رسالة الدم في صندوق البريد الفرنسي… مَن المُرسِل يا هولاند؟
نارام سرجون
ليس من حق أحد في هذا العالم أن يسألنا إنْ كنا قد أصابنا الحزن لمصاب باريس، فليس من العدل أن يُسأل الجرح النازف وشفاهه تفيض دماً عن شعوره تجاه نزيف الآخرين، وليس من الإنصاف أن يُسأل شخص غريق عن شعوره إزاء غريق آخر يستجير، ولذلك ليس من حق أحد أن يسألنا عن شعورنا تجاه هجوم باريس، لأنّ كلّ شارع في سورية يكاد كلّ يوم منذ خمس سنوات يرى ما رأته باريس، وكلّ برودنا لا يديننا اذا لم نبك على الآخرين عندما لم يبك الآخرون علينا، نحن متنا واحترقنا وفقدنا أطفالنا وأحبّتنا ولم تتسابق عواصم العالم لوضع الزهور وإيقاد الشموع أمام سفاراتنا ورفع شعارات كلنا سوريون ، بل كانوا يقولون إننا نتألم من مخاض الحرية!
ولكن كم هو صعب أن نشبه عدوّنا، وكم هو مذلّ أن نجد أنه حوّلنا وجعلنا رغماً عنا نسخة منه، نهلّل لموت العابرين الذين يلاقيهم الموت صدفة، ونتلذّذ ببكاء الأطفال الذين يختارهم القدر صدفة ليجعلهم أيتاماً، سيقشعرّ جسدي رعباً وأنا أحسً أنني صرت أشبه أعدائي، فما الفرق بيني وبينهم عندما يصبح قلبي بلا رحمة؟ وماذا يعني إنْ كانوا هم من أكلوا قلوب البشر وأكبادهم وأنا من صرت بلا قلب؟ كأنهم أكلوا قلبي أنا وتركوا صدري فارغاً إلا من العظام وصرت أمشي بجسد بلا قلب، وماذا يعني إنْ كانوا هم من قطعوا رؤوس الضحايا وفصلوها عن أجسادها، ولكني بسبب وحشيتهم لم أعد أحسّ أنني أحمل رأساً بل تركوني جسداً بلا رأس؟ ماذا يعني أن أنتصر بجسدي عليهم وقد أخذوا منه قلبي وعقلي وعواطفي وجوارحي وانفعالاتي؟ تباً لهذا النصر وتباً لهذه الحرب التي سأكسبها وقد خسرت فيها قلبي وعقلي وصرت جسداً مفرغاً من أحشائه وحشاشاته كالمومياء، وصرت مثل مثقفي الثورات النفطية، انّ نصري سيكون مخضّباً بالهزيمة الأخلاقية،
انني أحمد الله أنني لا أنتمي الى مدرسة الإسلاميين الحديثة التي ترى في موت الأغيار شفاء لآلام الروح، وأحمد الله أنني لا أنتمي الى فقه الكراهية الذي يشربه المعارضون الإسلاميون وقد أدمنوا عليه كما الإدمان على المخدرات، تلك المدرسة التي ترى أنّ قتل الموالين في شوارع حمص وفي دمشق وحلب فيه مسرّة للضمير، وأنّ قتل المارة في أسواق بغداد الفقيرة وشارع المتنبي مدعاة للحبور والرضى وراحة النفس، والتي ترى أن قطف حياة العابرين على أرصفة الضاحية الجنوبية يشبه قطف العسل، والتي انتشت وقرعت الأنخاب لموت المسافرين الروس وتناثر أطفالهم في الصحراء، انها مدرسة الكراهية التي تنتصر عليك وتأكل لك قلبك، وتتركك مجرد نسخة مماثلة مثل نيغاتيف صورة ضوئية مطابقة لهم وتتعاكس معهم في ألوانها السوداء والبيضاء فقط!
