يازجي: ربوع الشآم أرض سلام وسلام سورية توقنا جميعاً الراعي: أمامنا تحدّ كبير لإعادة بناء الوحدة بين مكوّنات أوطاننا
افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، المؤتمر الأنطاكي «الوحدة الإنطاكية أبعادها ومستلزماتها» في أوديتوريوم الزاخم حرم جامعة البلمند، بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني كريم، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بطرس التاسع عشر. كما حضر السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، الأب رويس الأورشليمي ممثل البابا تواضروس، القس سليم صهيوني، ومطارنة الكرسي الأنطاكي ومطارنة الأبرشيات الاخرى.
كما حضر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على رأس وفد ضمّ الدكاترة: ربيع الدبس وإيلي معلوف وباخوس وهبة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، وزيرا الإعلام رمزي جريج والتربية الياس بو صعب، السفير الروسي ألكسندر زاسبكين، السفيرة اليونانية كاترين بورا، رئيس جامعة البلمند البروفسور إيلي سالم.
وحضر النواب: نضال طعمة، فادي كرم، فادي الهبر، رياض رحال، أنطوان سعد، والوزراء السابقون: فايز غصن، كابي ليّون، منى عفيش، بشارة مرهج ونقولا نحاس.
وشارك من سورية مستشارة الرئيس السوري الأديبة كوليت الخوري، وأعضاء مجلس الشعب السوري: ماريا سعادة، ماهر قاورما، حسان ريشا، وقضاة وشخصيات.
ولاحظ المشاركون غياب متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة عن مؤتمر «الوحدة الأنطاكية»، بالرغم من حضور العدد الكبير من المطارنة والأساقفة العاملين في نطاق الكنيسة الأنطاكية وفي المغتربات.
بداية قدمت للاحتفال الدكتورة مارلين كنعان، واستهلّ اللقاء بترتيلة لجوقة دير البلمند، وكانت كلمة للدكتور جورج نحاس، ثم تكلم بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس، وتطرق إلى التاريخ الأرمني داعيا إلى «العودة إلى الروح الأنطاكية التي ليست حكرا على أحد».
يونان
أما بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يونان فقد تكلم عن الاضطهاد في أنطاكية تاريخياً وعن عدم وجود كراسي بطريركية فيها، معتبراً أنّ «انطاكية لطالما عرفت سورية أنطاكية».
وانتقد يونان الدول الغربية «لدورها في تغذية الكراهية». وطرح على المؤتمرين توصيتين: توحيد التقويم والتقاء الكنائي الأنطاكية على مذبح الرب.
لحام
واعتبر البطريرك لحّام أنّ «الكنيسة الأنطاكية صنعت حضارة المتوسط». وتكلم عن أدوار أنطاكية الحضارية وعن أدوار البطريرك الأنطاكي واعتداله في زمن الانشقاق ما بين بابا روما وبطريرك القسطنطينية. كما أشار إلى أنّ «انتقال الكرسي من أنطاكية إلى دمشق يشير إلى أنّ دمشق هي امتداد أنطاكية وهي المؤتمنة على هذا الإرث العظيم».
وأمل أن «يبرز هذا المؤتمر تألق الكرسي الأنطاكي وأن نكون جميعا في شركة وشهادة كي يبقى القطيع».
افرام الثاني
واعرب بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني عن أمله في تحقيق الشراكة الكاملة في الجسد والكأس الواحدة. واستذكر المطرانين يازجي وإبراهيم وأمل بعودتهما سريعاً. كما اعتبر «أنّ اختفاء هذين الحبرين سوية دليل على وحدة الرسالة والمصير ما بين الكنيستين كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس وكنيسة أنطاكية للسريان الأرثوذكس».
وتكلم عن موضوع العودة إلى حمص الذي تزامن مع موضوع تهجيرهم من الموصل، وقال: «إنّ الآلام تقودنا إلى أن نكون معاً ونعمل معاً، حاملين الألم وآمال هذا المشرق بكل مكوناته».
