«داعشيو القوقاز» في سورية!

ماذا يفعل إسلاميو الشيشان المتطرّفون في سورية؟ وهل تعدّ الضربات الجوّية الروسية ضدّ «داعش» في سورية حرباً استباقية قبل عودتهم إلى بلاد القوقاز؟ هذان السؤالان أثارتهما صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية التي تطرّقت إلى المجموعات الشيشانية المسلّحة التي تقاتل إلى جانب «داعش» و«القاعدة» في سورية، مشيرة إلى أنها اتخذت من سورية ساحة حرب لمحاربة روسيا. مسلّطةً الضوء على دراسة أعدّها ونشرها غوردن خان من معهد ميدلبيرن للدراسات الدولية في كاليفورنيا في شباط الماضي، وتتحدّث عن مسلحي شمال القوقاز في صفوف «داعش» و«جبهة النصرة» المحظورتين في روسيا وجاء فيها: في نهاية عام 2011 أو بداية 2012 أرسل أمير القوقاز الأعلى دوكو عماروف إلى سورية اربعة قادة هم طرخان باتيراشفيلي أبو عمر الشيشاني ، مراد مرغاشفيلي واسمه أيضاً مسلم، وأحياناً أبو وليد الشيشاني ، ورسلان ماتشالاشفيلي سيف الله الشيشاني ومبعوثه الشخصي صلاح الدين الشيشاني مع المبالغ المالية اللازمة لتنفيذ واجباتهم هناك. كما يقاتل في صفوف الإرهابيين إضافة إلى المسلحين الشيشانيين تتار من روسيا وأوروبا وآسيا ومن تتار القرم وحتى من تتار جمهورية موردوفيا. وتضيف الدراسة أنّ مجموعات شمال القوقاز كـ«جماعة الخلافة» و«جماعة ترخان»، ترابط في محافظة اللاذقية. المجموعة الأولى بقيادة عبد الحليم الشيشاني الذي حارب في الشيشان لغاية تأسيس «إمارة القوقاز» عام 2007. والمجموعة الثانية بقيادة ترخان غازييف الذي قاتل هو الآخر في الشيشان لغاية عام 2007، حيث كان قائداً للجبهة الجنوبية الغربية في الشيشان. وعام 2010 بدأت فترة مظلمة في حياة «الإمارة»، إذ قطع غازييف وعدد آخر من القادة والأمراء علاقتهم بـ«ولاية القوقاز» وأعلن غازييف عن تشكيل «ولاية الشيشان المستقلة»، وانتقل مع مسلحيه عام 2011 إلى سورية.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: «إمارة القوقاز» تنتقل إلى سورية

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى المجموعات الشيشانية المسلّحة التي تقاتل إلى جانب «داعش» و«القاعدة» في سورية، مشيرة إلى أنها اتخذت من سورية ساحة حرب لمحاربة روسيا.

وجاء في المقال: قال الرئيس بوتين خلال لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني إن «طيارينا ينفّذون عمليات ضدّ داعش في شمال اللاذقية. وهذه منطقة جبلية يتمركز فيها مسلحون أغلبهم من حملة الجنسية الروسية. أي ان الطيارين يقومون بواجبهم المباشر بتوجيه ضربات وقائية ضد إرهابيين يمكن ان يعودوا إلى روسيا في أي وقت».

نشر غوردن خان من معهد ميدلبيرن للدراسات الدولية في كاليفورنيا في شباط الماضي، دراسة شاملة عن مسلّحي شمال القوقاز في صفوف «داعش» و«جبهة النصرة» المحظورتين في روسيا وجاء فيها: في نهاية عام 2011 أو بداية 2012 أرسل أمير القوقاز الأعلى دوكو عماروف إلى سورية أربعة قادة هم طرخان باتيراشفيلي ابو عمر الشيشاني ، مراد مرغاشفيلي واسمه أيضاً مسلم، وأحياناً أبو وليد الشيشاني ، ورسلان ماتشالاشفيلي سيف الله الشيشاني ومبعوثه الشخصي صلاح الدين الشيشاني مع المبالغ المالية اللازمة لتنفيذ واجباتهم هناك. كما يقاتل في صفوف الإرهابيين إضافة إلى المسلحين الشيشانيين تتار من روسيا وأوروبا وآسيا ومن تتار القرم وحتى من تتار جمهورية موردوفيا.

ويشير غوردن خان إلى انه في نهاية عام 2012 اتحد مجاهدو «إمارة القوقاز» وعدد كبير من المسلحين الأجانب الذين يقاتلون في سورية، في ما يسمى بـ«جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة»، ورأس ابو عمر الشيشاني مجموعة اطلقت على نفسها اسم «كتائب المجاهدين» وعيّن أبا وليد الشيشاني نائباً له. وفي عام 2013 انضمت هذه المجموعة إلى «داعش» وأصبح أبو عمر الشيشاني قائداً للجبهة الشمالية. بقي سيف الله الشيشاني قتل في حلب يوم 14 كانون الثاني 2014 وعدد من المسلحين ضمن «القاعدة»، أما صلاح الدين الشيشاني فأعلن عن تشكيل «إمارة القوقاز في الشام». وجميع هذه المجموعات الإرهابية لها علاقات مع الجالية الشيشانية في النمسا وبلدان أوروبية أخرى.

إضافة إلى هذا، تبيّن، بحسب خان، أن مجموعات شمال القوقاز كـ«جماعة الخلافة» و«جماعة ترخان» يرابط في محافظة اللاذقية. المجموعة الأولى بقيادة عبد الحليم الشيشاني الذي حارب في الشيشان لغاية تأسيس «إمارة القوقاز» عام 2007. والمجموعة الثانية بقيادة ترخان غازييف الذي قاتل هو الآخر في الشيشان لغاية عام 2007، حيث كان قائداً للجبهة الجنوبية الغربية في الشيشان. وفي عام 2010 بدأت فترة مظلمة في حياة «الإمارة»، إذ قطع غازييف وعدد آخر من القادة والأمراء علاقتهم بـ«ولاية القوقاز» وأعلن غازييف عن تشكيل «ولاية الشيشان المستقلة»، وانتقل مع مسلحيه عام 2011 إلى سورية.

وفي 10 تشرين الأول 2015 كتبت صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «أقسمت التشكيلات الشيشانية، وهي «جند القوقاز» و«جند الشام» و«جماعة ترخان»، على القيام بعمليات هجومية ضدّ روسيا. ولا علاقة لأيّ من هذه المجموعات بـ«داعش»، ولكنها مرتبطة بـ«المتمردين المعتدلين».

هذا الأمر يوضح أسباب الانتقادات التي وجّهها الغرب للغارات الجوّية الروسية على مواقع «المعتدلين».

وقد أعلنت قيادة الجيش السوري في 14 أيلول الماضي عن القضاء على مسلحين من مجموعة «جند القوقاز» في جبل النبي يونس. ولهذه المجموعة بحسب معطيات الجيش السوري قواعد في قرية سالمة ومدينة ربيعة وجبل الأكراد قرب الحدود التركية في محافظة اللاذقية. ويقود هذه المجموعة عبد الحكيم الشيشاني.

يضيف خان: هناك مجموعة شيشانية ترابط قرب اللاذقية وهي «أنصار الشام» بقيادة أبو موسى الشيشاني. من كل هذا يصبح واضحاً أن أنصار دودايف اتخذوا من سورية ساحة حرب لمحاربة روسيا.

«واشنطن بوست»: ازدهار السوق السوداء لجوازات السفر السورية المزوّرة

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً جاء فيه: كانت بصمات الإرهابي الذي فجّر نفسه خارج استاد فرنسا مطابقة لبصمات رجل وصل إلى السواحل الأوروبية في 3 تشرين الأول جنباً إلى جنب مع مهاجرين يائسين عبروا الحدود من تركيا، وفقاً للمسؤولين الفرنسيين واليونانيين.

ولكن جواز السفر السوري الذي وجد قرب جثته، والذي أثار بسرعة الجدل السياسي في أوروبا والولايات المتحدة، كان مزيفاً.

جوازات السفر السورية المزوّرة ليست أمراً جديداً على طريق الهجرة من تركيا عبر أوروبا. في الواقع، قدّر المسؤولون الألمان هذه السنة أن ما يقارب ثلث طالبي اللجوء ادّعوا زوراً أنهم كانوا من السوريين.

ذلك لأن جواز السفر السوري أصبح مادة ثمينة، خصوصاً أن الدول الأوروبية تعهدت بمنح حق اللجوء للاجئين من تلك الدول الشرق أوسطية.

تسعى مجموعة من الأفراد للحصول على وثائق سورية مزورة، وكثيرون منهم ممن يطلق عليهم المهاجرون الاقتصاديون الذين يتحملون المخاطر المهددة للحياة للوصول إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل، ولكنهم لا يتمتعون بالترحيب ذاته الذي يحظى به الفارون من الصراع في سورية والعراق وإريتريا.

كما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في أيلول أن من بين سيل اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم، والذين يطلبون اللجوء، مهاجرون آخرون إيرانيون وباكستانيون ومصريون وصوماليون وكوسوفيون، يدّعون أنهم سوريون.

عدد من طالبي اللجوء يخبرون الصحافيين وعمال الإغاثة أنهم من سورية، حتى لو لم يكونوا كذلك، في ظل الافتراض بأنه لو أن بائع أحذية سورياً كان من بين الفارين من القصف في حلب، فإنه سيكون موضع ترحيب، في حين لن يحظى مبرمج كمبيوتر من كوسوفو بالترحيب ذاته.