كم يحتاج أحدنا في فواجع الآخرين الى طاقة عالية ليكتم نداء الثأر فيه وليخمد نار التشفّي، وكم جاهدت قلبي بالأمس وأنا أراقب شوارع باريس ليتوقف عن رغبته في أن يكون مثل قلوب المعارضين الذين يقطفون العسل من أجساد شهدائنا في الشوارع، ويغزلون أناشيدهم من أنين أمهاتنا وتوجّع الآباء، في أحداث باريس لن أبحث عن براءتي من البربرية ولن أقدّم من داخل قلبي وثائق تثبت أنه على ما أقول شهيد، ولكن مأساة باريس، ذكرتني أنني بشر، وأنّ لي قلباً وعقلاً، وأنني لن أشبه من أكره ومن أحارب، ولكنها ذكرتني أيضاً أنني انسان وأتلذّذ بذلّ الأشرار لأنني بصراحة تلذّذت بإذلال فرنسوا هولاند وهو يرى أنّ مشروعه في سورية أوصله الى نهاية الطريق السياسي وانه سينضمّ الى قائمة الذين انتهت أيامهم قبل أيام الأسد، وأعتقد أنه صار في ضمير كلّ فرنسي يتحمّل ذنب من قتلوا في باريس وهو يصرّ على صداقة أمهات الدواعش…
ليست التفجيرات في المدن طريقة لكسب الحرب، ولكن الشوارع التي تتفجّر دوماً تكون بمثابة صناديق بريد، وأما الانتحاريون والمنفذون فهم سعاة البريد الدموي، ومثل كلّ سعاة البريد الذين يوصلون الرسائل لا يعرفون المرسل ولا فحوى الرسالة، وكلّ المتفجرات رسائل وطرود بريدية، يدفع ثمنها أبرياء ولا ذنب لهم، وبعد كلّ تفجير يُعنى المحققون بكلّ تفاصيل الانفجار، هل هو بانتحاري أم سيارة مفخخة؟ وما هي المادة المتفجرة؟ وما هي هوية المنفذين؟ وكم زنة القنبلة ووو…؟ ولكن الأدمغة السياسية ترمي بكلّ هذه التفاصيل ولا يهمّها كثيراً ساعي البريد الجاهل، بل تحاول أن تعرف هوية المرسل وعنوانه، وأن تقرأ الرسالة المشفرة بدقة وحرفاً حرفاً.
السعودية الأكثر إرسالاً!!
السعودية هي أكثر الدول التي ترسل الطرود البريدية القاتلة الى شوارع بغداد ودمشق عبر سعاة البريد المتمثلين بـ«جبهة النصرة» و«داعش» و«جيش الاسلام» وغيرهم، واستنبول أرسلت بدورها مئات الرسائل البريدية التي حملها نفس سعاة البريد، أيّ «داعش» و«النصرة» وكلّ التنظيمات الإخوانية والإسلامية الى شوارعنا، ونحن كنا نعرف المرسِل وعنوانه، واخترنا أن نقتل سعاة البريد اليوم، وغداً نقتل أصحاب الرسائل.
ولكن من الذي وضع الرسالة في صندوق بريد باريس؟ ومنذ أسابيع وضع رسالة قاتلة في صندوق البريد الروسي وانفجرت الطائرة الروسية فوق سيناء وادّعت «داعش» أنها هي التي وضعت الرسالة، ثم قيل انّ «داعش» هي التي ارسلت رسالة الى الضاحية الجنوبية منذ يومين.
