«الوطني للإعلام»: تدبير «عربسات» بوليسي وتعسفي

نظم «اللقاء الإعلامي اللبناني» لقاء تضامنياً مع قناة «الميادين» في فندق «رامادا بلازا»، حضرته شخصيات سياسية وروحية وحزبية وإعلامية وحقوقية.

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء تفجيري برج البراجنة، كانت كلمة تقديم للزميل فراس زعيتر قال فيها: «نحن هنا اليوم لمتابعة الطريق والانتصار لدماء من سقطوا».

وأكد على «هوية الميادين والتي ليست وحدها في الساحة لأنّ المعركة ليست على الميادين وإنما على سياسة الميادين».

ثم تحدث رئيس اللقاء غسان جواد فأشاد بقناة «الميادين»، مشيراً إلى «التزام الميادين بقيم مهنة الإعلام»، لافتاً إلى أنّ «مخططات الإرهابيين ستفشل أمام التزام الميادين». وسأل: «هل يريد إعلاميو محور البترو دولار أن يصبح لبنان جزءاً من هذا المحور»؟

وشدّد على «احترام الرأي المختلف»، وقال: «المعركة هي لانتصار الحرية التي لولاها لما بقي لبنان».

وألقى علي عبدو برو كلمة النشطاء فدعا إلى «المزيد من اليقظة والوقوف صفاً واحداً خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية»، لافتاً إلى أنّ «الإعلام الحر هو صورة المجتمع الديمقراطي»، معتبراً أنّ «قرار حجب الميادين على قمر عربسات هو إرهاب إعلامي».

أما الإعلامي نافذ أبو حسنة فدان باسم قناة «فلسطين اليوم»، تفجيري برج البراجنة، مشيراً إلى أنّ هذا «العمل الإرهابي يستهدف فلسطين مثلما يستهدف الضاحية الجنوبية والمقاومة»، رابطاً بين «الصهيونية والتكفيريين».

وألقى الاعلامي ابراهيم المدهون كلمة قناة «اللؤلؤة» البحرانية أعلن فيها «التضامن مع قناة الميادين الرائدة والحرة والتي عملت على نقل الحقائق وخاصة في قضية فلسطين وفي البحرين وغيرها من الدول العربية».

أما أمين الهيئة القيادية في حركة «المرابطون» مصطفى حمدان فرأى أنّ «الإجراءات ضد قناة الميادين إنما هي حرب ضدّ ثقافة المقاومة»، مؤكداً أنّ «منبر الميادين هو لكل المقاومين وقضية فلسطين».

ونقل مدير مركز «دال» للإعلام فيصل عبد الساتر، بدوره، تحيات مدير قناة «الميادين» واعتذراه عن عدم الحضور بسبب سفر طارىء، منوهاً بـ«الوقفات التضامنية لأنّ الاعتداء على قناة الميادين إنما هو قضيتنا».

وانتقد «الإدارة المهيمنة على عربسات والتي تحاول إسكات كل الأصوات الإعلامية التي لا تتوافق مع سياستهم»، داعياً إلى «فضح الإعلام النفطي ولا سيما تعاطي بعض هذه الوسائل مع جريمة برج البراجنة»، مشيراً إلى أنّ «الميادين باتت تمثل نموذجاً متقدماً في تصديه لهذا الفرع من الإعلام وللتكفيريين».

ورأى الكاتب السياسي جوزف أبو فاضل، من جهته، أنّ «الميادين تتعرض لاعتداء كما تعرضت سورية قلب العروبة النابض للطرد من جامعة الدول العربية»، معتبراً أنّ «الاعتداء على القناة بالدرجة الأولى هو بسبب حملها قضية فلسطين بالدرجة الأولى»، منتقداً وسائل الإعلام التي «تصف الشهداء بالقتلى».

وحيا «الضاحية والمقاومة وإيران وكلّ هذا المحور».

وحيا الإعلامي يونس عوده «قناة الميادين لنيلها وسام الحرية»، معتبراً أنّ «الفكر الذي مورس ضدها إنما هو تكفيري يُمارس ضدّ الشعب العربي».

وأعرب الإعلامي المصري ياسر الشاذلي عن تضامنه مع «الميادين» التي هي «قاطرة الإصلاح في الوطن العربي».

وكانت كلمة وجدانية للمحامي ابراهيم عواضة.

ثم تلت الإعلامية ريان شرارة توصيات المؤتمر كالآتي:

«ندين ونستنكر التفجير الإرهابي الإجرامي الذي أودى بحياة كوكبة من الشهداء المدنيين في محلة برج البراجنة، ونطالب القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية بإجراء تحقيق سريع في الحادث والكشف علناً عن العقل المدبر لهذا الإجرام.

نؤكد تضامننا مع قناة الميادين في معركة الحريات الإعلامية التي تخوضها، ونؤكد إدانتنا لكلّ محاولات الإسكات والتعتيم والحجب التي تتعرض لها.

