صحافة عبريّة

ترجمة: غسان محمد

«إسرائيل» تكشف كيف اغتالت المبحوح في دبي

كشفت «إسرائيل» عن عمليتها الاستخبارية مكتملة الأركان لاغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، في دبي قبل سنوات، مؤكدة أن العملية التي استخدمت فيها شبكة اتصالات عالية التقنية بين المنفذين كان مقرها العاصمة النمسوية فيينا، واستغرقت 22 دقيقة بحقن المبحوح بمادة أصابته بالشلل توفي بعدها على الفور.

«القناة الثانية» في التلفزيون «الإسرائيلي» نشرت فيلماً قصيراً يوضح تفاصيل عملية اغتيال المبحوح، وذلك بعد خمس سنوات على العملية التي جرت في مدينة دبي في كانون الثاني 2010، ويتضمن إقراراً بمسؤولية الموساد عن العملية.

الفيلم الذي عُرض الخميس 12 تشرين الثاني 2015، كشف أن عملية الاغتيال استغرقت 22 دقيقة، وتمّت عبر حقن المبحوح بمادة سببت له شللاً في عضلات جسده، إلى جانب توقّف الجهاز التنفسي، ما أدّى إلى وفاته على الفور.

وذكر الفيلم الأسماء التفصيلية للمجموعة التي قامت بعملية الاغتيال، وأوضح خط سيرهم منذ لحظة وصولهم إلى الفندق حتى تنفيذ العملية، مشيراً إلى مشاركة شخصية بارزة في الموساد لم يسمّها في عملية الاغتيال.

منظومة اتصالات مركزية بين المنفذين كانت تقود العملية من فيينا، إذ أكد الفيلم أنه لم يكن مسموحاً لأفراد المجموعة بالتواصل في ما بينهم حتى لو كانوا يبعدون عن بعضهم أمتاراً قليلة، فيما يقوم شخص في فيينا بربط اتصالهم مجتمعين.

وأوضح الخبير بشؤون الاستخبارات، رونين برغمان، أن الهدف من ذلك عدم ارتباط الهواتف مع بعضها في مكان تنفيذ العملية تحسّباً من كشفهم لاحقاً.

وكشف الفيلم أن قائد عملية الاغتيال غادر دبي قبل تنفيذ العملية، كما بيّن أنه بعد التأكد من موت المبحوح، قاموا بإبدال ملابسه ووضعه على سريره في وضع النوم، حتى لا يلفت نومه بملابسه انتباه عمال الفندق، ويؤخّر عملية الكشف عن مقتله.

«إسرائيل» تنهار أخلاقياً وتحاكم الأطفال

كتب جدعون ليفي: في اليوم الذي يتم التحقيق فيه مع طفل ابن السنوات الـ13 وكأنه رئيس عصابة، نكون خسرنا في اليوم الذي وقف فيه فوق رأسه زعران «إسرائيليون» وقاموا بشتمه «فلتمت يا ابن….» وهو يغرق بدمه في اليوم الذي يقول فيه مقدّمو الأخبار في التلفاز عن ولد ابن 11 سنة «مخرّب»ة من دون التفكير بأبنائهم في اليوم الذي تصبح فيه «إسرائيل» تشبه إريتيريا وأوغندا حينما تسنّ قانوناً وحشياً آخر يسمح بسجن أولاد في جيل 12 وحينما تتحول الإعدامات لأصحاب السكاكين إلى روتين مثير للاعجاب، وتنتشر محاولات الفتك، فإنّ هذه أيام تشير إلى مجتمع يتفكك أخلاقياً.

هذا البيع من أجل التصفية لا يعني انتصاراً فلسطينياً كبيراً، فهم بعيدون عن هذا، لكنه يعني خسارة لـ«إسرائيل» من دون سلاح الجوّ ومن دون الدبابات، وضع الفلسطينيون المجتمع «الإسرائيلي» أمام تحدٍّ، وقد فشل في هذا التحدّي.