لا أزال غير قادر على قبول الأشياء دون أن أمرّرها على أسئلتي التي تحقق معها وتسألها، فإذا كنا نقول بانّ «داعش» هي صناعة تركية سعودية وفق تصميم غربي أميركي جرى فيه استعمال ضباط الجيش العراقي الذي بناه الرئيس صدام حسين بعد قرار بول بريمر بتسريحهم والذين صاروا بلا عمل ولا مال حيث تسلّمتهم المخابرات السعودية واستغلت نقمتهم على أبناء جلدتهم القادمين على متن الدبابات الاميركية، ولذلك نجد أنّ «داعش» تقاتل بحرفية عالية لأنّ كثيراً من الجنرالات السابقين للجيش المنحلّ العراقي والحرس الجمهوري يقودون ويدرّبون المتطوّعين في عملية ثأر واضحة، ولكنها تستخدم من قبل الغرب لتنفيذ مشروع تفتيت سورية والعراق، فكيف يصحّ أن نقبل أنّ «داعش» تضرب العواصم التي ترسل لها الحليب والرصاص والمجاهدين ومجاهدات النكاح؟ وقادة الدواعش يعلمون أنهم لا يريدون مزيداً من الأعداء، ونحن نعلم أنّ تركيا هي التي كلفت من قبل الغرب برعاية «داعش» وزراعتها كما حقول الأفيون، ونحن نرى انّ الاتراك يقولون علناً إنهم عقدوا معهم صفقة عدم اعتداء، فلماذا يضرب الدواعش أقرب حلفاء تركيا التي ترضعهم وهي باريس؟ فهذا سيقلب عليهم اتفاق تركيا معهم؟
وطبعاً صار من الجنون أن يفكر أحد أنّ النظرية التي روّجتها المعارضة من أنّ «داعش» صناعة المخابرات السورية والإيرانية منطقية، لأنّ سير الأحداث يشير الى أنّ أكثر من تأذّى من «داعش» هي الدولة السورية، وسقطت نظرية ولاء «داعش» للنظام طالما أنها صارت تبتلع المدن التي تتبع الدولة مثل الرقة ودير الزور والحسكة، وبدت أنها تتقاسم العمل مع «جبهة النصرة» وتتكامل معها ومع بقية التنظيمات وتقوم بتدوير المعارك مع الجيش السوري وتقاسم الجغرافيا السورية.
اذاً من هو المرسِل الذي حمّل ساعي البريد داعش الرسالة الباريسية؟
تبدو محاولة التصدّي للغز معضلة وتحدياً للذكاء والمنطق، البعض حاول أن يبني نظريات بلا أجنحة ولا ريش ولكنها لافتة للنظر، بأنّ الهجوم على باريس فرصة للتدخل مباشرة في سورية لأنّ الحادثة الضخمة صارت تعطي مبرّراً للتدخل الغربي كما استثمر الاميركيون أحداث 11 ايلول لاجتياح العراق وأفغانستان، ولكن لمَ يحتاج الغرب هذا السيناريو الدموي الرهيب الذي يطيح ياستقرار عضو فيه ويعرّضه للتوتر الاجتماعي مع المسلمين وهو في الأصل لديه تفويض أممي بموافقة الروس بتشكيل تحالف لضرب «داعش» في سورية؟ يقول البعض انّ هذه مقدّمة لتفويض أردوغان بتنفيذ احتلال شمال سورية برّياً بحجة ملاحقة «داعش» وجهاً لوجه، وبذلك يكون أردوغان قد اعيد الى السلطة لتنفيذ هذه المهمة حيث يزيل «داعش» وينهي مهمتها، ولكنه يغيّر فقط علم «داعش» ولباسها واسمها لتصبح معارضة معتدلة يحمي الناتو التركي وجودها…
وبريط الأشياء يبدو أنّ من أرسل الرسالة الباريسية عبر «داعش» هي المخابرات التركية – غالباً دون تنسيق مع المخابرات الفرنسية – وكما دفعت بأمواج المهاجرين فإنها هي التي دفعت ورتبت لعملية باريس لأنّ تركيا ستكون قادرة بعدها على التبرّع للناتو وللشعوب الأوروبية بفكرة أنها هي التي ستحارب بجيشها وتجتاح «داعش» وتدمّر عاصمتها في الرقة، وتحصل على تفويض الناتو ودعم شعبي غربي، فيدخل «المخلص القبضاي» أردوغان الى سورية ويطرد الدواعش نظرياً ولكنه فقط سيغيّر اسمهم، ولباسهم وعلمهم ليكون علماً معتدلاً! ويؤيد هذه