عبد الحميد أباعود المدبر المحتمل لهجمات باريس

توقع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن يضرب الإرهاب بلاده مجدداً خلال الأسابيع المقبلة، وهدد الأجانب الذين لا يحترمون مبادئ الجمهورية بالطرد خارج البلاد، وقال: «سنعيش لفترة طويلة تحت هذا التهديد وعلينا أن نستعد لذلك».

وأضاف فالس في مقابلة تلفزيونية «إن الشرطة أجرت مداهمات في مناطق عدة بفرنسا للقبض على عناصر محتملة لتنظيم «داعش» الإرهابي، الذي سنعمل على ضربه بلا هوادة على كل الجبهات»، في إشارة إلى الغارات الفرنسية على مواقع التنظيم في سورية.

كما طالب رئيس وزراء فرنسا بضرورة إغلاق المساجد والجمعيات التي لا تحترم مبادئ الجمهورية الفرنسية، مؤكداً ضرورة طرد كل الأجانب الذين يتبنون خطاباً متطرفاً ضد قيم الفرنسيين.

من ناحية أخرى، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف أن الاستخبارات الفرنسية توصلت إلى 162 مشتبهاً به في الهجمات، مؤكداً توقيف 104 أشخاص.

وأكد أن السلطات الفرنسية مستعدة لبدء ترحيل الأئمة الذين سجل إلقائهم خطباً متشددة وإغلاق «المساجد التي يجرى فيها الترويج للكراهية». وشدد قائلاً: «الإرهابيون لن يدمروا الجمهورية أبداً، بل الجمهورية هي التي ستقضي عليهم».

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن مقاتلاتها شنت أكبر غاراتها في سورية على معقل تنظيم «داعش» في الرقة، وذلك بعد يومين من إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجمات منسقة في باريس.

وأضافت الوزارة في بيان: «الغارة… التي شاركت فيها 10 مقاتلات نفذت بشكل متزامن من الإمارات العربية المتحدة والأردن. تم إلقاء 20 قنبلة».

وقالت إن العملية التي نُفذت بالتنسيق مع القوات الأميركية أصابت مركزاً للقيادة ومركزاً لتجنيد المتشددين ومستودع ذخيرة ومعسكر تدريب للمقاتلين.

الى ذلك، نقلت إذاعة «RTL» الفرنسية عن الاستخبارات البلجيكية اشتباهها بأن مواطناً بلجيكياً من أصل مغربي يدعو عبد الحميد أباعود موّل هجمات باريس التي قتل فيها ما يربو عن 130 شخصاً.

وأوضحت الإذاعة أن أباعود يعد العقل المدبر للخلية الإرهابية التي فككتها الأجهزة الأمنية في مدينة فيرفيه في أوائل عام 2015، مشيرة أن المشتبه به يبلغ من العمر 28 سنة قد حارب في صفوف «داعش» في سورية، حيث كان من أوحش جلادي التنظيم.

وتعتقد الاستخبارات أنه أشرف على الاعتداءات في العاصمة الفرنسية إذ كان على اتصال مباشر بالانتحاريين الذين نفذوا الهجمات، كما سبق للاستخبارات أن لاحقت تحركاته حتى اختفائه في اليونان في وقت سابق من العام الحالي.

يذكر أن الأجهزة الأمنية البلجيكية فككت الخلية الإرهابية في فيرفيه بعد الهجوم على هيئة التحرير لمجلة «شارلي إيبدو» في باريس يوم 7 كانون الثاني الماضي. وأبدى أعضاء الخلية مقاومة لدى اعتقالهم، وفي تبادل إطلاق النار قتل 3 منهم، فيما تمكن آخرون من الهرب، وقامت الاستخبارات البلجيكية بملاحقتهم.

وألقت الشرطة البلجيكية القبض على عبد السلام صلاح المشتبه بتورطه في هجمات باريس، وقالت إنه تم استخدام الغاز المسيل للدموع في أثناء العملية.

وجرت العملية في حي مولنبيك حيث سمع دوي إطلاق النار، فيما قالت قنوات محلية أن أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة شاركوا في العملية.

وفي السياق، أعلن النائب العام الفرنسي فرانسوا مولينس أمس تحديد هوية 5 من منفذي الهجمات في باريس، موضحاً أن بصمات أحد الإرهابيين الذين نفذوا التفجيرات قرب ملعب «ستاد دي فرانس» تتطابق مع بصمات مهاجر سبق له أن وصل سواحل اليونان.

وفي ما يخص جواز سفر سوري قيل أنه تم عثور عليه قرب جثة أحد الإرهابيين، قال النائب العام إن الاستخبارات ما زالت تدرسه للتحقق من صلاحيته.

وفي وقت سابق، أعلن النائب العام تحديد هوية 3 من منفذي الهجمات. وكشف أنه سبق لاثنين من المهاجمين أن سكنا في بلجيكا، على الرغم من أنهما من حاملي الجنسية الفرنسية. ويبلغ أحدهما وهو من الإرهابيين الثلاثة الذين فجروا أنفسهم أمام ملعب «ستاد دي فرانس»، يبلغ من العمر 20 سنة، أما الثاني والبالغ من العمر 31 سنة، ففجر حزامه الناسف في بولفار فولتير.

والانتحاري الفرنسي الأول الذي حددت هويته هو عمر إسماعيل مصطفائي 29 سنة ، وهو فرنسي مولود في ضواحي باريس.

كما تحدثت وسائل إعلام فرنسية عن تحديد هوية مهاجم رابع. وبحسب وسائل الإعلام، يدعى الإرهابي الرابع سامي عميمور، وتسكن أسرته في مدينة في سان ديني بضواحي باريس.

وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام فرنسية عن تحديد هوية أحدد المهاجمين يدعى «Abbdulakbak B « وعن العثور على جواز سفر سوري تابع لشخص يحمل اسم أحمد المحمد المولود في العاشر من أيلول عام 1990 في مكان أحد الهجمات. كما يعتقد أن مواطناً فرنسياً يُدعى بلال حادفي ويبلغ من العمر 20 سنة، أيضا شارك في تنفيذ الهجمات.

ونقلت وسائل إعلام فرنسية تفاصيل عن سامي عميمور الذي يعتقد أنه كان أحد منفذي الهجوم على قاعة «باتاكلان» والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.

وبحسب وسائل الإعلام، فقد ولد عميمور في عام 1987، وفي عام 2012 واجه تهمة الانتماء إلى منظمة إجرامية يعتقد أن السلطات كانت تراقب تحركاته منذ محاولته الفرار إلى اليمن ، إلا أنه لم يسجن. وفي العام الذي تلاه، تمكن عميمور من تجنب مراقبة الاستخبارات والفرار إلى سورية حيث التحق بـ»داعش». واعتقلت السلطات 3 من أفراد عائلة عميمور بعد وقوع هجمات باريس.

من جانب آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي رفيع المستوى أن الحكومة التركية أبلغت باريس مرتين وتحديداً في كانون الأول عام 2014 وفي حزيران عام 2015، عن الخطر الذي قد يمثله عمر إسماعيل مصطفائي، وهو أيضاً من مجموعة المهاجمين على «باتاكلان».

وأوضح المسؤول أن الجانب التركي لم يتلقَّ أي طلب فرنسي للحصول على معلومات عن مصطفائي إلا بعد وقوع الهجمات. وأوضح أن مصطفائي دخل الأراضي التركية عام 2013، من حيث توجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، لكن لا تتوفر للسلطات التركية أية معلومات حول مغادرته للمنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى