القاهرة تعزّي بضحايا تفجيرات باريس
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وقدم باسم الشعب والحكومة المصرية التعازي لشعب وحكومة الجمهورية الفرنسية في ضحايا الحوادث الإرهابية التي وقعت، مساء الجمعة، في باريس، معرباً عن تضامن مصر الكامل مع فرنسا وتعاطفها مع أسر الضحايا والمصابين.
وكانت رئاسة الجمهورية المصرية قد دانت ما وصفته بالحوادث الإرهابية الآثمة التي وقعت مساء الجمعة، في مناطق عدة بالعاصمة الفرنسية باريس وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.
من جهة أخرى، وفي حديث خاص إلى «البناء» توقع الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع المصري أن يطال المدن الغربية مزيد من العمليات الإرهابية في المستقبل، وذلك نتيجة تغاضي الحكومات الغربية عن تنامي الظواهر الإرهابية في المنطقة العربية، ورأى السعيد أن الغرب وعلى رأسه أميركا يستثمر الظاهرة الإرهابية لتحقيق مصالح سياسية وأن ردود الفعل الأميركية والإنكليزية على حدث الطائرة الروسية التي سقطت في مصر كانت أحد حلقات هذا الاستغلال الذي أريد منه إحراج مصر، وأضاف السعيد أن الموقف المصري مما يجري في سورية هو أفضل المواقف العربية فهو موقف ينطلق من الحرص على وحدة سورية وعلى بقاء الدولة السورية وعلى مواجهة الإرهاب، وأكد أن أميركا وقطر سهلتا وصول السلاح للجماعات المسلحة في سورية والتي تدور شكوك حول ارتباطاتها جميعاً بالإرهاب و داعش، معتبراً أن مواجهة الإرهاب تستدعي جهداً ثقافياً و فقهياً مع إصلاحات ديمقراطية في أنظمة الحكم في العالم العربي.
وشارك اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري الدكتور السعيد توقعه، بأن تشهد دول أوروبية عدة وأميركا عمليات إرهابية مماثلة للعمليات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بسبب سياسات هذه الدول المتناقضة تجاه قضايا الإرهاب
وأوضح موسى أن هجمات باريس دليل على أن الارهاب، يعود إلى مموليه ومصدريه، مشيراً إلى توقع الرئيس المصري السيسي عن عودة الإرهاب إلى من يتعاملون معه ويمولونه .
وأضاف الخبير العسكري، أن فرنسا يمكن أن تعدل موقفها من الأزمة السورية إذا ما توصلت إلى وجود علاقة بين جماعات سورية معارضة وتنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى الهجمات، داعياً إلى حل الأزمة السورية عبر مواجهة الإرهاب.
وفي السياق نفسه، اعتبر الدكتور نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجي والأمني بأكاديميــة ناصر العسكرية، تدخل فرنســـا ضمن قوات التحالف الدولي في سورية السبب الرئيسي للهجمـــات التي استهدفت مواقع عدة في باريس، مشيراً إلى مشاركة ســـلاح الجو الفرنسي تحت قيادة الولايات المتحـــدة الأميركية في غارات فـــوق الأراضي السورية.
وقال فؤاد إن لدى فرنسا قصوراً أمنياً لأنها تعرضت لهجوم إرهابي منذ أشهر عدة، معتبراً وقوع هجمات في باريس بعد أشهر قليلة على حادث «شارلي إبيدو» دليلاً على «قصور أمني خطير».
أما اللواء علاء عز الدين، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية المصري، فقد رأى أن «المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، فعندما يضرب الإرهاب الدول العربية لا يكترث ولكن في حال تسرب الإرهاب الى الدول الغربية ينتفض العالم بكامله»، مضيفاً أنه من الصعب أن يتبنى العالم استراتيجية دولية لمواجهة الإرهاب.
وأعرب المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية عن توقعه أن تشهد فرنسا حالة من العنصرية خاصة مع العرب والمسلمين نتيجة ما تعرضت له من حوادث إرهابية بالأمس وبالماضي القريب على غرار ما حدث عقب أحداث الحادي عشر من أيلول.
وأوضح «عز الدين» أن مصر منذ زمن بعيد وهي تدعو المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب ووضع استراتيجية لمكافحته ولكن دائماً ما يكون الخلاف على تعريف الإرهاب، حيث كل طرف يرى الإرهاب من منظوره الخاص.
وتابع إن «الدول الغربية ترى في مقاومة المحتل إرهاباً وهو ما ترفضه الدول العربية»، مشيراً الى أنه إذا توافقت الدول الغربية مع العربية في تعريف الإرهاب فإن ذلك سيضع الغرب في مواجهة من صنعهم من جماعات الإرهاب.