الفرضية أنّ هجوم باريس حدث بعد فترة وجيزة من عودة أردوغان إلى الحكم الفردي في تركيا، ومنذ ذلك حدثت ثلاث هجمات دولية، وكذلك تصريح أردوغان منذ أيام قبل الهجوم على باريس من أنّ «حلفاءه يقتربون من فكرة إقامة منطقة عازلة في شمال سورية»، وانه جهّز آلاف الجنود قرب جرابلس للتحرك حسب بعض التقارير، ويبدو أردوغان أكثر «الانتحاريين» إصراراً على إيجاد مبرّر ودعم لإيقاف تقدّم الجيش السوري في الشمال بأيّ ثمن حتى من جسد حليفه الفرنسي…
ويفيد رأي آخر أنّ تركيا غاضبة من أوروبا بسبب دعم الأوروبيين للأكراد ومن قيام الفرنسيين تحديداً بمبادرة لتسليحهم واستعمالهم كورقة في الشمال السوري وتقاسم النفوذ هناك مع الاميركيين، وهذا ما طيّر صواب الأتراك لأنهم يرون في قوة الأكراد تهديداً صريحاً لهم، فقرّروا إطلاق عمليات «داعش» في أوروبا لابتزازها في الموضوع الكردي تحديداً والسماح لها بعملية برية في سورية لن تكون «داعش» هدفها إنما عنوانها، ولكنها تهدف الى تحطيم الأكراد السوريين وإرهاب أكراد تركيا بمصير مشابه اذا تمرّدوا،
ولكن هذا الوهم التركي يغفل وجود الروس الذين لم يأتوا الى سورية ليصبح الناتو شريكاً لهم فيها، ولا تركيا، وهو أيضاً يطيح بنظرية الروس المفضلة بأنّ الجيش السوري وحده هو المخوّل بالقتال على الارض، ودخول تركيا برياً الى نطاقهم الاستراتيجي هو إعلان حرب عالمية في نظر الروس، دون نقاش، لأنه يعني أنّ السيطرة الناتوية على جزء من سورية ستؤسّس لدولة متطرفة معادية للروس في جزء من سورية ستلاحقهم مستقبلاً حتى سيبيريا.
اذا تبيّن أنّ الأتراك هم الذين يتلاعبون بعمليات «داعش» الإرهابية لغاياتهم السياسية، فإنّ عليهم أن يخشوا شيئاً واحداً فقط هو الانتقام الروسي وليس الفرنسي، فإذا ما ثبت أنّ الطائرة الروسية قد أسقطت بتدخل تركي لتوجيه رسالة قاسية الى روسيا بسبب دورها في سورية، فالروس معروفون أنهم يجيدون ردّ الدروس القاسية لمن يتلاعب بأمنهم ويحاول ابتزازهم بأمنهم، فهم قد انتحروا وقدّموا ثلث سكانهم قرابين من أجل إسقاط الرايخ الثالث والوصول الى مكتب هتلر لأنه أراد أن يلقّنهم درساً، أما التنظيمات الإرهابية وأجهزة المخابرات التركية فعليها الحذر بشدّة من غضب الروس لأنّ لهم وسائل لا تعرف الرحمة في الردّ الاستخباري، وذكر البعض مثالاً على قسوة الروس على أيّ محاولة للتلاعب بأعصابهم وابتزازهم بأنّ البريطانيين عندما اختطف القسّ تيري ويت في بيروت في الثمانينات أوعزوا الى إحدى الفصائل اللبنانية باختطاف ديبلوماسي روسي لاستعماله كرهينة ليضغط بسببه الروس على السوريين الذين سيضغطون على حلفائهم للإسراع بتحرير تيري ويت لأنّ القناعة كانت لدى البريطانيين بأنّ السوريين هم من يملك القرار بإطلاق تيري ويت، ولكن الروس عندما وجدوا أنهم يواجهون هذه المعضلة والابتزاز ردّوا بطريقة قاسية جداً، اذ أن «الكي جي بي» اختطف خلال أيام شقيق قائد الفصيل اللبناني المرتبط بالمخابرات البريطانية، وفي اليوم التالي أرسل «الكي جي بي» الى قائد الفصيل اللبناني صندوقاً وضعت فيه خصيتا شقيقه مع رسالة تقول بأنه سيتلقى كلّ يوم قطعة من جسده إذا لم يطلق سراح الديبلوماسي فوراً، ومن الأفضل أن يصل الشقيق حياً الى أهله، وبالفعل أطلق سراح الديبلوماسي الروسي على الفور، ولم يكرّر أحد هذا الابتزاز مع الروس.
