إبراهيم: سنظلّ العين الساهرة والدرع الحامية
رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «أنّ ما تشهده الدولة في الوقت الراهن من شغور في موقع رئاسة الجمهورية وعدم انتظام في عمل مؤسساتها لا يجب أن يثنينا عن الاضطلاع بمسؤوليتنا الوطنية والمهنية»، معاهداً «بأننا سنظلّ العين الساهرة، والدرع الحامية، واليد التي تُمسك بالاستقلال وتحميه من السقوط في أتون التحولات والمتغيرات».
جاء ذلك في النشرة التوجيهية التي وزعتها المديرية العامة للأمن العام مكتب شؤون الإعلام إلى العسكريين لمناسبة عيد الاستقلال الـ 72.
وقال ابراهيم: «أيها العسكريون: يستعيد اللبنانيون ذكرى الاستقلال الثاني والسبعين لهذا العام بمشاعر من القلق حيال مستقبل هذا الوطن الذي لم نحسن تعزيز مناعته وتماسكه على أسس الوحدة بين أبنائه، وحدة الرؤى والأهداف في ظلّ دولة الحق والقانون، إلا أنه وعلى الرغم من هذه لصورة المشوشة والسوداوية، فإنّ الأمل بقيامة لبنان من كبوته ومشاكله لا يزال موجوداً».
وأضاف: «إنّ ما يعصف بمنطقتنا من صراعات ومخططات تحركها أطماع الهيمنة على المنطقة ومقدرات شعوبها تحتم علينا الوعي والتصدي لها وليس أقلها مشاريع التقسيم والتفتيت والفتن الطائفية والمذهبية وذلك من أجل الحفاظ على وطننا واستقلاله وعزة شعبه، في مواجهة عهدنا بها أن لا نتراجع عن خوضها حتى الرمق الأخير، وبكل الوسائل المتاحة فداء وذوداً عن وطننا لبنان».
ولفت إلى «أنّ ما تشهده الدولة في الوقت الراهن من شغور في موقع رئاسة الجمهورية وعدم انتظام في عمل مؤسساتها لا يجب أن يُثنينا عن الاضطلاع بمسؤوليتنا الوطنية والمهنية، على حدّ سواء، لأن تأمين ديمومة عمل مؤسساتنا وحده الكفيل بالحؤول دون سقوط الدولة بالحدّ الأدنى وغير ذلك يعني الانتحار والاستسلام وتحويلنا من شعب إلى جماعات متناحرة تتنازعها العصبيات».
وتابع ابراهيم: «لقد حسم اللبنانيون بكافة أطيافهم وبشكل نهائي رؤيتهم للكيان الإسرائيلي المحتل على أنه العدو الأخطر على وجود وطننا ورسالته وهو ما يتطلب استنفار كلّ الطاقات لجبه مخططاته المتواصلة الهادفة إلى النيل من تنوع مجتمعنا وصورته كنقيض فكري وثقافي وحضاري لأسوأ منظومة عنصرية عرفها التاريخ الحديث أي إسرائيل، بكلّ ما تمثل».
وأشار إلى «خطر آخر داهم يتماهى مع الخطر الإسرائيلي هو خطر المجموعات الإرهابية التكفيرية التي استباحت، باسم الدين، مجتمعات منطقتنا العربية وعاثت فيها دماراً وخراباً وقتلاً للآخر المختلف، أياً كانت هوية هذا الآخر وثقافته، وذلك من دون أي طائل سوى تفتيت هذه المجتمعات إلى دويلات وشعوب متناحرة، أسوة بما يسعى إلى تحقيقه الكيان الصهيوني الغاصب منذ نشأته، وما إيقاعنا مؤخراً بالعملاء الإسرائيلين والتكفيريين الذين كانوا يعدّون العدة لتنفيذ المخططات الإجرامية وإيقاد نار الفتن الطائفية والمذهبية بين اللبنانيين إلا دليل على أنّ إسرائيل والإرهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة».
و»في غمرة هذا الواقع الكامن في قيود الخلافات والانقسامات»، أكد اللواء ابراهيم أنّ المديرية العامة للأمن العام «ستبقى إلى جانب الأجهزة الأمنية الأخرى، سداً منيعاً في وجه الإخطار التي تُهدّد الوطن وتحاول النيل من وحدة شعبه وسلامة أراضيه، ولن تألو جهداً أو تتردّد في بذل الغالي والنفيس»، متوجهاً إلى العسكريين قائلاً: «كونوا أقوياء لا مستقوين وشجعانا لا متخاذلين، وابقوا في حال تأهب لأنّ لبنان أمانة ويحتاجنا في هذه الظروف فانحازوا إلى منطق الدولة واعملوا على تغليب روح التضحية في سبيل الصالح العام بعيدا عن الاصطفافات المذهبية والمناطقية وعلى عدم استرهان الوطن للمصالح الاقليمية والدولية».
وختم: «باسمكم نعاهد اللبنانيين بأننا سنظلّ العين الساهرة، والدرع الحامية، واليد التي تمسك بالاستقلال وتحميه من السقوط في أتون التحولات والمتغيرات التي تهدف إلى تحوير هوية هذا الشرق وتدمير ما يرمز إليه من تنوع ديني وثراء حضاري، على أمل أن يطلّ عيد الاستقلال في العام المقبل بوجود رئيسٍ جديدٍ للجمهورية ومؤسساتنا الدستورية قد استعادت عافيتها وانتظامها».