نطالب الهيئات والنقابات والمعنيين في هذا الشأن، البحث عن بدائل فنية وتقنية للخروج من ابتزاز بعض الأنظمة العربية ومحاولاتها توجيه الخبر وحجب الحقيقة.

وأخيراً، نطالب الحكومة اللبنانية وتحديداً وزارة الإعلام، بتطبيق القوانين التي كفلها الدستور اللبناني اللازمة لحماية العمل الإعلامي والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، انسجاماً مع كون لبنان، تاريخياً، واحة للحريات الإعلامية».

محفوظ

وفي سياق متصل، عقد المجلس الوطني للإعلام إجتماعاً ناقش خلاله المستجدات الإعلامية الأخيرة وموضوع قناة «الميادين».

وتحدث رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ، بعد الاجتماع، داعياً الى الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء في برج البراجنة الذين سقطوا نتيجة العمل الإرهابي للتنظيمات التكفيرية الممثلة بداعش».

وأشار إلى أنّ «التغطية الإعلامية والمواقف والإدانات كانت جيدة وهذا مؤشر على الدور الإيجابي والبناء للإعلام اللبناني، ولكن كانت هناك ملاحظتان: الأولى تتناول جريدة «الحياة» التي أوردت عنواناً مسيئاً ومشيناً: انتحاريان يقتلان العشرات في معقل حزب الله، على الأقلّ على هذه الصحيفة أن تحترم مشاعر الناس وفكرة المقاومة، وموقفها يأتي خلافاً للموقف الرسمي السعودي عدا عن كونها تصدر من لبنان وهنا نلفت نظر نقابتي الصحافة والمحررين إلى هذا الخطأ الإعلامي الذي وقعت فيه صحيفة «الحياة». ثانياً، التركيز من بعض مؤسسات المرئي والمسموع على المشاهد المؤذية للعين من جثث الشهداء المتناثرة والدم، ما يسيء إلى الأطفال وكبار السن وأهل الشهداء ويناقض مبدأ احترام الكرامة الإنسانية ونأمل ألا تتكرر مثل هذه المشاهد».

وفي ما يتعلق بقرار «عربسات» في حقّ قناة «الميادين»، أكد محفوظ «أنّ المجلس الوطني للإعلام ليس محايداً في هذا الموضوع وهو يقف إلى جانب الميادين»، موضحاً «أنّ الإعلام المرئي والمسموع في القانون الرقم 382/94 هو إعلام حر يمارس في إطار الدستور والقوانين النافذة، أما الاعتداء من جانب «عربسات» على بثّ الميادين، فإنه يستند إلى الوثيقة الإعلامية التي صدرت عن المجلس الوزاري العربي في العام 2008، وهذه الوثيقة أعطت للقمرين الصناعيين عربسات ونايل سات، حق إنزال أي مؤسسة إعلامية مرئية إذا كان هناك اعتراض من جانب أحد الأنظمة العربية». وأشار إلى «أنّ هذه الوثيقة تخالف القوانين المرئية والمسموعة في العالم كما تخالف الشرعات الدولية، كما والحق في التعبير». وقال: «لما كانت ميزة لبنان في المنطقة في اعلامه الحر، باعتبار أنّ هناك قوانين ترعى هذا الإعلام وتشترط الموضوعية، فإننا نرى في هذه الوثيقة اعتداء صارخاً على الحريات الإعلامية، وخصوصاً أنّ هذه الوثيقة أعطت القمر الصناعي وهو شركة خدمة بث الحق في وقف مؤسسة مرئية وهذا يتناقض مع كل القوانين. فالقمر الصناعي ليس محكمة».

وأشار محفوظ إلى أنّ «التدبير في حقّ الميادين هو تدبير تعسفي وبوليسي، لا يمكن للبنان وللمجلس الوطني للإعلام أن يقبل به، وإنّ الخاسر في تقديري هو عربسات، باعتبار أنّ المؤسسات الإعلامية المرئية اللبنانية تتضامن في ما بينهما ومن الممكن الانتقال إلى أي قمر صناعي يقدم الخدمة، وهناك أقمار كثيرة تشجع في مثل هذه الحالة على التعامل معها مثل القمر الروسي والتايلاندي والماليزي والصيني».

وأكد أنّ «الوقوف إلى جانب الميادين هو موقف مبدئي، وخصوصاً أنه لم يصل إلى المجلس الوطني للإعلام أي شكوى أو كتاب من جانب الجهة المعترضة». وأمل لو «أنّ مثل هذا الكتاب أرسلته الجهة المعترضة، لكنا نظرنا في مضمونه وإذا كانت هناك من مخالفة أو عدمها وكنا ألزمنا الميادين على نشر ردّ لهذه الجهة المعترضة واعطائها حق الرد وحق التعبير المتساوي، كما أنه لا يمكن للمؤسسة المرئية أن تدخل مباشرة في تصحيح الخطأ خلال البث المباشر ومن الممكن أن نلفت النظر إلى الخطأ الذي حصل وان نعطي الجهة المعترضة حق الرد، وهذه الحالة لم تناقش ولم تعالج».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى