صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
تفجيرات باريس «بشرى خير» لـ«إسرائيل»
خلص المحلل «الإسرائيلي» ران أدليست، إلى أن تفجيرات باريس الدامية فرصة ذهبية لـ«إسرائيل»، للمشاركة في الحرب الدولية على «داعش»، بدلاً من ضرب أعدائه أي تنظيم حزب الله اللبناني.
واعتبر أدليست في مقال نشرته صحيفة «معاريف» العبرية، أن على «إسرائيل» أولاً إجراء مفاوضات حقيقية مع «حماس» والسلطة الفلسطينية، لتخليص العالم من «هذا الصداع» لمصلحة جبهة موحدة ضدّ «داعش»، تكون «تل أبيب» جزءاً رئيسياً منها.
وجاءت نصوص المقال كالتالي: إن الأحداث الإرهابية العالمية التي نفّذها «داعش» هي بادرة أمل لعودة دولة «إسرائيل» وحكومتها إلى حضن الإجماع الدولي.
وتخوض دول الغرب ومعظم الدول العربية الآن حرباً شاملة على «داعش». صحيح أنها ليست فاعلة حتى الآن، لكن أجراس الخطر في سيناء والسودان وباريس تحوّلت إلى طبول حرب ستؤدّي إلى الانطلاق للأمام في الحرب على الأرض وتوطيد العلاقات بين كل الشعوب المحاربة.
تلك هي طبيعة الأمور الإنسانية والسياسية. حتى حزب الله جزء من هذا الائتلاف. وأين «إسرائيل»؟
تقول مصادر أجنبية إننا فجّرنا مخزناً للأسلحة مخصّصاً لحزب الله. هذا على رغم أنه لا تحذيرات استخبارية تفيد بأن حزب الله يخطّط أو يهدد بتنفيذ عمليات عدائية قريبة ضدّ «إسرائيل»، والأسباب معروفة.
إذن، بدلاً من تشغيل الطيار الآلي الذي تُحدّد عملياته مسبقاً وفقاً للتعويذة التي يتلوها وزير الدفاع يعالون مرّة في الأسبوع، «لن نسمح بتهريب سلاح لحزب الله» وتضمن دائماً استعدادات عملياتية، ومعلومات استخبارية متاحة ثم قصف ـ ألم يكن بالإمكان ربما التفكير في أن الأسلحة في ذلك المخزن كانت مخصصة للحرب الأكثر إلحاحاً التي يخوضها نصر الله ضدّ «داعش»؟ يجب التخلص من تثبيت خوض الحرب الآلية ودراسة الساحة كما هي مرسومة اليوم.
من الواضح بشكل لا لبس فيه أن الحديث يدور عن فشل خطير لحكومات الغرب، الذين لم يقتلوا «الدواعش» عندما كانوا صغاراً. فقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذه عبر مشورات مستشاريه وبضغط من لوبي الصناعات الأمنية بالتدريب والتسليح، مع الاعتماد على الجيش العراقي اتضح أنه كارثة.
بعد إنفاق المليارات على مدى نحو سنتين، انسحب الجيش العراقي من كل المواجهات الجبهوية أمام «داعش». الانتصار الأخير في شمال العراق حققه جيش إيزيدي ـ كردي بمساعدة جوّية أميركية.
مؤخراً، بدأت عملية بلورة ائتلاف دولي لإحراق الآفة «الداعشية» لا يشمل «إسرائيل»، بمشاركة نحو عشر دول، من الولايات المتحدة وفرنسا حتى روسيا وإيران.
وبينما تقاتل روسيا والولايات المتحدة في الجو، فإن مقاتلي الائتلاف على الأرض هم جنود الأسد وعناصر حزب الله.
