زمكحل: سنستمرّ ونثابر مهما كانت الصعوبات لاسن: نؤمن بقدرتكم على التعافي والتكيّف
نظّم تجمُّع رجال الأعمال اللبنانيين غداء حوار مع سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة في لبنان كريستينا لاسن، في حضور عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والسفراء ورجال الأعمال والإعلاميين.
وألقى رئيس التجمع الدكتور فؤاد زمكحل كلمة أشار فيها إلى «أنّ الاقتصاد الأوروبي لا يزال في حالة ركود في حين أنّ الاقتصاد في العالم العربي يمر بأوقات صعبة محاولاً البقاء واقفاً على قدميه في مع سعر برميل البترول دون 50 في ظلّ عدة حروب مجاورة سوريا، ليبيا، اليمن، العراق… التي تشكل عبئاً ثقيلاً على هذه الدول النفطية».
وقال: «لم نعد قادرين على إدارة شركاتنا واقتصاداتنا ودولنا بنفس الطريقة التي كنا نديرها بها قبل بضع سنوات»، مؤكداً أهمية «بناء شراكات موثوقة مع رجال الأعمال الأوروبيين وخلق التآزر الإنتاجي بغية تنفيذ استراتيجيات جديدة من اجل النمو والتطور».
وأضاف: «يمكن النظر إلى لبنان أو فهمه على أنه سوق صغيرة مؤلفة من 4 ملايين شخصاً، ولكن في رأينا المتواضع هذه النظرة غير صحيحة. يجب النظر إلى لبنان على أنه البوابة المفضلة تجاه منطقة الشرق الأوسط بأسرها. هذا الشرق الأوسط الذي يشهد حالياً مرحلة إعادة هيكلة والذي يمثل سوقاً ضخمة مع الطلب المتزايد باستمرار. ليس سراً على أحد بل هذا واقع أنّ معظم شركات القطاع الخاص المحلية لدينا تعمل، وتستمر وتنمو من خلال فروعها ووجودها الإقليمي والدولي. كما أننا قد نحتاج إلى بعضنا البعض للدخول إلى الأسواق المتنامية: أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث سبقتنا إلى هناك عدة أجيال من بلداننا منذ فترة طويلة. يمكن لإيران أيضاً أن تمثل حقلاً لديه إمكانيات كبيرة ينبغي استكشافها معاً».
وأعلن زمكحل عن زيارة يبدأها التجمُّع اليوم الجمعة إلى إيران على رأس أول وفد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين لاستكشاف هذه السوق الجديدة ذات الإمكانيات الكبيرة»، مشدّداً على أنّ رجال الأعمال اللبنانيين «يتّسمون بالمرونة ولا تعيقهم أي عقبات ويحققون دائماً بفخر النجاح في جميع أنحاء العالم».
وتابع: «للأسف، نحن لسنا جزءاً من جغرافيا المجتمع الأوروبي، ولكن البحر الأبيض المتوسط هو صلة الوصل بيننا في حين تربطنا علاقة أخوية مع بلدكم آتية من صميم القلب ونقشت في ثقافتنا والأجيال السابقة والمستقبلية. من المهم تعزيز تعاوننا والتشجيع على خلق مساحة متوسطية متكاملة وموحدة، وكذلك أن نتعهد معاً بالمساعدة في دعم تنمية المشاريع الأوروـ متوسطية من أجل رفع مستوى الوعي بشأن تحديات التقارب الاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتشجيع ظهور الشعور بالانتماء إلى منطقة إقليمية مشتركة. يجب أن تكون أهدافنا مشتركة لخلق فرص عمل وتشجيع الإبداع وخلق القيمة، وتوليد النمو وتحسين مستوى معيشة سكان البحر الأبيض المتوسط.»
وختم: «لا شكّ أننا بلد صغير ولكنه يتعامل مع أكبر الدول والقارات. لبنان هو أرض الموهوبين وفرصة عظيمة ومباركة من قبل يد إلهية تحميه دائماً. بلدنا هو رسالة، وأرض مقدسة، ونحن لن ندعه يفلت من بين أيدينا، إذ سنستمر ونثابر مهما كانت المخاطر والصعوبات».
ثمّ تحدّثت لاسن فقالت: «طالما كانت أوروبا وهذه المنطقة مرتبطتين ارتباطاً وثيقاً، ونحن جيران. لكنني أعتقد بأنّ السنوات القليلة الماضية أظهرت لنا بوضوح أكبر تشابك مصائرنا ولا سيما خلال الشهرين الماضيين والأسابيع الفائتة».
ولفتت إلى أنّ المشاريع التي مولها الاتحاد الأوروبي في لبنان «شملت أكثر من 500 بلدية، وقطاع التعليم المهني، وإدارة النفايات وحماية البيئة ورفع مستوى إدارة السجون، والتشغيل الآلي لمحكمة العدل في بيروت، ودعم الصناعات الإبداعية، وبناء قدرات حاضنات الأعمال، والإدارة المتكاملة للحدود، وتحديث الجمارك».
وأضافت: «قدم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء منذ عام 2012 أكثر من 500 مليون يورو للبنان للاستجابة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية من أصل 4 مليارات يورو للمنطقة. … لم يذهب هذا المال لمساعدة اللاجئين حصراً، بل أيضا للمجتمعات اللبنانية المضيفة».
وأشارت، من جهة أخرى، إلى أنّ «لبنان يتمتع بإمكانات كبيرة، وأنا أؤمن فعلاً بقدرة رجال الأعمال اللبنانيين على التكيف والتعافي وحيويتهم».