هل بدأ العالم يستجيب لدعوات بوتين إلى القضاء على «داعش» والإرهاب؟
قبل أكثر من سنة، وجّه وزير الخارجية السوري وليد المعلّم دعوة إلى كل العالم من أجل التكاتف للقضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط. لكنّ أحداً لم يستجب حينذاك باستثناء إيران والمقاومة اللبنانية، وروسيا سياسياً . وبعد أشهر، قرّرت روسيا التدخّل عسكرياً لمساعدة سورية في القضاء على الإرهاب والتطرّف. فقامت الدنيا ولم تقعد، واتُّهمت موسكو بأنّها لا تقصف مواقع «داعش»، إنما مقار ما يسمّيها الغرب «معارضة معتدلة»، وهي في الحقيقة تنظيمات لا تقلّ إرهاباً عن «داعش».
وبعدما بلغ الإرهاب العتبة الأوروبية، موجّهاً ضربة موجعة للعاصمة الفرنسية باريس، هرعت الدول الغربية، لا سيما الأوروبية، إلى إعلان حربها ضدّ «داعش» الذي تبنّى عمليات باريس. وأصبحت روسيا ـ في نظر هذه الدول ـ شريكاً لا بدّ منه للقضاء على الإرهاب.
إنّه نصر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتجسّد هذا النصر أيضاً بما أفضت إليه «قمة العشرين» من توصيات.
هذه الأمور تطرّقت إليها الصحيفة الروسية «نيزافيسيمايا غازيتا» في تقريرين منفصلين. إذ قالت في التقرير الأول: تشير وسائل الإعلام الأميركية إلى أنّ «قمة العشرين» التي عقدت في أنطاليا، حققت للرئيس بوتين نصراً سياسياً. وقد التقى خلالها بوتين بزعماء أوروبا وآسيا والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى بعد بداية العمليات الجوية الروسية في سورية، أي أنه «كسر الجليد».
بينما قالت في التقرير الثاني: أجبرت العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس الدول الكبرى على تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب. فقد قرّر الرئيس الفرنسي هولاند زيارة موسكو وواشنطن خلال الأيام المقبلة للقاء الرئيسين بوتين وأوباما لمناقشة هذا الأمر. وقال هولاند خلال اجتماع موحد لمجلسي البرلمان الفرنسي ان فرنسا في حالة حرب. مشيراً إلى انه لا يقصد صدام الحضارات، بل صدام الإرهابيين وفي مقدّمهم «داعش»، الذين يهددون العالم أجمع. ولتحقيق النصر عليهم، لا بدّ من توحيد الجهود، أي من إنشاء تحالف دولي واسع.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: بوتين يحقّق نصراً سياسياً في «قمّة العشرين»
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى «قمّة العشرين» التي اختتمت أعمالها منذ أيام قليلة، كيف تحوّلت هذه إلى نصر سياسي للرئيس بوتين.
وجاء في المقال: تشير وسائل الإعلام الأميركية إلى أنّ «قمة العشرين» التي عقدت في أنطاليا، حققت للرئيس بوتين نصراً سياسياً. وقد التقى خلالها بوتين بزعماء أوروبا وآسيا والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى بعد بداية العمليات الجوية الروسية في سورية، أي أنه «كسر الجليد».
صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، تشير إلى أن العمليات الإرهابية التي نفّذت في باريس قد تجبر الغرب على إعادة النظر في موقفه من سياسة موسكو في المسألة السورية. فإذا كان الغرب ينظر إلى روسيا كعدو أو خطراً يهدده، فها هي موسكو «فجأة أصبحت شريكاً له في خطط القضاء على التهديدات». وقد ناقش بوتين وأوباما المسألتين السورية والاوكرانية خلال لقائهما على هامش قمة العشرين، واتفقا على ان يقرر السوريون بأنفسهم كيفية انتقال السلطة. فهذه العملية يجب ان تتم بإشراف هيئة الأمم المتحدة، بحسب «رويترز».
وأعلن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قبيل اجتماعه بالرئيس بوتين على هامش هذه القمة، أنه سيدعو الرئيس الروسي إلى تركيز الضربات الجوية على مسلحي «داعش». وأضاف: «صحيح أننا نختلف مع روسيا لأنها وجهت ضربات كثيرة لمجموعات معارضة لا علاقة لها بداعش، ومع ذلك هناك ما يوحد لندن وموسكو إذ ستكون روسيا وبريطانيا أكثر أمناً إذا ما قضينا على داعش، وهذا ما يجب علينا التركيز عليه».
من جانبه، قال بوتين خلال لقائه كاميرون: «إن الأحداث المأسوية التي وقعت في فرنسا، تشير إلى انه كان علينا ان نوحّد جهودنا منذ البداية لمكافحة هذا الشرّ».
وقال مصدر مقرّب من كاميرون لوكالة «رويترز»، ان الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية اتفقوا قبيل انعقاد القمة على موقف موحد من روسيا في شأن المسألة السورية. وإن من المستبعد قيام الائتلاف الغربي بعملية عسكرية من دون روسيا، حتى ان الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي أعلن أنه لا يمكن ان يكون في سورية ائتلافان اثنان.
كما يحتمل أن يشارك الطيران الحربي البريطاني في العمليات الجوية في سورية ضد «داعش»، على رغم ان لندن لن تقدم على ذلك من دون موافقة البرلمان. أما تركيا فتطلب من أوروبا المزيد من الأموال لاحتواء المهاجرين وانشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية. والرئيس التركي قلق كذلك من ان تؤدي العمليات الجوية لطيران الائتلاف إلى تأسيس دولة كردية مستقلة. أما أوروبا فتطلب من تركيا إغلاق حدودها مع سورية، فيما أوباما غير راض عن عدم رغبة تركيا المشاركة في عمليات عسكرية برية في سورية ضدّ «داعش».
من جانبها، بدأت فرنسا الانتقام من «داعش» الذي أعلن مسؤوليته عن العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس، إذ أغارت طائراتها على مواقع في الرقة عاصمة «داعش» ودمرت مركز قيادة العمليات ومعسكر تدريب ونقطة اتصالات ومستودعاً للذخيرة وغيرها. وكل هذا تم من دون موافقة الحكومة السورية.
من جانبه، يقول رئيس معهد الدين والسياسة، الكسندر ايغناتينكو: لا موقف موحداً في الغرب من كيفية التعامل مع العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس. الاتجاه الرئيسي يكمن في اعتبار هذه العمليات تحدياً لفرنسا وللغرب كله. وفي الوقت نفسه تشير هذه العمليات الإرهابية إلى أن البلدان الغربية لا يمكنها القضاء على اسباب الأزمة السورية وعلى «داعش».
وبحسب قوله، في أوروبا أشخاص سياسيون مثل ساركوزي وكاميرون يدركون أنه أمر غير ممكن تسوية هذا النزاع من دون التعاون مع روسيا. فهؤلاء السياسيون لا يتجاهلون موقف الولايات المتحدة. وأضاف أنّ الولايات المتحدة لا يمكنها أن تلعب دور الملقن الذي يملي على الجميع مواقفهم وتصريحاتهم.
كذلك التقى الرئيس الروسي على هامش القمة رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي، حيث أكدا أنه على رغم الصعوبات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه البلدين، فإن العلاقات بين روما وموسكو تتطور بنجاح، وأنه من الضروري توحيد الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب.
كما التقى الرئيس بوتين عدداً من زعماء الدول ورؤساء المنظمات الدولية المشاركة في القمة، ومن بينهم رئيس وزراء اليابان سيندزو آبي الذي ينوي زيارة إحدى مناطق روسيا قبل زيارة الرئيس الروسي لليابان. وتضمن البيان الختامي الصادر عن القمة، ضرورة وقف تمويل الإرهاب وتعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات. كما دعا البيان إلى الامتناع عن تشجيع الإرهاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والتحريض عليه. وإضافة إلى هذا، يشير البيان إلى انه يجب عدم ربط الإرهاب بدِين معيّن أو قومية أو حضارة أو مجموعة عرقية معينة.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: باريس تعبّئ موسكو وواشنطن لحرب شاملة ضدّ المتطرّفين
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الإجراءات التي تتخذها فرنسا بعد العمليات الإرهابية في باريس، مشيرة إلى أن الرئيس هولاند يستعجل إنشاء تحالف دولي واسع.
وجاء في المقال: أجبرت العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس الدول الكبرى على تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب. فقد قرّر الرئيس الفرنسي هولاند زيارة موسكو وواشنطن خلال الأيام المقبلة للقاء الرئيسين بوتين وأوباما لمناقشة هذا الأمر.
وقال هولاند خلال اجتماع موحد لمجلسي البرلمان الفرنسي ان فرنسا في حالة حرب. مشيراً إلى انه لا يقصد صدام الحضارات، بل صدام الإرهابيين وفي مقدّمهم «داعش»، الذين يهددون العالم أجمع. ولتحقيق النصر عليهم، لا بدّ، بحسب قوله، من توحيد الجهود، أي من إنشاء تحالف دولي واسع.
وأشار هولاند في خطابه إلى ان لقاءه بالرئيسين الروسي والأميركي هو بهدف توحيد القوى وتحقيق النتيجة، ما من دونه سيطول انتظارها.
وبصرف النظر عن ان الرئيسين بوتين وأوباما سيحضران المؤتمر العالمي للمناخ الذي سينعقد في باريس يوم 30 تشرين الثاني الجاري، فإن هولاند قرر عدم التباطؤ والمبادرة إلى إنشاء هذا التحالف.
من جانبه، عبّر السكرتير الصحافي للرئيس بوتين عن أسفه لعدم إبداء جميع الشركاء استعدادهم لمكافحة الإرهاب بصورة مشتركة. مشيراً إلى أن الرئيس بوتين دعا في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى توحيد الجهود في هذا المجال.
السفير الفرنسي لدى موسكو، جان موريس ريبر، عبر عن شكره وامتنانه للشعب الروسي على تعاطفه. مشيراً إلى ان موسكو وباريس مصرّتان على محاربة الإرهاب سويّا.
كما أشار وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري خلال لقائه الرئيس هولاند في باريس، إلى ضرورة التعاون على محاربة التطرف، ووعد بتحقيق النصر على «داعش» مع «الحلفاء في الائتلاف المناهض للإرهاب»، من دون ذكر اسم روسيا.
وسائل الاعلام تناقش حثيثاً مسألة انشاء تحالف دولي واسع لمكافحة «داعش». فصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية كتبت تقول إن الوضع في سورية يبيّن عدم فعالية الضربات المنفردة التي توجهها القوى المضادة للإرهاب التي تحارب ضدّ «داعش». وتضيف ان العمليات التي تجري ضمن اطار الناتو تستبعد عملياً روسيا تلقائياً، وان انشاء تحالف تحت راية الأمم المتحدة ليس بالأمر السهل بسبب «السياسة المرتبكة» للمنظمة. لذلك يمكن انشاء تحالف موقت تقوده فرنسا أو الولايات المتحدة أو حتى روسيا.
وهي هنا لا تتحدث عن أن قراراً في شأن توجيه ضربات ضدّ التطرف في الشرق الأوسط قد اتخذ فعلاً وأضحى ساري المفعول. ولكن الخبراء يشيرون إلى ان مأساة باريس ولإعلان روسيا أن كارثة الطائرة فوق سيناء كانت بسبب عمل إرهابي، قد يجبران زعماء العالم على غضّ النظر عن خلافاتهم فيوحّدون جهودهم ضدّ العدو المشترك. وأن المشكلة الرئيسة، بحسب رأي قناة «CNN» الاخبارية التلفزيونية، تكمن في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تنظران إلى المسألة من زاويتين مختلفتين. وإذا كانت البلدان الغربية، خصوصاً فرنسا، مستعدة للتعاون مع موسكو، فإن موقف واشنطن هو أكثر تشدداً. «ولكن هذا لا يعني عدم امكانية التعاون في ما بين روسيا والولايات المتحدة».
«ديلي تلغراف»: السعودية تتجه إلى التركيز على الاقتصاد بعد «لدغة» انخفاض أسعار النفط
تُجري المملكة العربية السعودية مراجعة شاملة لموازنتها لمواجهة مزاعم أنها تواجه شبح نفاذ المال مع تأثير انخفاض أسعار النفط على عائدات الحكومة.
وقد اعترف مستشارون للديوان الملكي وأعضاء في المجلس الاقتصادي لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية مؤخراً، أن الاعتماد على العائدات النفطية بنسبة تبلغ ما بين 80 في المئة و85 في المئة من دخل الحكومة كان هو المعضلة.
ومع ذلك، فقد هوّنوا من فكرة أن الانخفاض في أسعار النفط إلى ما دون 100 دولار للبرميل، والذي يمثل نقطة التعادل الحالية للموازنة، إلى ما يقترب من 40 دولاراً، قد يمثل أزمة تهدد البلاد، وفقاً لزعمهم.
«يعتقد المجلس الاقتصادي أن الأمر يوفر فرصة جيدة لفتح آفاق جديدة لتنويع الاقتصاد»، وفقاً لبيان صادر عن المجلس. وأضاف البيان: «هناك مجالات جديدة لم تُستثمَر بعد في السوق الأكبر في المنطقة والذي يتمتع بقوة شرائية عالية وتكنولوجيا فائقة».
وقد ساهم تغيير في القيادة في الرياض بعد وفاة الملك عبد الله في كانون الثاني في خلق حالة من عدم اليقين في شأن مستقبل المملكة العربية السعودية الناجم عن التغير المستمر لأسعار النفط العالمية.
الملك الجديد، سلمان بن عبد العزيز، أطلق خمسة مشاريع جديدة ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة، في 12 تموز الماضي. ويمنح الملك حظوته الخاصة لابنه الأصغر، الأمير محمد بن سلمان، والذي رُقّي في سنّ الثلاثين ليكون رئيساً للديوان الملكي ووزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس الاقتصادي. وقد حافظ الملك الجديد على السياسة التي اتبعها سلفه في خصوص أسعار النفط.