همزة وصل
نظام مارديني
ليس سهلاً أن نصف المشهد الإرهابي الدموي الذي ضرب الآمنين في برج البراجنة وخلّف عشرات الشهداء والمصابين، بل كيف بإمكاننا أن نختزل هذه الدماء الزكية بالفعل وليس بالصوت، بل إلى متى نبقى أمة الصوت لا أمة الفعل، كأن يدفعنا هذان التفجيران إلى احتضان المقاومة أكثر فأكثر؟
إذاً، إننا أمام معاقبة للمدنيين اللبنانيين في بيئة لطالما شكلت مركز احتضان للمقاومة، خصوصاً أن فعل الجبناء يقوم به المأزومون، بهدف الترويع، وبعد تلك الأعمال يفرّون كالفئران.
مَن يتابع مجريات معارك تحرير المدن السورية من «داعش» وشقيقته «النصرة» وغيرهما.. يمكنه أن يكتشف قيمة الانتصارات الكبيرة التي جعلت قوى العدوان ترقص رقصة الموت، كما أفارقة الأدغال، وهي إذ تشير إلى المأزق الذي بدأت تعيشه قوى العدوان قبل لقاء فيينا 2 اليوم.
منذ بدء الحرب على سورية كان هدف الإرهاب الوهابي هو استخدام العنف والقوة بهدف إضعاف الروح المعنوية لبيئة المقاومة عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة، وهو لذلك أتخذ أهدافاً مدنية متعدّدة لتنفيذ جرائمه إلا ساحة المعركة التي يتقهقر بها وبسرعة في سورية والعراق.
لقد شهدت دول عدة في المنطقة تطبيقاً عملياً لهذه الحروب بالواسطة، ودائماً كانت الجماعات التكفيرية سواء أكانت «الإخوان» أم تنظيم «القاعدة» أو «داعش» أدوات تطبيق لضرب المشروع الوطني في سورية والعراق ومصر، كما وبضرب المقاومة الوطنية في كل من فلسطين ولبنان، من خلال مشروع تُطلق عليه دوائر الاستخبارات الغربية «الطوق النظيف» لتدمير كافة القدرات العسكرية في دول الطوق حول الكيان «الإسرائيلي». وهو مشروع أميركي صهيوني بغطاء مالي من قبائل الجراد في الخليج، بغاية تدمير مرتكزات القوة في المشرق العربي.
مهمة قوى الإرهاب، إذاً، إنهاك واستنزاف قدرات ومؤسسات دول الطوق تلك، بزعزعة الاستقرار فيها، من خلال جلب قوى هلامية مؤمنة بالغيب من الباب التركي لتحقيق هدفين: القتال عن أميركا والصهاينة والخليج وتركيا ضد جيوش سورية والعراق ومصر وإنهاك شعوبها، وإرباك وإضعاف المقاومة من جهة، وتنفيذ مشاريع رامية إلى تفتيت هذه الدول مذهبياً وإثنياً لخلق «دول فاشلة» عبر خلق بيئة توتر مهيأة للحروب المذهبية والإثنية، ولنا في أجنداتهم في العراق وسورية ومصر ما يؤكد ذلك بالدليل القاطع.
إن فصيل «أهل الشر» الإرهابي اليوم، لا يكفّ عن استخدام الدين لأغراضه المجرمة بهدف سفك دماء الأبرياء. ولعل كتاب «الدين والظمأ الأنطولوجي» للباحث العراقي عبدالجبار الرفاعي، إشارة واضحة لمأزق الدين وانزياحه إلى المجهول، فهو يقول «إن ما وضَع الدينَ اليوم في مأزق تاريخي، هو ترحيلُه من مجاله الأنطولوجي إلى المجال الأيديولوجي».
لن نتحرر إلا بالقضاء على الوهابية، ولن يتحقق هذا الهدف الجليل إلا بسقوط آل سعود إلى غير رجعة، على حد قول الباحثة السعودية مضاوي الرشيد.