فتح… حاضنة لكلّ الفتحاويين

الأسير الفتحاوي أمجد أبو لطيفة

ككلّ حركة ثورية في التاريخ تعرّضت حركة فتح للعديد من المؤامرات ومحاولات التصفية والاحتواء وحرفها عن مسارها الثوري الذي حدّدته منذ انطلاقتها نهجاً لتحرير الوطن واجتثاث الاحتلال، وفي كلّ مرة نجحت فتح في تجاوز كلّ المحن والمؤامرات… محافظة على هويتها الوطنية والكفاحية في وجه كلّ محاولات التصفية والاحتواء… متخذة من مبادئها وأهدافها وأساليبها نظرية عمل ثوري هدفها الأسمى تحرير الوطن وبناء مجتمع ديموقراطي تعدّدي، رافضة نفي الآخر، ولأنّ فتح رفضت فكرة نفي الآخر حافظت دائماً على وحدتها اولاً… وكان نهج القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات اعتبار فتح التنظيم الأمّ والحاضن… فاحتكمت علاقة الكلّ الفتحاوي دائماً إلى النظام الأساسي للحركة بوصفه الناظم للعلاقات الداخلية، ولم يكن هذا النهج العرفاتي الحكيم الا إدراكاً منه بأنّ بقاء فتح قوية موحدة هو الضامن لاستمرار الثورة وقدرتها على إنجاز الأهداف وتحقيق المصالح الوطنية العليا، وصولاً إلى تحرير الوطن وبناء مجتمع ديمقراطي تعدّدي.

فبالرغم من كلّ ما تعرضت له الحركة عبر مسيرتها الطويلة لم يلجأ الشهيد ياسر عرفات يوماً إلى سياسة الإقصاء، على العكس تماماً حافظ على نفسه ومكانته كقائد وطني وكأب للجميع مؤكداً دائماً انّ فتح لا تقصي أبناءها الشرفاء وستبقى الحاضنة للجميع… ورأينا به نموذج القائد الذي بغيره لا يمكن أن يقبل الفتحاويون…. لكن للأسف بدأ هذا النهج يغيب والنموذج يختفي باستشهاده رحمه الله… حيث بات نهج الإقصاء والنفي هو الحلّ الأسهل لدى قيادة الحركة ممثلة برئيسها كوسيلة للخلاص من الخصوم ومن يختلف معهم في الرأي… فغاب الحوار… وحلّ النفاق مكان تعدّد الآراء… افرغوا فتح من جوهرها الثوري وغاب التنظيم واستبدوله بشراء الذمم والاستزلام… سمعنا بشخوص يتحدّثون في شؤون الحركة وقضايانا الوطنية الاستراتيجية لا نعرف شيئاً عن تاريخهم الوطني… وكأنه أصبح المطلوب إضعاف الحركة وتدميرها لصالح الاحتلال ومشروعه الاستيطاني.

لقد وقف شرفاء الحركة رافضين دوماً لهذا النهج الغريب، ونظرنا إلى المؤتمر الحركي السادس بأمل كبير… معتبرين نتائجه إعادة انبعاث للحركة من جديد، خاصة بعد ما تلقته من ضربات سواء نتائج انتخابات 2006 وانقلاب حماس الأسود في قطاعنا الحبيب. لكن للأسف تبدّد الأمل وساد النهج الإقصائي وتعزّز… وانقلبوا على نتائج المؤتمر وخيارات الفتحاويين… وبدأنا نسمع بقرارات الفصل التي طاولت العديد من اخوتنا الذين حازوا على ثقة المؤتمر وعلى رأسهم عضو اللجنة المركزية للحركة الأخ محمد دحلان.

على الرغم من كلّ ذلك فإننا كفتحاويين سنبقى نناضل ضدّ هذا النهج الإقصائي ومحاولات استملاك الحركة من قبل فئة ليس لها إلا مصالحها الخاصة لا تبالي لوحدة الحركة وأهميتها من أجل إنجاز أهدافنا الوطنية. وسنبقى نناضل دائماً من أجل وحدة الحركة، مؤكدين في هذا السياق على ضرورة إنجاز المصالح الفتحاوية الداخلية والذهاب إلى المؤتمر الحركي السابع موحدين حتى نتمكن من اختيار قيادة فتحاوية وطنية قادرة على قيادة الحركة نحو إنجاز مشروعنا الوطني… مباركين في هذا السياق كلّ جهد وطني وعربي شريف، خاصة الجهد المصري الذي نرى فيه فرصة تاريخية صادقة يمكن أن تؤدّي إلى إنجاز هذه المصالحة خاصة بين الرئيس أبو مازن والأخ محمد دحلان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى