الفشل في إضعاف المالكي والضغط عليه أربكا خطة كيري ودفعاه إلى عادة النظر بطريقة التعامل معه

حسن حردان

قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تقديم 500 مليون دولار لما سمي بالمعارضة المعتدلة في سورية، ما يكشف زيف ونفاق الإدارة الأميركية التي تدعي محاربة داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية التي تدور في فلكهما من أحرار الشام والجبهة الإسلامية الخ… من التنظيمات الإرهابية التي توظف كل طاقاتها في خدمة الاستراتيجية الأميركية الهادفة إلى إيجاد الظروف المواتية لتعويم المشروع الأميركي في المنطقة ومنع تحررها من الهيمنة الاستعمارية الغربية.

فالدعم المالي الأميركي للجماعات الإرهابية يأتي اليوم بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها على أيدي الجيش السوري، وكان آخرها في كسب وبعض مناطق حلب، في محاولة لتعزيز هذه الجماعات وتمكينها من الصمود ومنع انهيارها وتأخير إلحاق الهزيمة الكاملة بها، بغية العمل على توفير بيئة مواتية لتحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية عبر التفاوض تحقق من خلالها أميركا بعض المكاسب السياسية التي عجزت عن بلوغها حتى الآن.

أما في العراق فإن السياسة الأميركية تواجه التعثر والإخفاق في محاولة توظيف إرهاب داعش لفرض تشكيل حكومة عراقية وفق رغبات واشنطن وحلفائها الخليجيين. فالمالكي تبين أنه لم يضعف ولم يلن أمام الضغط الأميركي والتهويل من خطر داعش والدعم الإيراني له والتفاف القوى السياسية حوله من جديد لمواجهة أولوية خطر الارهاب، والتدخل الأميركي أربك خطة كيري ودفعه إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع المالكي خوفاً من خروج الأمور عن السيطرة الأميركية بالكامل وفقدان واشنطن أي تأثير في الداخل العراقي.

في هذا السياق بدا أن كيري قرر الإسراع في اتجاه العمل على إقناع الدول الخليجية وتحديداً السعودية بالتوقف عن معاداة المالكي لأن ذلك بات يأتي بنتائج عكسية في غير مصلحة السياسة الأميركية، فيما النجاح الذي حققه مسلحو داعش أصبح يمثل تهديداً للبلدان المجاورة للعراق بما فيها الأردن ودول الخليج.

فقد تبين أن لا بديل من المالكي وفي الوقت نفسه فإن محاولة إضعافه وإخضاعه لم تنجح وهو لا يزال يعتبر المرشح التوافقي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق نتائج الانتخابات الأخيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى