فياض لـ «أو تي في»: السعودية تريد تعويض خيباتها في سورية بتفجير العراق
قال الكاتب والمحلل السياسي حبيب فياض «إن الإجراءات الأمنية التي تقوم بها أجهزة الدولة تمنع إلى الآن الانفلات الأمني بنحو خطير في لبنان، ولكنه حذر أن هذا لا يعني أنه إذا ما قام هؤلاء التكفيريون بلحظة معينة بما يسمونه هبة رجل واحد لمهاجمة منطقة معينة فإنهم لن يرتكبوا مجازر فيها»، مضيفاً: «لأن هذا من الناحية اللوجستية أكثر سهولة بالنسبة إليهم من القيام بتفخيخ سيارة وتفجيرها إذ سيكون هناك صعوبة بالغة بالقيام بعمليات انتحارية».
وافترض فياض «أن وقف العمليات متربط بقدرات عملية ولوجستية لدى التكفيريين بمعنى أنه عندما تم اعتقال نعيم عباس قال إن هناك 3 عمليات انتحارية يتم العمل عليها في تلك الفترة إلا أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن آنذاك من القبض على المجرمين في الوقت المناسب».
وأشار فياض إلى «أن القيام بهذه العمليات مرتبط بما يحدث في المنطقة بشكل عام بدليل أنه خلال آخر ثلاث عمليات إرهابية وهي ضهر البيدر والشياح والشويفات لم يتمكن الإرهابيون وبخاصة كتائب «عبدالله عزام» من الدخول إلى عمق الضاحية الجنوبية مما يعني أن هذه العمليات فاشلة بمعاييرهم واستراتيجيتهم».
وعن أحمد الأسير قال فياض: «إن المطلوب من أحمد الأسير أن يبقى رمزاً في لبنان كدليل على وجود رمز للتكفيريين من أجل زج لبنان في المعمعة التكفيرية والإرهابية التي تعصف بالمنطقة».
وعن الوضع في العراق قال فياض: «إن هناك عنصرين يتحكمان بالأزمة العراقية وهما أولاً العنصر السعودي الذي يرغب بتعويض خيباته في سورية بتفجير الوضع في العراق لإعادة خلق توازنات إقليمية انطلاقاً من الساحة العراقية، بمعنى تحويل العراق إلى سورية أخرى من خلال معارك كر وفر من دون أن يكون فيها غلبة لطرف على آخر إن كان الحكومة العراقية أو «داعش».
وأضاف: «أما العنصر الثاني في الأزمة العراقية فهو العنصر الأميركي»، مشيراً إلى «التباين بين واشنطن والرياض في ما يتعلق بالعراق لأن الولايات المتحدة تريد أن تعيد ترتيب الأمور في العراق بحسب تفاهم ضمني مع ايران».
وتابع فياض: «إنه لا مانع لدى الولايات المتحدة أن تدير إيران الشأن العراقي الداخلي وأن تتمتع بنفوذ كبير هناك، ولكن في الاستحقاقات العراقية الكبرى تريد أميركا أن يكون هناك تفاهم إيراني – أميركي كما كان الوضع بين أميركا وسورية في لبنان في زمن الوصاية».
ورأى «أن موازين القوى لا تسمح لأميركا أن تكون شريكاً مع إيران في العراق، فموضوع المالكي بالنسبة لإيران في العراق بات مشابهاً لوضع الرئيس الأسد في سورية».
وخلص فياض إلى القول: «إن التقييم الايراني حتى الآن يقول إن هناك إمكانية لدى الجيش العراقي لإعادة السيطرة على الوضع كمان كان من دون أن تكون هناك ضرورة لتدخل أميركي أو إيراني عسكري في العراق على رغم إرسال الولايات المتحدة لمستشارين أميركيين إلى هناك».