إلى «mtv»: دعوا سناء تعلّمكم الفرق بين المقاومة والإرهاب
ميسم حمزة
في ظلّ الظروف الصعبة والمعقّدة التي تمرّ بها بلداننا العربية، وما تحمله من مخاطر على حاضر شعبنا العربي ومستقبله. وفي ظل تفشّي ظاهرة الإرهاب الذي يستهدف تدمير البنى التحتية في كل دولة، ومؤسساتها وأجهزتها المدنية والأمنية والعسكرية، بما يشكل خدمة مجانية لأعداء العالم العربي، وفي مقدّمهم الكيان الصهيوني الذي يغتصب المزيد من الأراضي الفلسطينية ويواصل مخطّطاته الاستيطانية والتهويدية.
في ظلّ ذلك كلّه، نأسف أن يتحوّل بعض إعلامنا إلى إعلام تابع يشوّه الحقائق ويساوي ما بين الإرهابيّ والاستشهاديّ المقاوم. كأنما أضحى هذا الإعلام بوقاً للتحريض المتجرّد من الانتماء والوطنية والموظّف الأعمى في الدوائر الغربية الحاقدة على تاريخنا وأبطالنا ومقاومتنا الباسلة.
من دون أيّ حسّ وطنيّ، أو ضمير حيّ، أو حتى انتماء، تجرّدت «mtv» من القيم كافة، ونشرت تقريراً ضمن نشرة أخبارها مساء 21/11/2015 تحت عنوان «النساء الانتحاريات»، حاولت فيه القناة «اللبنانية» المساواة بين الانتحاريات والعمليات الإرهابية من جهة، والعمليات الاستشهادية للمقاومة في مواجهة العدو من جهة أخرى، رابطة بين الإرهابية حسناء بو الحسن، والاستشهادية سناء محيدلي، وكذلك الاستشهاديات الفلسطينيات أواسط الثمانينات.
تقريرٌ ساوت فيه «mtv» بين عروس الجنوب الشهيدة سناء محيدلي، ابنة الحزب السوري القومي الاجتماعي، والتي نفّذت في 9/4/1985 العملية الاستشهادية الأولى التي تنفّذها فتاة لبنانية عربية ضدّ قوات الاحتلال الصهيوني، وبين حسناء بو الحسن الإرهابية التي تشوّه الدين والمعتقد والعروبة وتنفّذ المخطّط الغربي للنيل من كلّ ما نؤمن به!
ساوت فيه ما بين عميلة إرهابية مجرّدة من الوطنية والانتماء، وبين البطلة سناء محيدلي التي آمنت أنّ المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها عدو متغطرس، اعتاد ارتكاب المجازر بحق شعبنا في فلسطين ولبنان، من دون أيّ وازع أو رادع، اللهم إلا كلمات خجولة من جامعة للدول العربية، لم تعد عربية، ولم تعد جامعة، ولم تعد تضمّ دولاً، إنما ما يشبه الدول.
على هذه الوسيلة الإعلامية التي تجردت من الرسالة الإعلامية الوطنية أن تتعلّم من البطلة سناء التي قالت في وصيتها، إنّ الحياة وقفة عزّ، «وأنا لم أمت إنما حيّة بينكم أتنقل… أغنّي…»، و«أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبّي لها… آه لو تعرفون إلى أيّ حدّ وصلت سعادتي. ليتكم تعرفون لكنتم شجّعتم الكلّ على السسؤ على خطّ التحرير من الصهاينة الإرهابيين». وأضافت أنّ التحرير يريد أبطالاً يضحّون بأنفسهم غير مبالين بما حولهم، ينفّذون، هكذا يكون الأبطال…
يا ليتهم يتعلّمون منك يا سناء معنى العزّ والتضحية والفداء، ويتخلّون عن جُبنهم، لا بل عن عمالتهم، قبل فوات الأوان. ويتعلمون أنّ التحرير يريد أبطالاً يضحّون بأنفسهم، وأنّ المقاومة وحدها هي التي تحفظ كرامة الأوطان.
شتّان أيتها الوسيلة الإعلامية ما بين الثريا والثرى، فإن كنتم تجهلون الفرق بين الاستشهادي البطل والانتحاري، دعوا البطلة المقاوِمة سناء محيدلي تعلّمكم!
فاحتراماً لكلّ قطرة دمٍ سقت الوطن فارتفع شامخاً، ولكلّ روح شهيد كسّر قيود الطغاة وقاد الوطن إلى التحرر، لكلّ أمّ وكلّ زوجة وكل ابن شهيد، ولكلّ من قدّم روحه لأجل الوطن والقضية، ولكلّ من فضّل حمل لقب شهيد على العيش في الذلّ والتبعية، احتراماً لكل هؤلاء، على وزير الإعلام أن يحاسب هذه الوسيلة الإعلامية التابعة، بعد الاعتذار من الشعب اللبناني ومن حزبها على هذه الجريمة بحقّ الشهادة والدماء الطاهرة.
وإلّا… على الوطن وتاريخنا السلام!