وتجمّلها و«تبهورها وتبهرجها» ببعض من التزمير والتطبيل والتصفيق. فأنتم لا تعلمون أن الاحتفال لكم، والطبول طبولكم، إنما العرس والفرح لنا، فرح النصر القريب الذي قرع أجراسه صرعاً في آذانكم قبل أن يقرع فرحاً في قلوبنا.

اعتبروا كلامي تحدّياً إن أردتم، والأيام ستشهد. فإنني قلب سوريّ ينبض بالتحدّي، والحقائق الصادقة المنبثقة من عشق الأرض والإخلاص والإيمان بثبات القضية. من ثقتي بشموخ وطني ونصره القريب. فهو الحقيقة الوحيدة والباقية، وكل ما يجري من حوله لعبة، مسرحية ستنتهي، هذا ما سيسجله التاريخ عظمةً وحقيقة لا مجرد أوهام وأمنيات وأحلام!

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى