أبحث عنك
قالت له: أبحث عنك في الأماكن كلّها، في الزوايا كلّها حتى الصغيرة. أبحث عن أيّ شيء يذكرني بك حتى وأنت معي. تغلغل حبّك في قلبي حدّ الثمالة، فلم أعد أرى غيرك ولا أستطيع أن أرى. ذاكرتي غائبة عن الوجود كلّه، لكنها حاضرة دائماً معك. تهاجم روحك، وتسكن قلبك. فأنا خائفة أن أكون في حياتك مجرّد كذبة، وإن كنت حقيقة فإنني أخاف أن أصبح يوماً ما… مجرّد ذكرى.
قال لها: لا تخافي يا حبيبتي. فأنت مثل نهر يجري في أعماق روحي. يركض ولا يتعب، يتدفّق حبّاً في قلبي، ويروي ظمأ شوقي إليك فتنبت الأزهار، وتفرّع الأغصان، ويذبل الموت مستسلماً أمام عنفوان الحياة الذي يفيض سيلاً من غزارة شوقك.
قالت له: أريد أن أعيش معك جنون حبّي لك في كلّ لحظة. واللحظات كلها ملكك أنت.
قال لها: جنونك مجنون. وحبك دائماً غاضب، هائج، ثائر، لا ترضيه لحظات ولا حدود.
قالت له: أريد أن أن أتجوّل في الطرقات عندما تلجأ الحياة مستسلمة إلى خلوة سكونها. أريد أن أصرخ بحبّك عندما تهجرني الحروف تائهة، حائرة من كثرة ما كتبت لك. أريد أن ألقاك في موعد غير منتظر. أريد أن أراقصك تحت قطرات المطر، ثم أتدفّأ بحرارة أنفاسك عندما يستيقظ جسدي على برودة كانت غافية منتظرة صحوة بعد الجنون.
قال لها: لقد تعبت قدماي من كثرة ما ركضت معك في الطرقات. وجسدي أصبح يرتجف من شدّة البرد، فهل البرد يدفّأه برداً؟
قالت له: حرارة حبّك عندما تناديها نظرات عيوني الدافئة، وتذبل روحي بين ذراعيك تائهة، لتخبرك كم هي مشتاقة إليك.
قال لها: أنا لا أعرف إن كنتِ ملاكاً أتى إليّ من السماء حتى تكوني بكل هذا الإحساس، ولكنني أعرف أنني سأكون نادماً، لا بل أكثر جنوناً منك إن لم أمنحك لحظات حياتي كلّها، لتكون ملكك أنتِ يا ملاكي!
سناء أسعد