صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
ما تقوله الوزيرة السويدية عن «إسرائيل» صحيح
كتب جدعون ليفي في صحيفة «هاآرتس» العبرية:
ها هي ذروة جديدة للوقاحة «الإسرائيلية»: «إسرائيل» تزاود على السويد وتحدّثها عن الأخلاق. «إسرائيل» تستخف بالقانون الدولي وبقرارات المجتمع الدولي وتطرد من أراضيها اللاجئين وتتحدث عن الأخلاق للسويد التي هي من الدول الأقرب إلى المثالية. مرة أخرى استُدعي السفير السويدي للاستيضاح السريع. أو أن ذلك كان إهانة. ومرة أخرى ستعلم «إسرائيل» كيف تتحدث بحذر، ومن جديد ستعلّمها درساً لن تنساه سريعاً.
السفير كارل مغنوس معتاد على هذه المواقف الغبية التي يفرضها البروتوكول الدبلوماسي: في تشرين الأول الماضي أيضاً أهين من وزارة الخارجية لأن بلاده تجرأت في حينه على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي هذا الاسبوع جاء التهديد «الإسرائيلي». بسبب التفسير المشوه، بحسب أقوال وزيرة الخارجية السويدية التي قالت بعض الامور حول العلاقة بين اليأس والإرهاب.
أوضحت مارغوت فولستروم فوراً أنها لم تقصد الربط بين أحداث باريس وبين الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني، لكن «إسرائيل» لا تفوّت أيّ فرصة للتهجم على العالم، لا سيما عند الحديث عن هذه الدولة العادلة التي جُن جنون «إسرائيل» من عدالتها.
لم يكن هناك أي شيء مما قالته فولستروم يستحق الهجوم «الإسرائيلي» الفظّ. للأسف، فإن هذه الوزيرة الأخلاقية التي ألغت حكومتها صفقة سلاح مع السعودية بسبب الإخلال بحقوق الإنسان هناك، سقطت في شرك وضعته لها «إسرائيل». لقد قالت الحقيقة: هناك علاقة بين اليأس والإرهاب. لكن آفيغادور ليبرمان، «نبيّ الأخلاق الإسرائيلي»، الذي يفضّل أنظمة بلاروسيا وجمهورية سارفاسكا على السويد، قال إن هذا الأمر يُذكره بـ«سياسة السويد في الحرب العالمية الثانية» هذا ارتفاع درجة أخرى في الوقاحة «الإسرائيلية».
تسيبي حوطوبلي قالت كعادتها إن اقوال الوزيرة «قريبة من اللاسامية». وسائل الإعلام «الإسرائيلية» لم تفوّت الفرصة من أجل تأجيج الغرائز القومية كما يحب قراؤها، واعتبرت القضية «سندروم ستوكهولم» بما في ذلك أقوال المحللين والمحرّضين الدائمين فيها.
لكن الحقيقة أن «إسرائيل» كان يجب عليها أن تحسد السويد وتحترمها. ولو كانت «إسرائيل» بالفعل «نموذجاً للأغيار»، لكانت تصرّفت مثل السويد. رؤول فلنبرغ كان سويدياً وقد أنقذت بلاده آلاف اليهود في الكارثة أكثر من أي دولة اخرى، وهي الآن تنقذ مئات آلاف اللاجئين الآخرين. نحو ألف لاجئ يدخلون السويد يومياً، ونحو 200 ألف لاجئ خلال 2015. وقد استوعبت السويد لاجئين من العراق، أفغانستان، يوغوسلافيا، إيران، إريتيريا، الصومال والآن السوريين حيث استوعبت 100 ألف لاجئ سوري. 44 في المئة من السويديين قالوا في استطلاع للرأي نشر مؤخراً إنهم على استعداد لاستيعاب المزيد من اللاجئين.
هل هذا يُذكر في «إسرائيل»؟ 4.5 مليون دولار جُمعت في احتفال خيري ووقعت جميع النخب على عريضة من أجل اللاجئين. بالضبط مثل هنا. صحيح أن اليمين المتطرّف يزداد قوة ويتحدث اليهود عن اللاسامية بالذات في مدينة المهاجرين مالمو، لكن أين «إسرائيل» وأين السويد؟
أين «إسرائيل» وأين السويد؟ نموذج لدولة الرفاه والخدمات الاجتماعية يستطيع «الإسرائيلي» الحلم به فقط. الدولة التي لم تشارك في أيّ حرب منذ 1814 مقابل دولة يعد رئيس حكومتها المواطنين بأنهم سيعيشون على السيف إلى الأبد. دولة سكانها يزيد عددهم قليلاً عن سكان «إسرائيل» تستوعب 200 ألف لاجئ في السنة وتعطيهم الحياة الحرّة والعادلة.
لا يجوز تجميل الصورة، ففيها بالطبع ظلال صعبة. لكن التفكير بأن «إسرائيل» تجرؤ على تعليم هذه الدولة الأخلاق؟ السويد يا حبيبتي، ليت «إسرائيل» تشبهك ولو قليلاً.
«إسرائيل» تدرس رفع دعوى ضدّ الاتحاد الأوروبي
قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية، إن حكومة بلادها تدرس إمكانية رفع دعوى في منظمة التجارة العالمية ضدّ الاتحاد الأوروبي، رداً على قرار الاتحاد وسم منتجات «إسرائيلية» مصدرها في المستوطنات في شبكات التسويق في أوروبا.
ونقلت الصحيفة في خبرها الرئيس أمس الخميس، عن موظف «إسرائيلي» قوله إن من يدفع إلى قرار في هذا الاتجاه، هما وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد أردان ووزيرة العدل آييلت شكيد. وفي مواجهاتهما تقف وزارة الخارجية ووزارة الاقتصاد، اللتان تعارضان الخطوة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه أجريت في الأشهر الأخيرة مداولات عدّة كجزء من الاستعدادات في «إسرائيل»، لنشر التعليمات الجديدة في الاتحاد الأوروبي لوسم البضاعة المنتجة في المستوطنات «الإسرائيلية» في الضغة الغربية في شبكات التسويق في أوروبا. وشارك في المداولات: وزارة الشؤون الاستراتيجية كل من وزارات: الخارجية، العدل، الاقتصاد، وقيادة الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء.
وأشار موظف «إسرائيلي» كبير إلى أنه قبل بضعة أيام، وبعد نشر قرار الاتحاد، أجري بحث إضافي لدى وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد أردان، عني بردود فعل محتملة من «إسرائيل».
وطرح أردان في الجلسة إمكانية رفع دعوى ضد الاتحاد الأوروبي في منظمة التجارة العالمية، بدعوى أن وسم بضائع المستوطنات خرق لمبادئ المنظمة.
نتنياهو يلمّح إلى إمكانية ضمّ أجزاء من الضفة الغربية
ذكرت صحف عبرية عدّة إلى أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لمّح إلى امكانية ضمّ «إسرائيل» أجزاء من الضفة الغربية. وطرح فكرة الخطوات الأحادية للمرّة الأولى الاسبوع الماضي، رداً على سؤال حول خططه لمنع «إسرائيل» من التحول إلى دولة ثنائية القومية في حال استمرار كون حلّ دولتين مع الفلسطينيين مستبعداً.
«الخطوات الأحادية أظنّ أنّ هذا ممكن أيضاً، ولكن يجب أن يلاقي المعايير الأمنية الإسرائيلية وهذا يتطلب تفهماً دولياً أكبر من الموجود»، قال نتنياهو خلال حديثه في واشنطن. وفي وقت لاحق، فسّر مساعدوه أنه يتطرق إلى خطوات أحادية تساهم في تعزيز مكانة «إسرائيل» في الميدان ـ وليس، كما اعتقد في بداية الأمر، لإمكانية انسحاب أحاديّ في الضفة الغربية.
وقال نتنياهو مخاطباً المؤتمر الدبلوماسي لصحيفة «جروزاليم بوست» الاربعاء الماضي، إنّ هناك ثلاثة جوانب لصنع السلام: اتفاقات سياسية، الأمن، والازدهار. وردّاً على سؤال من قبل مراسل الصحيفة الدبلوماسي هيرب كينون حول تخيّل نتنياهو خطوات أحادية في حال استبعاد اتفاقية السلام، قال نتنياهو إنّ «إسرائيل» تقوم بخطوات أحادية حتى الآن في مجالَي الأمن والاقتصاد.