يتوقع أن تؤدّي أحداث باريس الدامية إلى بلورة عناصر الائتلاف، وهذه فرصة حكومة «إسرائيل» للاستيقاظ والتحرّر من محدّدات الماضي. المساهمة الأكبر والأهم لـ«إسرائيل»، ربما تكون في دخول سريع في مفاوضات حقيقية مع «حماس» والسلطة الفلسطينية. هناك اليوم أمراض خطيرة خلفها الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني، لكن العالم سيفرح للتخلّص من هذا الصداع لمصلحة جبهة موحّدة ضدّ «داعش»، جبهة تكون «إسرائيل» جزءاً منها.
حاخام يهودي: أوروبـا تستـحـقّ ما حدث لها
قال الحاخام اليهودي المتشدّد دوف ليئور المؤيد لفكرة الاستيطان، إنّ هجمات باريس التي أودت الجمعة بحياة 129 شخصاً على الأقل، ثمنُ الدم اليهودي الذي أريق في محرقة «هولوكوست».
ووفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، قال الحاخام المعروف بمواقفه المتشدّدة التي كانت سبباً في خضوعه للاستجواب من قبل الشرطة «الإسرائيلية» من قبل، إن «أوروبا تستحق ما حدث لها بسبب ما فعلته بشعبنا قبل 70 سنة».
يشار إلى أن ليئور الذي ينتمي إلى التيار اليهودي المتشدّد، أثار عدداً من موجات الجدل في السنوات الأخيرة بسبب إباحته قتل المدنيين غير اليهود في وقت الحرب.
وادّعى السنة الماضية خلال الحرب على قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل 220 فلسطينياً ومقتل 73 «إسرائيلياً»، أن الشريعة اليهودية تبيح تدمير قطاع غزة بكامله من أجل تحقيق السلام في «إسرائيل».
وألقت الشرطة «الإسرائيلية» القبض عليه من قبل واستجوبته بتهمة تحريضه على العنف ولكنها أطلقت سراحه لاحقاً وسحبت التهم.
لدى «الموساد» معلومات قيّمة عن العمليات الإرهابية الأخيرة
خصّص الإعلام «الإسرائيلي» مساحات موسّعة لنشر التقارير والتحليلات عن العملية الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة الفائت، مُشدّداً على أنّ ما الإرهاب الإسلامي أعلن الحرب ليس على فرنسا فقط، بل على أوروبا جمعاء.
في السياق عينه، قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمرٍ صحافيّ عقده مساء السبت، إنّ «إسرائيل» العبرية قامت بتقديم معلومات أمنية لفرنسا تتعلق بالعمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة باريس، والتي راح ضحيتها 129 شخصاً وأكثر من 390 جريحاً. وأشار نتنياهو في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، كما أفادت صحيفة «هاآرتس» العبرية، إلى أنّ «إسرائيل» تملك معلومات قيّمة ومؤكدة في شأن الضالعين في التفجيرات الإرهابية في باريس، وشدّدّ على أنّ «إسرائيل» قدّمت هذه المعلومات إلى فرنسا والجهات المعنية الأخرى، وقال أيضاً إنّ «إسرائيل» ليست دولة هامشية، «نحن نتعاون بشتى الطرق لمحاربة الإرهاب».
علاوة على ذلك، أفادت الصحيفة العبرية، أنّ نتنياهو أصدر أوامره بإرسال المزيد من رجال الأمن إلى فرنسا حتى يستطيعوا تأمين السفارة «الإسرائيلية» في باريس، وأعطى تعليمات لوزارة الخارجية بالتقدّم بطلبٍ من المؤسسات الأمنية في فرنسا بزيادة الأمن حول السفارة «الإسرائيلية» والأماكن اليهودية في المدينة. وبحسب مراسل «القناة الثانية الإسرائيلية» للشؤون السياسية أودي سيغال، فإنّ جهاز الموساد الاستخبارات الخارجية في «تل أبيب» نقل ملفّين أمنيين إلى الاستخبارات الفرنسية، الأوّل يتعلق بربط خلايا «داعش» التي نفّذت إسقاط الطائرة الروسية في سيناء مع المنفّذين للتفجيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت مع منفّذي عمليات باريس. أمّا الملف الثاني فكان بعنوان أنّ تركيا تُشكّل خطراً أمنياً على حدود أوروبا.