وأشار إلى أنّ الاجتماع يعكس نظرة نبوية. وشارك البطريرك لحام آماله في عقد اجتماعات بين البطاركة الأنطاكيين.
الراعي
وألقى البطريرك الراعي كلمة أشار فيها إلى أنّ «التراث الأنطاكي الروحي واللاهوتي والليتورجي، وهو مشترك بين الكنائس التي تشكل العائلة الأنطاكية، يدعونا إلى عمل مسكوني شامل، وإلى إغناء كنيسة المسيح الواحدة الجامعة، وإلى استمرارية الحضور المسيحي الفاعل في عالمنا الشرق أوسطي وفي أوطاننا العربية. ولا بدّ من تذكير المسيحيين بأنهم يعيشون في هذه المنطقة منذ ألفي سنة، وقد أرسوا أسس ثقافاتها، وحققوا النهضة فيها على كلّ صعيد. واليوم نرى أننا أمام التحدي الكبير الذي يدعونا للمساهمة في إعادة بناء الوحدة بين مكونات أوطاننا على أساس من التنوّع في الوحدة. يدعونا هذا التحدي للعمل الجدي في سبيل السلام والعدالة بالحوار والتفاهم، بعيداً عن لغة الحرب والعنف والخطف والترهيب».
وأضاف: «هذه مسؤوليتنا أولاً وبخاصة في لبنان في تعزيز العيش المشترك، وشدّ روابط الوحدة الوطنية التي يضمنها رئيس جديد للجمهورية قادر وجامع، نطالب بإلحاح المجلس النيابي بانتخابه اليوم قبل الغد، وندين بشدة كلّ تأخير وتأجيل ومماطلة، ونحمّل المعرقلين المسؤولية أمام التاريخ. وإنّ انتخاب مثل هذا الرئيس حاجة أولية للأخوة السنة والشيعة من أجل الحدّ من أخطار الحرب الدائرة على أرض العراق وسورية».
يازجي
أما البطريرك يوحنا العاشر يازجي، فقال في كلمته: «نجتمع هنا كأنطاكيين، متحلقين حول أنطاكية التي امتدت وراء حدودها إلى عالم لا حدود له ماسحة جهالة الماضي فاضحة صمت الأصنام حاملة رسالة علمها المخلص، وبشر بها الرسل، وفسّرها الآباء، وأقرّتها المجامع، واختبرها القديسون، رسالة إيمان وسلام ومحبة وانفتاح ووحدة. وها نحن اليوم قد مشينا مع السيد منذ قيامته، وحملنا الصليب من بعده، لننشر هذه الرسالة في مشرقنا الحبيب وفي العالم كله. نحن إذا لسنا هنا صدفة. نحن هنا لدور محوري علينا أن نبلوره بثقة المؤمنين وقرار الفاعلين في مسار التاريخ».
وأضاف: «نجتمع اليوم في هذا المكان العزيز على قلبنا، في البلمند. نجتمع وقلبنا يخفق صلاة من أجل السلام في سورية بشكل خاص. نجتمع اليوم وقلوبنا تعتصر ألماً من أجل كل شهيد يسقط ضحية الإرهاب والتكفير والعنف ويدفع فاتورة غالية لشعارات طنانة عكرت صفو عيش آمن. نجتمع اليوم وقلبنا يدمى مع أبنائنا في سورية. نجتمع لنرفع الصوت عالياً في المحافل الدولية الصماء عما يجري في بلادنا من خطف واستباحة مقدسات واستيراد لهمجية لم نعرفها من قبل. نجتمع لنقول إنّ المجتمع الدولي بكل محافله يصم حتى الآن أذنيه عن قضية المخطوفين في سورية ومنهم أخوانا المطرانان يوحنا وبولس. نجتمع لنقول، إنّ كل هذه الصعوبات نطمرها في تراب أرضنا وفي هذه الأرض نبقى شاء من شاء وأبى من أبى. ربوع الشآم أرض سلام، وسلام سورية توقنا جميعا».