حزب الله: الفرصة ما زالت سانحة للتسوية الداخلية وانتظار الخارج عقيم
أكّد حزب الله أن لا بديل عن التسوية الداخلية موضّحاً أنّ التسوية فيها تنازلات ومكاسب ولا يوجد تسوية بمكاسب فقط.
قاسم
و في هذا الإطار، لفتَ نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال لمناسبة «يوم الشهيد» في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية – الحدث، إلى أنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله «طرح تسوية داخلية نعتبرها ضرورية ليتلقّى المواطنون والمسؤولون هذه المبادرة بإيجابية»، موضّحاً أنّ «هذه التسوية الداخلية اليوم لا بديل عنها لسببين: الأول أنّ انتظار التطورات الخارجية عقيم، لأنّ من كان يتوقع أن يربح في الخارج ليربح في الداخل، تبيّن أن هزائم الخارج تتالى وستتالى أكثر فأكثر، والثاني أنّ الفرصة مازالت سانحة في ظل استقرار أمني معقول ومناسب فنستطيع أن نلملم أوضاعنا وأن نناقش ونتحاور ونصل إلى النتائج المطلوبة».
أضاف: «ليكن معلوماً أنّ التسوية فيها تنازلات ومكاسب، لا يوجد تسوية بمكاسب فقط، أي علينا نحن أن نتنازل مقابل ما نربح، وعليهم هم أن يتنازلوا مقابل ما يربحون، لا يوجد في التسوية ربح خالص وخسارة خالصة. نحن ندعو إلى تسوية فيها تبادل للتنازلات والمكاسب من أجل انتهاز الفرصة والانتقال من لبنان الذي يشكو إلى لبنان المتعافي. هذا الأمر يتطلّب شجاعة وإقداماً، نحن نملك هذه الشجاعة ونتمنى أن يملكها كل القادة في لبنان».
وتطرّق إلى الوضع في سورية فأشار إلى أنّ «الجهات التي عملت في أفغانستان هي نفسها الجهات التي تعمل في سورية، التدريب والقدرة العسكرية والمال من السعودية ومن معها من بعض دول الخليج، وكل التسهيلات تُعطى لهؤلاء الإرهابيين من أجل أن يفتّتوا منطقتنا العربية والإسلامية، ومن أجل أن يسهِّلوا على إسرائيل مشروعها»، مؤكّداً أنّ «مواجهتهم بالنسبة إلينا هي جزء من مواجهة «إسرائيل»، يجب أن نحرمهم من أي بيئة حاضنة، وأن نجعلهم منبوذين بأفكارهم وأعمالهم، لأنّ هؤلاء يحملون مشروعاً واحداً هو مشروع قتل من عاداهم على هذه الأرض، لا يقبلون أحداً حتى أنهم لا يقبلون بعض من ينشقّون عنهم، وبالتالي هؤلاء أعداء للإنسانية وليس للمسلمين فقط».
وتابع «في قناعتنا ليست حربا سهلة ولكن بإمكاننا إفشالها، وبإمكاننا أن نواجههم وأن نقضي عليهم ونلاحقهم، مع هؤلاء التكفيريين ليس هناك خيار ثالث: إما الفوز وإما الهزيمة، علينا أن نهزمهم وبإمكاننا أن نفعل ذلك».
الموسوي
و اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي خلال رعايته حفل افتتاح «واحة شهداء بلدة رشاف» الجنوبية، بحضور والد ووالدة الشهيد عماد مغنية، وعدد من عوائل الشهداء بالإضافة إلى فعاليات وشخصيات وأهالي، أنّ «ما حصل من اعتداء على أهلنا الآمنين في ضاحية بيروت الجنوبية، هو نفسه العدوان الذي جرى في ضاحية باريس الشرقية، فكلاهما اعتداء على الإنسانية بحدّ ذاتها، ومن قتل في ضاحية بيروت الجنوبية قد قتل للأسباب نفسها في ضاحية باريس الشرقية، كما قتل من قبلها في بغداد وتونس وغيرها من البلاد، ولذلك فإنّ العالم بأسره يتأكد اليوم أنّ الخطر التكفيري ليس خطراً على حزب الله بعينه وليس تهديدا للشيعة كطائفة، وإنما هو خطر على الإنسانية جمعاء، وعلى الناس في أصقاع الأرض كلها».
وإذ رأى أنّ «على القوى الدولية بأسرها أن تُعيد النظر في أولوياتها السياسية»، أشار إلى أنّ «الأولوية الأولى باتت هي استئصال المجموعات التكفيرية، الأمر الذي يبدأ أولاً عبر وقف عمليات التمويل والتسليح والتدريب والتحريض ونقل الإرهابيين بين الدول».
ورأى أنّ «الفكر المسؤول عن إنتاج التكفيريين هو فكر معروف باسمه وباسم دُعاته، وكل نشر للفكر التكفيري وتحريض من أجل الالتزام به، هو عمل إرهابي يجب أن يلاحق».
وفي الختام، زرع الموسوي والحضور أشجار زيتون حملت قلادات بأسماء شهداء البلدة، ومن ثمّ توجّه الجميع لزيارة ضريح الشهيد الشيخ أحمد يحي «أبو ذرّ» وأضرحة شهداء المقاومة في البلدة.
وكان الموسوي استقبل في مكتبه في مجلس النواب، الممثل الدائم للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، على رأس وفد وعرض معه التطورات الراهنة وسبل معالجتها.
وقدّم الوفد للنائب الموسوي «تعازيه بشهداء الاعتداء الآثم في الضاحية الجنوبية».
ودار الحديث حول «الدور الذي يمكن أن تقوم به الأمم المتحدة، لمساعدة لبنان على معالجة أزماته، ولا سيّما أزمة اللاجئين السوريين».
على صعيد آخر، أقام حزب الله مراسم تكريمية في أماكن العمليات الاستشهادية التي نفّذتها المقاومة الإسلامية ضدّ أهداف للعدو الصهيوني خلال فترة احتلاله للبنان، وذلك في أجواء «يوم الشهيد»، بحضور النائب علي فياض، وقيادات من الحزب وعدد من العلماء والفعاليات وعوائل الشهداء، حيث وضعت أكاليل زهر على نصب الشهداء.
ودعا فياض خلال الجولة إلى «تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، وإلى التعاطي على قاعدة أنّ الخطر الإرهابي التكفيري هو أولوية يجب أن تُعطى كل الاهتمام والمتابعة، وكل الإمكانات والتوحّد في الطاقات والإرادات في سبيل هذه المواجهة، وكذلك هو الأمر على المستوى الإقليمي والدولي، حيث أنّ ثمّة حاجة لتعاون في سبيل أن نضع حدّاً لهذا التمدد التكفيري الذي لا يقف عند حدود، ولا يحسب أي حساب لأيّ قيم إنسانية أو أخلاقية أو دينية».