تكفي مشاهدة فيلم التحقيق مع أحمد مناصرة الذي شاهده كلّ فلسطينيّ في المناطق: المحقّق مع النظّارات الشمسية على جبهته وقبّعة على رأسه المحلوق ينبح مثل المجنون ويتّهمه بـ«مساعدة العدو أثناء الحرب». المحقّق يفقد أعصابه فعلياً أو ظاهرياً أمام الفتى الذي يبكي، وهذا يعني فقدان التوازن في المجتمع. مناصرة يثير الاحترام والقوة أكثر من المحقّق.

الإصابة البالغة أول من أمس أيضاً لولد آخر يقوم بالطعن تعكس الدونية ـ إلى أن يعافى ستضطر وزيرة العدل مرة أخرى إلى تغيير القانون من أجل محاكمة من هم في جيل 11 وسجنهم ووزارتها لن تصمت حتى تجد الرضّع في السجن. لكن هذا ليس للأولاد الفلسطينيين فقط. وسريعاً سيُسجن أولاد «إسرائيليون» معهم سكاكين. أيضاً قتلى على أيدي الشرطة من غير مبرّر، وسيزداد عددهم بسرعة كبيرة. من يصفّقون على إطلاق النار على الاولاد وسجنهم في أي جيل سيقضمون قريباً أظافرهم عندما يتأخر أبناءهم عن العودة من الحفلة… «يشع» سيكون هنا قريباً.

إنها هنا. نشر أمس في «ذي ماركر» أنّ «إسرائيل» تراجعت وتدهورت السنة الأخيرة بمقاييس سخية: في مقياس الاستعداد لمساعدة الغريب هي في المكان الـ139 من بين 145 دولة. هنا سدوم. تقرير «يونيسف» الذي نشر قبل سنتين ونصف السنة قال في ذلك الحين إن في «إسرائيل» معاملة أطفال فظة، وهي منهجية وممأسسة لا تتم محاكمة الاولاد في المحاكم العسكرية في أيّ دولة أخرى حيث تُسلب حقوقهم. متوسط الاولاد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم «إسرائيل» هو 7 في المئة في السنة ومنذ ذلك الحين أضيف مئات الاولاد المعتقلين وأولاد السكاكين الحاليين هم النتيجة.

معاملة الاولاد معيار جيد لقياس أخلاقية المجتمع. المجتمع السليم لا يتجرأ على تسميتهم «مخرّبين» ولا يخطر بباله تقليص العمر الجنائي لهم، وفوق كل شيء ـ بدل إطلاق النار عليهم والتحقيق معهم على أنهم مجرمون، كان سيحاول معالجة جذور دوافعهم. إنهم أولاد. وبحسب رأيي، فإنّ «الإسرائيليين» ليسوا أولاداً: «القتل في عيونه»، صرخت أمس العناوين عن ولد ابن الـ11.

هكذا يبدو المجتمع عندما تكون الديمقراطية في أزمة: ضياع الطريق، فقدان التوازن، في التشريع وفي العقاب وفي أوامر إطلاق النار والاعتقالات، هذا يشير إلى الضعف والتفكّك في القيم الاساسية. يمكن الاستمرار بالتفاخر ببندورة «شيري» واختراع القرص «أون ـ كي»، وأيضاً بمسيرة الفخار الدعاية تتحمل كل شيء. لكن في نهاية المطاف ستتم محاكمة «إسرائيل» مثل أي دولة بمعايير أخرى. في الوقت الحالي هي تتغير بسرعة فائقة. هذا ما بقي من مجتمع كان يتألم أخلاقياً في يوم من الايام، حتى لو كان ذلك بتلوّن: «مت يا …» لولد مصاب.

يعالون: البدء قريباً بإقامة خندق مع غزّة

قال وزير الجيش «الإسرائيلي» موشيه يعالون، إن الجيش سيشرع قريباً في أعمال إقامة عائق أرضي محاذ للسياج الفاصل المحيط بقطاع غزّة، سيكون عبارة عن حفرة عميقة. وأشار يعلون إلى أن الحفرة قد تمنع اجتياز السياج والدخول إلى أراضي 48، عبر الأنفاق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى