ملتقى الخطّاطين السوريين في دمشق… واحة للحفاظ على تراثٍ مهدّد
رانيا مشوّح
انطلاقاً من التاريخ الدمشقي العريق الذي تنوّعت فيه أشكال الخطوط والكتابات، واستكمالاً لمسيرة الأبجدية التي انطلقت أولى أحرفها من سورية، أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف، والمعهد التقاني للفنون التطبيقية في وزارة الثقافة، في متحف الخط العربي في المدرسة الجمقمقية في دمشق أمس، ملتقى الخطّاطين السوريين الذي تضمّن معرضاً ضمّ ثلاثين لوحة للخطّ العربي، من أعمال متخرّجي المعهد، إضافة إلى عدد من اللوحات للخطاط كمال الكردي.
الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف، وفي تصريح له قال: ملتقى الخطّاطين السوريين فرصة للتعريف بمتحف الخطّ العربي كمكان متخصّص بهذا الفنّ ضمن المتاحف السورية، ولإظهار أهمية الخطّ العربي كأحد الفنون التشكيلية، وكعنصر جماليّ في فنّ العمارة يجب الحفاظ عليه وتعليمه للأجيال من خلال هذه الملتقيات والورش التدريبية.
من ناحيته، أوضح مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقية طلال بيطار أهمية الملتقى كانطلاقة لطلبة المعهد. وتحدّث إلى «البناء» عن الملتقى فقال: الهدف من الملتقى التعريف بأهمية الخط العربي وميزاته وأنواعه في تشكيل لوحات بصرية جميلة، وربط المتلقي بشكل مباشر مع طلبة المعهد الذين يشاركون في ورشة العمل، إذ يقومون خلالها برسم لوحاتهم أمام زوّار الملتقى. كما يعرّف بنتاج متخرّجي قسم الخطّ في المعهد.
وأضاف: «سيصبح الملتقى فعالية سنوية لنشر هويتنا الثقافية التي نعمل للحفاظ عليها في مواجهة الحرب على سورية، والتي تهدف إلى تدمير تراثنا الحضاري والثقافي.
كما قالت أمينة متحف الخطّ العربي إلهام محفوظ: هذا الملتقى يشكّل فرصة لجمع الطاقات الشبابية من طلبة المعهد ومتخرّجيه والخطاطين للتعريف بأهمية الخطّ العربي كفنّ حضاري تاريخي تغنّى به كثيرون وأكدوا على عظمته خلال العقود الماضية.
وعن مشاركته في المعرض ضمن الملتقى، حدّثنا الخطاط كمال الكردي قائلاً: مشاركتي في الملتقى كانت عبر سبع لوحات أظهرت جمالية الخطّ العربي من خلال عبارات مزخرفة. أهمية هذه الفعالية تأتي من ضرورة تعريف المتلقي بهذا النوع من الفنون المتجذّرة في تاريخ منطقتنا، خصوصاً لدى جيل الشباب والأطفال.
يذكر أن ملتقى الخطّاطين السوريين سيستمر حتى 25 تشرين الثاني الجاري وتتضمّن فعالياته ورشة عمل يشارك فيها عشرون طالباً في قسم الخطّ في المعهد، بإشراف عدد من الأساتذة والخطّاطين، إذ ستُعرَض لوحاتهم ضمن معرض خاصّ. كما ستقام في الملتقى محاضرات حول الزخرفة والخطّ العربي وأنواعه وتقنياته.