«أحمر»… دراما شبابية من نوع آخر
دمشق ـ آمنة ملحم
يبدو أن التعاون الذي خرج به الفنان يامن الحجلي والسيناريست علي وجيه من «العناية المشدّدة» بنجاح لافت، ببوابة السيناريو المختلف، قد قدّم صورة عن الحياة السورية الأليمة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد، وطرح نماذج جريئة لم تتطرّق إليها الدراما السورية بتجسيد كهذا من قبل. يبدو أن ذلك لم يكن سوى مقدّمة ربما لشراكة قد تستمر وتثمر نماذج درامية من نوع آخر. إذ لن نشهد هذه السنة نمطاً جديداً لدراما الأزمة، التي منها انطلق الشابان بإبداعهما، إنما سندخل معهما عالم الجريمة التي ستحصل في إحدى الحارات الدمشقية القديمة، لتكون انطلاقة يبدأ بها عملهما «أحمر»، الذي كتبا نصّه معاً، وسيكون الحجلي أحد أبطاله.
النجمان عباس النوري وسلاف فواخرجي أوّل الأبطال المعلن عنهما في الحكاية التي تعدّ الحضور الدرامي الأول لهما هذه السنة، وستتمحور أحداث الحكاية حول ستة أشخاص رئيسيين فيها، يعيشون الجريمة أمام كاميرا المخرج الشاب جود سعيد، الذي ينطلق في عالم الدراما التلفزيونية معلناً عن تجربته الأولى بعد سلسلة أفلام روائية طويلة قدّمها في السينما، وحصد جوائز إبداعية عدّة من خلالها.
كاميرا جود سعيد السينمائية التي توقفت منذ فترة قصيرة معلنة انتهاء فيلم «رجل وثلاثة أيام»، ستنطلق تلفزيونياً مع «أحمر» مطلع كانون الأول المقبل وفق تصريح الحجلي إلى «البناء»، ليبدأ تصوير العمل الذي سيكون جاهزاً لرمضان 2016، ومن إنتاج شركة «سما الفنّ الدولية». أحداث «أحمر» تبدأ في إحدى الحارات الدمشقية القديمة مع مقتل القاضي «خالد» الذي يجسّد شخصيته عباس النوري، ليتولّى التحقيق في الجريمة صديقه «العميد حليم». ومع التحقيق، تُكشَف ارتباطات لخالد برجل أعمال فاسد ومتنفّذ، وكذلك أخته التي تظهر كسيدة مجتمع مخمليّ متستّرة بستارة الجمعيات الخيرية لتمارس أفعالها من دون شبهات قد تثار حولها.
وسنرى سلاف فواخرجي بدور «سماح»، وهي صحافية ومذيعة تشهد جريمة القتل التي تحصل في حارتها، وتعمل أيضاً على كشف ملابسات هذه الجريمة من خلال تحقيق صحافي، بينما تعيش قصة حبّ عاصفة، ويكون لتلك الحادثة تأثير كبيرٌ عليها، إذ تمرّ بنقاط تحوّل كبيرة في حياتها الشخصية ومسيرتها المهنية.
يامن الحجلي وعلي وجيه وجود سعيد سينطلقون في عالم «أحمر» الذي ستكون الأحداث الجارية في البلاد خلفية لحكايته. ومعه سنشهد انطلاقة جديدة لصنّاع من جيل الشباب، استطاعوا جذب أبطال نجوم في الدراما السورية، ليكون ذلك شبه تصريح بجدارة النصّ المقدّم و«الحدّوتة» وليثبتوا بذلك أن الشباب الفني قادر على تقديم الأفضل بعيداً عمّا يسمّى بالظاهرة المستحدثة «دراما الشباب» التي خلقت نمطاً درامياً رديئاً بذريعة الصنّاع الشباب، وحصدت انتقادات ستطول وتستمر، لا سيما مع وجود شباب كهؤلاء، متمسكين بجدّية ما تصنعه أيديهم.