أنصارالله: الحل السياسي مرهون بأميركا والسعودية
خالفت معركة تعز توقعات التحالف السعودي في تحقيق إنجاز عسكري يوظف سياسياً، لا يتردد المراقبون بالقول إن هذه المدينة بإمكانها قلب معادلة الصراع جذرياً نظراً لأهميتها الاستراتيجية ومدى تأثيرها في سير الأحداث على مستوى الساحة اليمنية.
أكد الناطق الرسمي لحركة أنصار الله محمد عبدالسلام أن مسار التفاوض مرهون برغبة أميركا والسعودية في الاتجاه نحو الحل السياسي، مؤكداً أن وفد الحركة سيشارك في الحوار المزمع عقده بسويسرا وينتظر إجابات من المبعوث الأممي.
وفي مقابلة مع صحيفة «صدى المسيرة»، أوضح محمد عبدالسلام أن لا مشكلة فكرية أو سياسية بين أنصار الله وحزب الإصلاح، قائلاً: «لا مشكلة لنا مع الإخوة في حزب الإصلاح لا من مواقفهم السياسية أو الفكرية موقفنا هو من العدوان الخارجي على البلد ومن سانده من أي فصيل كان»، متسائلاً: «هل هناك يمني وطني مخلص لوطنه وبلده يريد أن يكون اليمن كالعراق وسورية وليبيا؟»
ونوّه عبدالسلام إلى أن «هناك الكثير من قيادات الإصلاح وكوادره رفضت العدوان ونعتقد أن هؤلاء جديرون أن يحافظوا على الحزب من أي سقوط أخلاقي في قضية وطنية».
وبالنسبة للتيار السلفي، قال المتحدث باسم أنصار الله إن العدوان أفرز «مواقف وطنية ثابتة للكثيرين من المحسوبين على الفكر السلفي من خلال رفضهم للعدوان وحصار الشعب».
«كلما استطعنا أن نجعل من التنوع السياسي والفكري حالة إيجابية كلما أثرينا واقعنا السياسي والاجتماعي بمزيد من التلاحم الوطني لبناء بلدنا»، قال عبدالسلام.
إلا أنه لفت أن « لا حصانة لأي متعاون مع الغزو الأجنبي».
وقال المتحدث باسم أنصار الله إن «العدوان يتحمل المسؤولية التأريخية لقتله الشعب اليمني في كل مكان، في البيوت في القرى في الأسواق في التجمعات السكانية وفي كل شبر من الوطن»، مضيفاً أن «العدوان لا يتورع عن قتل أي يمني، ويسعى إلى استهداف الأسرى في أي مكان حتى لو كانوا من جنوده وقد قصف سجون الأسرى في الحرب السادسة». وأشار إلى أن «من يرفض الإفراج عن المعتقلين من كل الأطراف هو العدوان ومن يدور في فلكه»، متحدثاً عن قصف الطيران السعودي لوحدة «عسكرية للغزاة»، وقتل عناصرها بالكامل، بعد محاصرتها أثناء محاولتها تنفيذ عمليات أسر.
وقال محمد عبدالسلام : «في حال تم الكشف عن المعتقلين وهناك من قصفه الطيران سيتحمل العدوان كامل المسؤولية كما هي الحال في عدوانه الشامل على اليمن». وأردف: «لا تتحمل الأجهزة الأمنية أية مسؤولية عن استهداف الطيران لأي معتقل والذي يتحمل كامل المسئولية هو من قصف اليمنيين بعشرات الآلاف من الغارات وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة».
وفي تعليقه على الهجمات الإرهابية التي طالت العاصمة الفرنسية مؤخراً، رأى المتحدث باسم حركة أنصار الله أن «فرنسا مؤيدة للعدوان على اليمن وداعمة بشكل أو بآخر للقاعدة وداعش، لكن لا يمنعنا هذا من الموقف الحق وإدانة الإجرام».
ميدانياً، قتل وإصابة العشرات من مرتزقة العدوان السعودي في قصف يمني لمواقعهم بمنطقة السعراء شرق معسكر اللبنات بمحافظة الجوف.
وقالت مصادر إن القوات اليمنية المشتركة تمكنت من تدمير دبابة إبرامز سعودية والقضاء على أفراد طاقمها بعد استهدافها بصاروخ موجه في موقع المخروق بنجران.
من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري مصرع وجرح عدد من مرتزقة العدوان وتدمير مدرعتين لهم خلال محاولة فاشلة للتقدم باتجاه الوازعية بمحافظة تعز.
وأصاب الجيش اليمني واللجان الشعبية بحسب المصادر زورقاً حربياً للغزاة بتحالف العدوان السعودي قبالة سواحل المخاء في محافظة تعز.
وفي السياق، استمرت غارات التحالف السعودي على المحافظة وآخرها استهدف القصر الجمهوري وتبة سوفتيل بمنطقة الحوبان شمال تعز.
وفي منطقة نجد قسيم تتواصل المعارك بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات هادي المسنودة بمقاتلي حزب الإصلاح من جهة أخرى.
استطاع الجيش تأمين مفرق الطرق الذي يربط بين جبهة الضباب وجبهة مشرعة وحدنان، مصدر عسكري يؤكد أن تأمين هذه الطرق سيضيق الخناق على مسلحي الإصلاح والقاعدة المتمركزين في جبل حبشي وما تبقى من جبل صبر المطل على مدينة تعز.
مواجهات مماثلة تشهدها مناطق الأحيوق والزيدية والمنصورة بمديرية الوازعية القريبة من محافظة لحج جنوب غربي تعز.
وفي مديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار شنت الطائرات السعودية سلسلة غارات كذلك استهدفت منطقة الشبيب بمديرية حبيش شمال محافظة إب وسط اليمن ومنطقة الجدعان غرب مأرب ولبنات في محافظة الجوف شرق اليمن.
أما في محافظة لحج فاستهدفت طائرات التحالف السعودي مركز مديرية القبيطة، كذلك كان سوق الخميس بمديرية ساقين في صعدة هدفاً لثلاث غارات.
وعلى الحدود اليمنية السعودية أعلن مصدر عسكري يمني استهداف القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية موقع الرملة العسكري ومركز العين الحارة في جيزان. أما في نجران فاستهدفت معسكر بليالين وموقع السديس.