أبو مرزوق: نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة
عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري التطورات مع زواره في عين التينة، حيث التقى الرئيس السابق ميشال سليمان الذي أشار إلى أنه ناقش مع بري «الأوضاع الداخلية والاستحقاقات الراهنة، وخصوصاً انتخاب رئيس الجمهورية وما يجري البحث فيه من أجل الاتفاق على قانون انتخاب لاعادة تكوين السلطة».
وقال: «من المؤكد أنّ الأمور الحوارية مهمة، والبنود المطروحة على الحوار مهمة للغاية، لكني شدّدت مع دولة الرئيس على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية بالدرجة الأولى، لأنه حتى إذا أقر قانون انتخابات بأكثرية بسيطة مثلاً 46 من أصل 90 نائباً، فهذا لا يكفي لأنّ هذا القانون هو قانون تكويني سيستمر عشرات السنين، ويكون السلطة، لو أنّ هناك رئيساً للجمهورية فإنه يستطيع أن يردّ هذا القانون ليحظى بعدها بأكثرية أكبر، على الأقل النصف زائداً واحداً من عدد أعضاء المجلس النيابي، أي 65 نائباً، وهذا أمر مهم جداً».
وأضاف: «دعوت الرئيس بري إلى حضور مؤتمر لقاء الجمهورية في 6 كانون الأول في قاعة المؤتمرات في ضبية، مؤتمر اللقاء والنشاط السياسي الذي نحاول أن نؤسسه تعزيزاً لأسس الجمهورية، ولإعلان الوثيقة لهذا اللقاء».
كما التقى بري رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي معزياً بشهداء تفجيري برج البراجنة، ومهنئاً بحلول عيد الاستقلال.
واعتبر مخزومي أنّ «نتائج طاولة الحوار الوطني التي يرعاها الرئيس بري تؤكد أهمية المبادرات التي يقوم بها رئيس المجلس لفتح الأفق أمام الحلول السياسية والأهم انعكاسات جمع الأطراف السياسية على أمن واستقرار البلاد».
وأثنى على «الإنجاز الذي تمثل بعقد جلسة تشريعية، على الرغم من بعض الاعتراضات»، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على سمعة لبنان أمام العالم».
ولفت إلى أنّ «جلسة التشريع تثبت مرة أخرى، ومن دون انتظار التسويات التي يجري العمل عليها في المنطقة، وخصوصاً في سورية، أنّ في إمكان المسؤولين التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».
وقال إنه تطرق مع بري إلى قانون للانتخاب يعتمد النسبية «تحضيراً للتغيير الضروري والمهم لنهضة لبنان الدولة من كبوة المؤسسات».
ورأى مخزومي أنّ «المرحلة الإقليمية الصعبة تستدعي تحصين لبنان على كلّ المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية»، مثنياً على إنجازات مختلف المؤسسات الأمنية، «ولا سيما فرع المعلومات في القبض على الخلايا الإرهابية وحماية اللبنانيين من مخاطر محدقة».
ونوّه بالتنسيق بين الفرع والأمن العام، متمنياً «أن تكون دماء شهداء تفجيري البرج آية الخلاص للبنان».
واستقبل بري أيضاً، نائب رئيس حركة حماس الفلسطينية موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي، في حضور عضو المكتب السياسي لحركة أمل محمد جباوي، وتناول الحديث التطورات في المنطقة ومسار القضية الفلسطينية.
وقال أبو مرزوق بعد اللقاء: «قدمنا تعازي الحركة، بل كلّ أبناء الشعب الفلسطيني جراء الحادث الأليم الذي حصل في برج البراجنة، وما لا شك فيه أنّ هذا الحادث كان يقصد منه إحداث فتنة طائفية وفتنة بين الفلسطينيين واللبنانيين لكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين . تجاوزنا هذه الفتنة بحكمة دولة الرئيس بري وبجهود كلّ المخلصين في هذا البلد الكريم. نحن لا نريد لها البلد إلا الأمن والأمان والسلامة، ونحن هنا، وخصوصاً اللاجئين الفلسطينيين، ضيوف على هذا البلد ينتظرون يوم العودة، وإن شاء الله هذا يوم قريب، لأنّ هناك اليوم انتفاضة في الضفة الغربية وفي أراضي الـ 48 وفي غزة وكلّ أرجاء فلسطين، الانتفاضة الأولى الشاملة في مواجهة هذا العدو المتغطرس».
وأضاف: «بعدما تاهت البوصلة في منطقتنا كلها جاءت الانتفاضة لتقول لكلّ العرب إنّ هناك عدواً إسرائيلياً هنا وإنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ولا بدّ من التوجه نحو هذا العدو ومواجهته، وإنّ كل ما يحدث من مشاكل يجب أن يُسوّى بمصالحة داخلية وليست بانتحار ذاتي. لا بدّ من مصالحات في هذا الوطن ليتفرغ كل أبناء الأمة للقضية الفلسطينية، وكانت لدولة الرئيس بري آراء ممتازة في هذا الصدد تشجيعاً وإرشاداً وتوجيهاً، بالإضافة إلى أنه ركز على موضوع المصالحة الفلسطينية التي نركز عليها مرة وثانية وثالثة لنقول إنه لا يمكن لشعب تحت الاحتلال أن يتجاوز هذه العقبة ومواجهتها إلا بوحدته. ونحن اليوم في هذه الانتفاضة أحوج ما نكون إلى الوحدة».
وتابع أبو مرزوق: «كان رأي دولته أنه لا بدّ من التركيز على الوحدة لهذا الوضع بالذات، ولدينا اليوم لقاء مشترك لكلّ فصائلنا الموجودة هنا والوافدة إلى لبنان بعد انتهاء المؤتمر العربي المشترك، وذلك من أجل التباحث في نقطة واحدة هي الانتفاضة. ولا بدّ أيضاً من كسر الحصار عن قطاع غزة المستمر منذ تسع سنوات، واليوم شعبنا يجدد نفسه كما كان دائماً من خلال هذه الانتفاضة. هذا ما وجدناه عند دولة الرئيس وحرصه على القضية الفلسطينية، ومما لا شك فيه أنه شيخ المقاومين في مواجهة الاحتلال منذ كان هناك احتلال في الجنوب اللبناني».
ثم استقبل بري رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة.