تقرير ستراتفور: الأردن الهدف التالي «لداعش»
اجتمع رجال القبائل في بغداد لإعلان استعدادهم الانضمام إلى قوات الأمن العراقية في محاربتها المسلحين وذلك في 16 حزيران.
الدولة الإسلامية في العراق والشام -مدعومة بنجاحاتها الأخيرة في العراق- تريد توسيع نطاق أعمالها إقليمياً. وتفيد التقارير بأن العراق قد سحب قواته من المدن الغربية التي هي على بعد 180 كيلو متراً 110 أميال من الحدود مع الأردن. عمان اليوم تشعر بالضعف فالمملكة الأردنية، بالتأكيد هي هدف الحركات «الجهادية».
ومع ذلك، الدخول إلى الأردن قد يكون صعباً بالنسبة للدولة الإسلامية في العراق والشام، فالمجموعة لديها القدرة على شن هجمات إرهابية في البلاد، ولكن قيوداً كبيرة منعتها من العمل على المستويات الموجودة في العراق وسورية.
وذكرت «جوردن تايمز» أن عمان قد عززت الأمن على طول حدودها مع العراق وسط مخاوف من أن الدولة الإسلامية في العراق والشام ببطء تتجه نحو المملكة. وأضاف التقرير نقلاً عن مصادر لم تسمها أن المجموعة «الجهادية» أنشأت فرعاً داخل المملكة كجزء من خططها لإنشاء إمارة إقليمية.
نية الجماعات المسلحة التوسع في الأردن تتبع المنطق الجيوسياسي في المنطقة. بعد التوغل في العراق، والسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، المجموعات «الجهادية» تحاول الدفع نحو المملكة الأردنية من اتجاهين. الأردن المركز الوحيد المفتوح أمام الدولة الإسلامية في العراق والشام – المجموعة لا يمكن أن تتحرك شمالاً نحو تركيا، ولا يمكن أن تتحرك جنوباً نحو لبنان. وعلى رغم ذلك تواجه تلك المجموعات تحديات كبيرة في الأردن.
النظام الأردني هو أكثر استقراراً من سورية أو العراق، وأثبتت قوات الأمن التابعة له أنها فعالة جداً. علاوة على ذلك، يتمتع الأردن بدعم قوي من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، خصوصاً منذ أن أصبحت المملكة نقطة انطلاق حاسمة لدعم المتمردين السوريين. واشنطن والرياض يمكن أن تقدما المساعدة المالية والاستخبارية والعسكرية إلى عمان، ولكن الأردن هو أيضاً ملاذ رئيسي للمتمردين.
هناك وجود سلفي «جهادي» كبير في الأردن. منذ بداية الحرب الأهلية في سورية إذ انتقل «الجهاديون» عبر الحدود الأردنية- السورية، وقد حاولت عمان القضاء على هذه الحركة عبر الحدود، لكنها لم تستطع إيقافها.
الأردن هو البلد الأصلي لأبي مصعب الزرقاوي، مؤسس المنظمة التي أصبحت في وقت لاحق الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام. على رغم أن داعش لديه داعمون في الأردن ومن بينهم المنظرون «الجهاديون» في البلاد، إلا أنه يواجه اعتراضاً من قبل أشخاص مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة، اللذين انتقداه بسبب ثورته على فرع القاعدة الرئيسي، مسبباً بذلك انشقاقاً داخل صفوف «الجهاديين» في سورية.
في أيلول أصدر مسؤول تنظيم القاعدة أيمن الظواهري توجيهاته التي دعا فيها المقاتلين إلى الامتناع عن قتال الطوائف، مثل الشيعة والإسماعيليين والقاديانية والصوفية، ما لم تبدأ عناصر من تلك الطوائف بالمعركة، ودعا إلى عدم التدخل بالمسيحيين والسيخ والهندوس أي المجتمعات التي تعيش في الأراضي المسلمة. وأمر «الجهاديين» بعدم استهداف النساء والأطفال أو إخوانهم المسلمين غير المقاتلين عبر التفجيرات والقتل والخطف أو تدمير الممتلكات.
الدولة الإسلامية في العراق والشام رفضت هذه الدعوة. وقام تنظيم القاعدة في العراق بالهجوم الانتحاري عام 2005 الذي استهدف ثلاثة فنادق في عمان الغربية، واغتال عام 2002 الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي. والآن بعد أن توسعت قدرات المجموعة بشكل كبير، فيمكنها بالتأكيد تنفيذ هجمات في المملكة إذا اختارت أن تفعل ذلك. يجب على الدولة الإسلامية في العراق والشام تقييم موقفها الحالي خصوصاً في ظل حملتها على العراق، وأن تقرر ما إذا كان من مصلحتها أن تبدأ العمليات بسرعة في الأردن، أو ما إذا كان ينبغي الانتظار حتى تتماسك هي نفسها في العراق وأن تنجو من الهجوم المضاد من الشيعة والأكراد. هي بالتأكيد لا تريد أن ينفر منها شركاؤها العراقيون السنة الذين يأخذون من الأردن ملاذاً لهم. وتفضل العشائر السنية في العراق أن يركز الفريق على ذلك البلد والكف عن أي عمل في الأردن قد يؤدي إلى رد فعل قوي من عمان. ومن غير الواضح كيف ستمضي الدولة الإسلامية في العراق والشام قدماً.
هناك كثير من العوائق أمام المجموعة إذا حاولت تنفيذ هجمات إرهابية في الأردن.
ترجمة: وكالة أخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان