السيد حسين محاوراً في الرابطة المارونية: ليدرك الحاكم أنّ العلم هو السلاح الأمضى
نظّمت الرابطة المارونية لقاءً حوارياً مع رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين حول «شؤون الجامعة اللبنانية وشجونها في ظل المواطنة»، في قاعة ريمون روفايل في مقر الرابطة ـ بيروت، بحضور الوزير السابق ناجي البستاني، رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع، نقيب أطباء الاسنان الدكتور طوني زينون، أعضاء المجلس التنفيذي في الرابطة ورؤساء اللجان المنبثقة عنها، عمداء كليات في الجامعة اللبنانية وعدد من مدراء الكليات والفروع وشخصيات فكرية وأكاديمية وإعلامية وثقافية واجتماعية.
ألقى عريف اللقاء عضو اللجنة التنفيذية في الرابطة المارونية الدكتور سهيل مطر كلمة رحب فيها بضيف اللقاء، ثم ألقت الدكتورة سندريللا أبو فياض صقر كلمة عرضت فيها بشكل مقتضب أوضاع الجامعة اللبنانية وبالأرقام، لجهة الاجحاف الذي يلحق بها والصعوبات الكبيرة التي تواجهها.
ثم كانت مداخلة السيد حسين فقال: «كم أسهل للمرء أن يكون مواطناً من أن يكون بلا هوية، لأن المواطنة تجمع ولا تفرق، ولأن المواطنة تحدد الأصالة والمستقبل، وهي تربط بين الماضي والمستقبل، أما الحروب المتنقلة القبلية أو ما دون القبلية فهي ليست فقط بلا مستقبل بل هي العدم. هي الاندثار هي الخراب، هي اللاحضارة واللاانسانية، ولبنان وطننا لم يكن بهذا الخواء لا في الماضي البعيد ولا في الماضي القريب».
وأضاف: «لعل أجواء المنطقة العربية والشرق الأوسط تضغط علينا باستمرار، ونسأل أنفسنا لو لم يكن هناك اتفاقية كامب ديفيد، هل كانت استمرت الحرب الأهلية في لبنان؟ ونسأل اليوم: لو لم يكن هناك هذه الحروب المتنقلة، بفعل «إسرائيلي» أولاً، فهل كنا في هذا الخطر على الأوطان على رغم رفضنا «سايكس ـ بيكو» و«سان ريمو» بعد الحرب العالمية الأولى؟». لافتاً إلى أن على اللبنانيين الاجابة عن هذه الاسئلة، على رغم أننا لم نفقد الأمل بهذا الوطن.
وبعدما شرح مفهوم المواطنة، تحدّث السيد حسين عن الجامعة اللبنانية فقال: «بصفتي رئيساً للجامعة اللبنانية، هذه المؤسسة العامة المستقلة في القانون وغير المستقلة الآن في الواقع، هي أهم مؤسسة عامة في لبنان على صعيد التعليم العالي. والمسألة ليست في العدد فقط بل هي في الدور وفي المستوى الأكاديمي الرفيع الذي وفرته وتوفره، على الرغم من المآسي والمشكلات التي فرضت على الجامعة، فهذه الجامعة على رغم الحرب والتفريع ورغم تغييب مجلسها منذ عام 2004، ورغم مصادرة استقلاليتها المالية منذ 1993، وعلى رغم وقف مشاريع التخرج المفترض أن تكون سنوية، فهذه الجامعة تعطي لبنان والجامعات الخاصة التي تنهض على أكتافها أفضل الأساتذة».
وسأل السيد حسين: «ألا يحق للجامعة اللبنانية أن تفرّغ أساتذتها سنوياً كما جاء في قانون تنظيمها؟ وهل الجامعة تخالف القانون أم الحكومات المتعاقبة؟ وكنت وزيراً وشهدت كيف تناقش أمور الجامعة، وليدرك الحاكم أن العلم هو السلاح الامضى وأن قوة الجيوش مهما عظمت فإن الاقتصاد مبني على العلم، وحضارتنا كلها مؤسسة على العلم والثقافة. هذه الجامعة خرّجت أكثر من 250 ألف متخرّج من كل لبنان، وكم من المسؤولين والقادة العرب تخرجوا من الجامعة اللبنانية، وكبار الفنانين العريقين في لبنان مروا في معهد الفنون الجميلة. وما أريد قوله أن هذه الجامعة تدخل اليوم في منافسة أكاديمية رفيعة ومشرفة تحت اشراف برنامج «تمبوس» الأوروبي بما يخص الجودة وتحت اشراف وزارتي التنمية الادارية والاقتصاد والتجارة، واختيرت الجامعة من بين أربع مؤسسات عامة لتكون تحت الاختبار، وارتضينا ذلك طوعاً لأن الجامعة التي لا تخضع للتقويم لن تستمر في جودتها».
وسأل: «لماذ تتقلص مساهمة الدولة في موازنة الجامعة؟ على رغم ارتفاع مصاريف الإيجار والترميم والتدفئة، اضافة إلى مصادرة صلاحيات مجلس الجامعة في تعيين الموظفين؟ ماذا يبقى من استقلالية الجامعة؟ كيف يمكن للجامعة أن تسير من دون أساتذة جدد، ومن دون تعاقد ولو بالساعة مع موظفين؟». وقال: «إذا كان البعض يعتقد بتخصيص الجامعة اللبنانية فنقول له لا. جامعة الدولة يجري تخصيصها، كيف يكون ذلك؟».
وختم السيد حسين سائلاً: «ما هي نتائج إضعاف الجامعة أو إلغاء دورها؟ فنحن لا نقبل من المواطن اللبناني ألا يعرف دور الجامعة اللبنانية». وتلا ذلك حوار مع الحضور.