ومن المعروف على طريق الهجرة أن بعضاً ممن ليسوا سوريين يمزقون جوازات سفرهم الحقيقية في تركيا ويدّعون بأنهم سوريون.

وكان صحافيان، أحدهما يتحدّث العربية كلغته الأم، قد تجوّلا في محطات القطارات في فيينا ووجدا أن كثيرين من القادمين الجدد لا تتطابق لهجاتهم مع قصصهم، ولا تحمل قصصهم أيّ مصداقية.

وقال رئيس وكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس» فابريس ليغيري إن هؤلاء الأفراد ينظرون إلى جوازات السفر السورية باعتبارها تذكرة عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي.

ونقلت محطة الإذاعة الأوروبية الفرنسية في أيلول عن ليغيري قوله: «هناك أناس في تركيا الآن يشترون جوازات سفر سورية مزوّرة لأنهم يعرفون أن السوريين يحصلون على حق اللجوء في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

وتابع: «الناس الذين يستخدمون جوازات سفر سورية مزوّرة غالباً يتحدثون العربية، وقد يفدون من شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط، ولهم هيئة المهاجرين الاقتصاديين».

دخل السوريون أنفسهم أيضاً إلى سوق الوثائق السورية المزيفة، أو جوازات السفر الرسمية التابعة لأشخاص آخرين. وقالت المتحدثة بِاسم «فرونتكس» إيوا مونكوير لمحطة «إن. بي. أر» في أيلول إن «معظم جوازات السفر السورية المزوّرة تستخدم من قبل السوريين»، وإن المهاجرين الذين لديهم بالفعل الوثائق الشرعية هم «استثناء».

وأضافت: «إنهم قادمون من بلد مزقته الحرب، ربما اضطر كثيرون إلى مغادرة منازلهم بسرعة وربما لم يكن لدى البعض منهم جوازات سفر، والحصول على جواز سفر سوري الآن، على الأرجح صعب للغاية».

جوازات السفر الإلكترونية أصبحت ذات قيمة بحيث يمكن أن يكون السوريون الذين يمتلكون الوثائق الشرعية مستهدفين من قبل المهربين، وقد ذكرت صحيفة «غارديان» قصة مهاجر سوري يدعى «محمد» أصبح ضحية لسرقة جواز السفر:

عندما قام محمد بدفع عدة مئات من اليوروهات إلى المهرّب الأفغاني لنقله مع أصحابه من ثيسالونيكي إلى الحدود اليونانية ـ المقدونية في تموز، كان يعتقد أن المال سيكون كل ما يريده المهرّب. بدلاً من ذلك، ادّعى السائق وجود مشكلة مختلقة في المحرّك وأقنع السوريين بمغادرة السيارة بحجّة تجنّب الاعتقال من قبل الشرطة، «ثم سرق منّا جوازات السفر»، كما يقول «محمد».

ودفع مراسل صحيفة «ديلي ميل» 2000 دولار للحصول على جواز سفر سوري، وبطاقة هوية ورخصة قيادة اشتُريتا في تركيا.

وعرض مهرّب سوري يبلغ من العمر 38 سنة ومعروف بِاسم «ملك البحار» على مجموعة من الكتّاب في مجلة «New Republic» الأميركية في تركيا عدداً كبيراً من الوثائق التركية والسورية والأوروبية المزوّرة التي تقدر قيمتها بآلاف الدولارات.

والسنة الماضية، أجرى مراسل موقع «فوكاتيف» الأميركي مقابلات مع تاجر لبيع جوازات السفر السورية المزوّرة في السوق السوداء على الحدود التركية ـ السورية، ويحصل التاجر في مقابل جواز السفر الجديد على 1800 دولار أميركي.

هذه الجوازات ليست من الناحية الفنية مزيّفة، فكما يقول الرجل، عندما استولى المتمرّدون على بلدة أعزاز السورية عبر الحدود من القوات الحكومية، قاموا بتحرير مكتب طباعة جواز السفر، الآن يحصل هو وطاقمه من السماسرة والمهرّبين على جميع المعدّات اللازمة لصنع جوازات سفر جديدة أو تعديل الموجودة بالفعل. يقول عن آلات الطباعة مبتسماً: «صنعت في ألمانيا».

في وقت سابق من هذه السنة، تحدّث رجل جزائري يبلغ من العمر 27 سنة ويدعى «حمزة» لمراسل صحيفة «واشنطن بوست» في فيينا، قائلاً إنه وزملاءه كانوا في تركيا عندما قاموا «بتقطيع جوازات سفرهم واختلطوا مع اللاجئين السوريين». هكذا بدأ المهاجرون المتجهون إلى ألمانيا تمرير أنفسهم على أنهم من السوريين.

وأضاف إنه «من السهل الآن أن نسافر مع هؤلاء اللاجئين. تلقينا الغذاء والمأوى، والترحيب من الناس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى