الإرهاب في أوروبا: متى يُطرد سفراء السعودية؟
ناديا شحادة
أصبح تنظيم «داعش» الإرهابي يحتلّ صدارة المشهد في البلدان العربية والأوروبية فعدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية إثارة ما يُعرف بالخلايا النائمة في الدول الأوروبية بعد أن تمكن التنظيم من التغلغل والتمكن في تلك الدول أو تأمينه عودة هؤلاء إلى بلادهم نتيجة محاربة موسكو للتنظيم الإرهابي في سورية.
وبما أن القارة العجوز تعتبر صاحبة النسبة الأكبر بالنسبة للمقاتلين الأجانب الذي انضموا إلى التنظيم الإرهابي في سورية والعراق على مدار السنوات الماضية، حسب عدد كبير من التقارير الأمنية والاستخبارية والصحافية التي نشرت في الآونة الأخيرة.
فتنظيم «داعش» لديه تعاطف كبير بين شباب أوروبا وبالذات بريطانية، حيث أكد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة التايمز البريطانية واظهر نتائج مرعبة وغير متوقعة، حيث تبين أن داعش يحظى بتعاطف في أوساط الشباب البالغين ممن هم دون السن 35 وتبين أن واحداً من بين كل سبعة بريطانيين من فئة الشباب يتعاطف مع داعش، فما شهدته الفترة الأخيرة من أعمال إرهابية ببعض الدول الأوروبية تجاوز مرحلة التوقعات بشأن ظهور التنظيم في دول القارة الأوروبية وأصبح الأمر واقعاً حقيقياً بعد تهديدات متتالية من التنظيم بأنه سيقوم بأعمال إرهابية في القارة التي زُرعت جذور التطرف فيها في ستينيات القرن الماضي، حسب ما نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في مقال لها في 24 تشرين الثاني تتحدث فيه عن نفوذ السعودية وتأثيرها في الأوساط الإسلامية في بلجيكا وأوروبا، حيث تؤكد الصحيفة أن انتشار السلفيين السعوديين في بلجيكا يعود إلى ستينيات القرن الماضي، بعد أن عرض الملك بوداون على العاهل السعودي الملك فيصل لتأمين الصفقات النفطية مشروع بناء مركز إسلامي توظيف دعاة سعوديين للعمل فيه، وسرعان ما اتخذ أفراد هذا المركز السلفية الجهادية منهجاً على يد الدعاة السعوديين.
يؤكد المراقبون أن ما تعانيه الدول الأوروبية الآن من إرهاب ليس جديداً إنما مخطط سعودي صهيوني مدروس لتمكين الحركة الصهيونية من السيطرة على العالم. فالسعودية باتت مستبعدة، حيث تزداد الأصوات في أوروبا لعدم التحاور معها. وقد أكد ذلك عضو البرلمان البلجيكي المعارض جورج داليماني، عندما صرّح قائلاً عن السعودية لا يمكن أن نتحاور مع دولة تسعى لزعزعة استقرار بلادنا.