واذا اعتقد أحد أنه سيمكنه ابتزاز الروس بالإرهاب فعليه أن يحاذر على خصيتيه! والكلام هنا لأردوغان ومخابراته التي تحاول استعمال «داعش» وتذكير له بأنّ الروس لا يشبهون الفرنسيين، وأنّ عليه أن يحتاط في اللعب مع الروس بالإرهاب حفاظاً على خصيتيه، وهذه النصيحة يمكن تعميمها على كلّ القادة الخليجيين الذين يعتقدون أنّ «داعش» أو الإرهاب عموماً سيقدر على تغيير خطط الروس…
مَن المرسل الحقيقي
الأيام القليلة المقبلة ستكشف عن هوية المرسِل الحقيقي للرسالة الباريسية، من خلال تصرّف الغرب وسلوكياته الإعلامية، ولكن لفت نظري اليوم أنّ «بي بي سي» البريطانية نقلت ولأول مرة تنديد الرئيس السوري بشار الأسد بالعملية من دون أن تنال منه أو تلومه، وبدا الخبر وكأنه اعتراف لأول مرة بأنّ الأسد جادّ في محاربة الإرهاب، وأنّ رأيه مهمّ في هذا الشأن ويجب أن يكون له دور فيه.
ويبدو أنّ مزاج أوروبا صار يميل مع المزاج الروسي منذ فترة وازداد التقدير للدور الروسي بعد هجوم باريس، وتظهر اللعبة التركية الاستخبارية غبية جداً وسيدفع ثمنها المعارضون السوريون والتنظيمات المسلحة الإسلامية التي سيبدأ العالم كما ورد في مباحثات فيينا في إبعادها وتصنيف معظمها إرهابية والإبقاء على هياكل قديمة متآكلة لـ«الجيش الحرّ»، كما تروّج روسيا أنه يتعاون معها في تزويدها بمعلومات، تمهيداً لجعله وهو ضعيف ممثلاً عن القوى المعارضة، وهذا ما سيضعه في مواجهة قوى التكفير التي ستكون كفيلة بإضعافه أكثر، وسيتولى الروس إضعاف هذه التنظيمات بدورهم، لإطلاق المشروع السياسي الذي رسموه مع القيادة السورية مع بقايا معارضة مسلحة لا تقدّم ولا تؤخر.
مما سبق نجد أنّ الغرب صار يدفع ثمن سكوته عن نموّ الإرهاب في سورية، لأنّ «داعش» كذراع لأجهزة المخابرات الغربية صارت تستعمل حتى في عمليات ليّ الذراع والألعاب الخطرة بين السياسيّين، ومن هنا يمكن فهم تحذير الرئيس الأسد وتشريحه للحقيقة بأنّ الإرهاب الذي يغضّ الغرب النظر عنه سيرتدّ عليه حتماً، سواء تمرّد هذا الإرهاب وشبّ عن الطوق أم دخل كأداة في الصراعات السياسية وعمليات الابتزاز المتبادلة بين السياسيين وأجهزة المخابرات، ولذلك فإنّ الروس أيضاً قلقون من أنّ نجاح تجربة الأذرع الاستخبارية قد تكون سبباً في تسليطها على روسيا، ولذلك فإنهم قرّروا الدخول لقطع الذراع، وسترسل روسيا كلّ يوم قطعة من أجساد وأعضاء وأذرع التنظيمات الإسلامية في صندوق، الى مكاتب المخابرات الراعية لها، اللسان والعين والأذن والأصابع والقلب، و… أشياء أخرى، ستصل تباعاً في صناديق، لا تشبه صناديق البريد…