«القومي»: تقرير «mtv» جريمة وطنية… وهي مطالَبة بالاعتذار
مرّة جديدة، تثير قناة «mtv» اللبنانية حنق الناس، عقب بثّها أخباراً وتقارير لا تتّسم بالموضوعية والمهنية، لا بل هي مسيئة وطنياً، إذ أقحم تقرير المحطة ضمن النشرة الإخبارية الرئيسة بتاريخ 21 تشرين الثاني 2015، اسم الاستشهادية البطلة سناء محيدلي التي قدّمت دماءها الزكية لتحرير أرض لبنان، ضمن قائمة انتحاريات نفّذن أعمالاً إرهابية ضدّ المدنيين بدافع غريزة الإرهاب والتطرّف!
إننا، ومن موقع الحرص على حرّية الإعلام وحق التعبير، نتساءل عن المعايير المهنية والوطنية في تقارير وتغطيات، اعتذرت المحطة في شأنها، كاتصال مراسلها بالعدو الصهيوني قبل سنتين، واتخاذه مصدراً لتبيان حقيقة اشتباك حصل بين هذا العدو وبين الجيش الوطني اللبناني؟ وكذلك إعطاء صفة شهيد للانتحاري الذي قتل المدنيين في تفجير محيط السفارة الإيرانية! وأيضاً حين واكبت المحطة الحرب العدوانية الصهيونية على غزّة، تحت عنوان ملتبس وفاضح هو «الحرب على إسرائيل»! ناهيك عن تغطيات تغلب عليها الإثارة والتحريض بعناوين مختلفة!
أما في موضوع التقرير الذي بثّته المحطة في نشرتها الإخبارية الرئيسة بتاريخ 21 تشرين الثاني 2015، تحت عنوان: «الإرهاب يستدرج الانتحاريات في ظاهرة ليست جديدة»، فإننا نعتبره جريمة وطنية وأخلاقية، فهو يتحدّث عن انتحاريات فجّرن أنفسهن بالمدنيين في سياق تنفيذ أعمال إرهابية. والمفاجأة أن يقحم اسم الاستشهادية البطلة سناء محيدلي في التقرير، من دون أيّ رادع أو وازع أخلاقي وإنساني ووطني.
فعلى رغم أنّ التقرير أورد أنّ البطلة سناء محيدلي نفّذت عمليتها من أجل قضايا وطنية، إلّا أنّ مجرّد إقحام اسمها والإشارة إلى فتيات فلسطينيات في التقرير المعنوَن بالإرهاب، يعدّ إساءة مباشرة للفعل البطولي الذي أقدمت عليه الاستشهادية سناء محيدلي، وهذا يندرج ضمن سياسة الخلط وعدم التمييز بين الإرهاب والمقاومة، وهي سياسة مدانة، خصوصاً في الظرف المصيري الذي يتوجّب انخراط الجميع في مواجهة الإرهاب الذي يفجّر المدنيين وينفّذ جرائم ومجازر ضدّ الإنسانية جمعاء.
إننا إذ نشدّد على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية والدفاع عن الكرامة والسيادة الوطنية في الخطاب الإعلامي، نرى أنّ تقرير المحطة المذكورة، يستوجب حملة استنكار من القوى والهيئات كلّها، لأنه يندرج في سياق توهين الإرادة والعزيمة الوطنيتين في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة الإرهاب. فالبطلة سناء محيدلي وسائر الاستشهاديين والشهداء، إنما قدّموا الدماء الزكية دفاعاً عن الوطن ولتحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني، ولا تفسيرَ لمضمون التقرير المذكور، سوى أنه يوغل في تهشيم صورة الأبطال الذين ببطولاتهم حرّروا الأرض من الاحتلال، وصانوا السيادة والكرامة.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ يدين بشدة هذا السلوك المريب من قبل محطة إعلامية يفترض أن تكون حريصة على سيادة لبنان، ويطلب منها اعتذاراً واضحاً من الرأي العام، فإنه يهيب بوزير الإعلام في الحكومة اللبنانية، والمجلس الوطني للإعلام والجهات القضائية المختصة اتخاذ الإجراءات المطلوبة، لعدم تكرار هذه الإساءات.
كما يناشد الحزب سائر القوى السياسية والإعلامية المبادرة إلى إدانة هذا السلوك من قبل المحطة المذكورة، لأنه يسيء بالدرجة الأولى إلى الذين دافعوا عن الوطن واستشهدوا في سبيل تحرير أرضه وصون سيادته واستقلاله.